تقارير

10 نوفمبر 1848م: وفاة “إبراهيم باشا” مؤسس “التكيّة المصرية”

إبراهيم باشا بن محمد علي باشا بن إبراهيم أغا القُولَلي

(1789م – 10 نوفمبر 1848م)،

– الابن الأكبر لـ محمد على باشا، وعضد أبيه القوي، وساعده الأشد في جميع مشروعاته.

– كان علمانيا ملحدًا، مثل أبيه، لا علاقة له بالإسلام، قاد الحملة المصرية الكبرى ضد الدولة السعودية الأولى، والتي جرت بين 1816م – 1819م، فقضى على حُكمهم، وأسرَ أميرهم “عبد الله بن سعود”، وأرسله لأبيه “محمد علي باشا” في القاهرة، فأرسله “محمّد علي” إلى الأستانة (تركيا)، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام، ثم قتلوه، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سخيّة، ونال أبوه محمد علي باشا لقب خان، وهو اللقب الذي لم يحظ به سواه..

– إبراهيم باشا هو مؤسس “التكيّة المصرية” في الحجاز التي كانت تشبه وزارة الشؤون الاجتماعية الآن، وكانت تنفق على السعوديين وتمنحهم الغذاء والملابس، وتطعم جميع الحجاج من جميع بلاد الدنيا.. وهي التي يحاول السعوديون بكل الوسائل حذفها من كُتب التاريخ، بعد هدمها في عام 1983م، بالاتفاق مع حسني مبارك الذي يقال إنه استولى على 3 مليارات من الريالات السعودية مقابل بيع التكية وهدمها، وأعلنت المملكة بأنها تريد هدمها لتوسيع الحرم المكي، (سبب لا يستطيع أي مسلم أن يقف أمامه).. لكن الحقيقة لم تكن كذلك، وكانت كذبة كبرى، فقد قامت المملكة ببناء مقر إمارة المدينة فوق أرض التكية المصرية فور هدمها، سريعًا سريعًا.. وكأنهم يتخلصون من العار التاريخي!! وكتبت الصحف السعودية في هذا اليوم تقول: (اليوم نُسقط آخر صورة من صور الفقر في المملكة).

ويبقى السؤال؟؟؟؟

هل محمد بن عبد الوهاب كان يدعو لدينٍ جديد؟!..

الرجلُ كان صادقا، وتم استغلاله، ودعوته في الأصل طاهرة نقية، خرجت تنادي بالعودة للأصل، بعد انتشار البدع والمنكرات والتحريف والتزييف في العقيدة، وعبادة القبور في بعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر التي تتصدر دول العالم الإسلامي في أعداد القبوريين (بعض الطرائق الصوفية).. لكن الدعوة الوهابية خرجت عن مسارها وتم استغلالها سياسيا وترويضها..

– إبراهيم باشا قتلَ وطاردَ كل (المتدينين) في أرض الحجاز، وما حولها، ولم تكن كلمة (إرهابي) قد ظهرت.. واعتدى على الحرمات والمساجد،

اقتحمَ المساجدَ، وقتل الذين يؤيدون محمد بن عبد الوهاب، داخلها، وتحوّلت المساجد في أرض الحجاز إلى بحيرات دم.. وبعض المراجع – كثيرة جدا – قالت إن جنود إبراهيم باشا اعتدوا على النساء (هتك أعراض).. كما فعل الجنود العراقيون في الكويت في 2 أغسطس 1990م…وهذا سبب كراهية معظم السعوديين الشديدة والتاريخية للمصريين: ظاهرة ومستترة.

– تولّى إبراهيم باشا، حُكم مصر بفرمان من الباب العالي في مارس 1848م، بسبب مرض والده: (محمد علي باشا) الذي فقد عقله تماما، وأصبح مجنونا، فتم حبسه وربطه في حجرة نائية بالقصر، وظل كذلك حتى مات منسيًّا مجهولا…

– لم يستمر إبراهيم باشا في الحُكم أكثر من سبعة أشهر ونصف، ومات قبل والده، وهو لم يتجاوز الستين من عمره، في مثل هذا اليوم 10 نوفمبر 1848م، واختلف المؤرخون في سبب وفاته المفاجئة، رغم عدم مرضه، فمنهم من قال سكتة دماغية، وبعض المؤرخين يؤكدون أنه مات مسمومًا، بسبب رفض المصريين لما فعله إبراهيم باشا في الحجاز من قتل وإذلال وتعذيب واعتداءات على المساجد والبيوت والنساء..

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى