في زمن تداخلت فيه خيوط المؤامرة والنفاق، ظهر بعض أشباه رجال كالظلال السوداء، حاملي مصابيح زائفة، يقادون بأفكارهم المسمومة وخطط الأعداء.، يراهم البعض أبطالاً، ولكن الحقيقة أنهم أدوات بيد أعداء الأمة، يُستخدمون لمحاصرة المجتمعات، وتمزيق أواصر الوطنية، وخدمة مصالح الكيانات التي تتربص بمقدرات الشعوب المسلمة.
هذان هما أنطوان لحد في لبنان، وأحمد الهجري في سوريا، رجلان تجسد في شخصهما معنى الخيانة والتآمر، حيث استغلا مواقعهما لتمزيق وحدة الناس، وخدمة العدو الصهيونى، في مبارزة مكشوفة لزرع الفتن وإضعاف الهوية الوطنية.
أنطوان لحد: الأداة الإسرائيلية والمحارب الطائفي في لبنان
خلفيته ودوره:
كان أنطوان لحد رمزًا للموالاة لإسرائيل في لبنان، حيث حمل لواء ميليشيا قوات لبنان الجنوبي، التي ارتبطت بشكل وثيق بالمشروع الصهيوني في المنطقة.، منذ بداية الحرب الأهلية، تحول إلى أحد أدوات توريط لبنان في الصراعات الطائفية، واستُخدم بشكل مباشر في تنفيذ أجندة الاحتلال الإسرائيلي.
دوره في المجازر:
يُتهم لحد، بشكل واسع في شن مجازر مروعة، خاصة مجازر صبرا وشاتيلا، التي كانت من أكبر المحن التي أصابت لبنان وشعبه.، استغل قدراته العسكرية والأمنية لتنفيذ عمليات تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، وإثارة الطائفية، وتفتيت الدولة الوطنية، في خدمة مصالح الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يسعى لتفكيك لبنان إلى كيانات ضعيفة ومتفرقة.
خطورة وظيفته
بالإضافة إلى قمع المطالب الوطنية، كان لحد أداة تنفيذ لمخططات خارجية، أدت إلى استدامة الصراعات.، وتُتهم أدواره بقمع أية محاولة لوحدة لبنان، مما أدى إلى تدمير البنية الوطنية، وإضعاف المقاومة ضد الاحتلال.
التقارير الحقوقية والإعلامية:
وصفت تقارير حقوقية دولية وأممية أن أنطوان لحد، كان أحد أدوات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، حيث لعب دوراً رئيسياً في تفتيت النسيج اللبناني وتمزيق وحدة البلاد، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بخدمة مصالح الاحتلال من خلال قيادة ميليشيات لبنان الجنوبي.
وموسوعة “أحداث لبنان والصفقة الإسرائيلية” تؤكد أن لحد استُخدم كرمز طائفي ومهمّة لتعزيز الفتنة، ما أدى إلى تدمير عدد كبير من المدن والقرى، وارتكاب مجازر ضد المدنيين.
تحليلات
جوزيف مسعد، الباحث والخبير في الشؤون اللبنانية، يُذكر أن لحد، كان أداة مباشرة في تنفيذ أهداف إيرانية وإسرائيلية، واستُغل في أحداث عنف طائفي لم يقتصر على لبنان فحسب، بل أثر على الاستقرار الإقليمي.
الباحث اللبناني أنور حرب، أكد على أن لحد كان أحد أدوات الاحتلال المباشرة، واستُخدم بشكل رئيسي لتبرير استمرار الصراع الداخلي، وتحقيق مصالح خارجية على حساب وحدة لبنان.
نهاية مخزية
أصبحت عبارة “لحد”، ومشتّقاتها، رديفة للشتيمة في لبنان، إذ تعني أعلى درجات الخيانة والعمالة للكيان. مات أنطوان لحد، مصدر الإيحاء لهذه التسمية ـ الشتيمة، على فراش المرض في فرنسا.
لفظ الخائن أنفاسه الأخيرة على سرير في مستشفى كأي عجوز، وتخلّص من تهيّؤات الموت برصاص مقاومين أو بتفجير أو حتى مسموماً، والتي لطالما خالجته وأخافته. موت هادئ مماثل لا يليق بقائد مليشيا عملاء إسرائيل في جنوب لبنان بين أعوام 1984 و2000.، بعدما تفاجأ قبل موته بعد سنوات من العمالة والتعاون مع الاحتلال، أنّ صفة الخائن تلاحقه، وأنّ القضاء اللبناني أصدر بحقه حكماً بالإعدام.
أحمد الهجري: أداة التفتيت في قلب سوريا
خلفيته ودوره:
يُعد أحمد الهجري أحد رموز الانقسام والتفرقة في سوريا، حيث يُقال إنه لعب دورًا في استخدام أدوات النظام وعبارات الطائفية لتفتيت المجتمع السوري، خدمة لسياسات داخلية وخارجية تهدف إلى إضعاف وحدة الشعب.
استغلال الطائفية والتآمر:
في سياق طويل من الأحداث الدامية، استُخدم الهجري في إثارة النزاعات الطائفية، وتحريض بعض الأطراف على العنف الداخلي، مما ساهم في تعميق الشرخ الوطني.، دوره يُذكر كجزء من استراتيجية إضعاف الصوت الوطني، وتمهيد الأرضية لسياسات تفرقة ومحاولات السيطرة على مفاصل الدولة السورية.
دوره وخطورته:
راقب خبراء وتحليلات أن الهجري كان جزءًا من أدوات النظام، استُخدم لتمزيق التماسك المجتمعي، مما أدى إلى تعقيد الأزمة السورية، وتحقيق مآرب القوى التي تريد تفكيك سوريا، خدمة لمصالح إقليمية ودولية.
التقارير والتحقيقات السورية والإعلامية:
تحدثت مصادر إعلامية سورية ومعارضون لنظام الأسد، عن أحمد الهجري، على أنه أحد الأدوات التي استُخدمت لخلق الانقسامات الطائفية، ولتأجيج الصراعات الداخلية بما يخدم السلطة.
ولعب دورًا في استغلال الطائفية وتوجيهه ضد مكونات المجتمع السوري بهدف تفرقتهم، وإضعاف صوت المعارضة وإجهاض أية مساعٍ للوحدة الوطنية.
محللون سياسيون
الأكاديمي السوري حسن عبد العظيم، يذكر أن الهجري، كان أحد أدوات النظام الذي استغل الطائفية لتفتيت المجتمع السوري، متهمًا إياه بارتكاب فتن داخلية من أجل مصلحته الشخصية وخدمة لأجندات خارجية.
الكاتب والصحافي السوري سليمان الأسد، يرى أن الهجري، مثل غيره من أدوات النظام، لعب دوراً حاول أن يزرع الفرقة، وأنه كان جزءاً من استراتيجية طويلة المدى لإضعاف سوريا من الداخل، حيث استُخدم في تهيئة الظروف للتدخل الخارجي.
إن أنطوان لحد يُنظر إليه على أنه قاتل ومُشعل للفتن، كان أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي، ومسؤول عن مجازر واسعة خلفت دمارًا ودمارًا في لبنان، واستُخدم لتعزيز الفتنة الطائفية وتجزئة لبنان.
وأحمد الهجري كان يُصنف على أنه أحد أدوات النظام السوري، استُخدم لزرع الشقاق وإثارة الانقسامات الطائفية والداخلية، بهدف إضعاف المجتمع السوري، وخدمة مصالح داخلية وخارجية.
ورغم أنهما قد عاشا فترة من التاريخ قبل نفوقهما، إلا أن خيانتهما وأمثالهما كثير، ستظل جزءًا من النقاشات التاريخية حول كيف يُستخدم بعض أشباه الرجال في خدمة الأعداء، وكيف يُفنوا أوطانهم على أعتاب مصالح خارجية.