اشتبكت إيران وإسرائيل في مواجهة عسكرية استمرت 12 يومًا، أعلن خلالها الطرفان تحقيق “انتصار” على الآخر. بينما رفع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان راية “النصر العظيم”، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار بـ”الانتصار التاريخي”. فما هي حصاد هذه الحرب، وهل انتصر أحد حقًّا؟
إيران تعلن “النصر العظيم” ونهاية الحرب
في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية، أكد الرئيس الإيراني أن “المقاومة البطولية” للشعب الإيراني أدت إلى “نهاية حرب الـ12 يومًا”، واصفًا إياها بحرب “مفروضة” من إسرائيل. لكن وراء خطاب النصر، تكشف الأرقام عن مئات القتلى والجرحى، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 610 مدنيًّا وإصابة أكثر من 4700.
إسرائيل ترد..”أزلنا التهديد النووي الإيراني
من جهته، زعم نتنياهو أن إسرائيل حققت “انتصارًا تاريخيًا” بتدمير البرنامج النووي الإيراني ومواقع صاروخية في أصفهان ونطنز وآراك. وأشار إلى اغتيال قادة إيرانيين كبار، بينهم رؤساء أركان وعلماء نوويون. لكن تقارير استخباراتية أمريكية سرّية كشفت أن الضربات أعادت البرنامج النووي أشهرًا فقط للوراء، وليس تدميره كليًا.
التدخل الأمريكي.. ضربات “فوردو” وإشادة ترامب
لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في الحرب، حيث قصفت منشأة “فوردو” تحت الأرض ومواقع نووية أخرى. ادّعى البنتاغون “تدمير البرنامج النووي الإيراني”، بينما شكّلت تقارير عن نقل إيران لليورانيوم المخصب قبل الضربات سؤالًا حول نجاح العملية. ووصف ترامب الضربات بأنها “الأنجح في التاريخ”، رغم انتقادات لتضخيم النتائج.
الضربات الإيرانية: صواريخ على إسرائيل وقاعدة العديد
ردّت إيران بإطلاق صواريخ غير مسبوقة على إسرائيل، اعترضت معظمها أنظمة الدفاع، لكن بعضها تسبب في دمار ومقتل 28 إسرائيليًا. كما استهدفت قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، التي تصدت للصواريخ دون خسائر بشرية.
الحرب الاستخباراتية..تجسس، اعتقالات، وإعدامات
كشفت تقارير عن اختراق “الموساد” للأجهزة الأمنية الإيرانية، ما سهل اغتيال شخصيات رفيعة. في المقابل، أعلنت إيران اعتقال 700 شخص بتهمة التعاون مع إسرائيل، وأعدمت 3 منهم. كما أفادت تقارير بتجنيد إيران لعملاء داخل إسرائيل، لكن دون تأثير كبير على المعركة.
تداعيات اقتصادية.. صعود أسعار النفط وقلق مضيق هرمز
بعد انتهاء الحرب، ارتفعت أسعار النفط عالميًا، حيث قفز خام “برنت” إلى 67.89 دولارًا للبرميل. وأثار التدخل الأمريكي مخاوف من إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من النفط العالمي، ما هدّد باضطرابات في الأسواق.
ما بعد الحرب.. مفاوضات نووية وتهديدات مستمرة
أبدت إيران استعدادها للعودة إلى مفاوضات الطاقة النووية، بينما حذّر رئيس الأركان الإسرائيلي من أن “الحملة على إيران لم تنتهِ”. مع بقاء الأسئلة: هل دُمر البرنامج النووي حقًّا؟ وهل ستندلع جولة جديدة من الصراع؟
حرب بلا منتصر واضح
رغم ادعاءات الانتصار من الجانبين، تبقى الخسائر البشرية والمادية شاهدة على حرب لم يحسمها سوى وقف إطلاق النار الهشّ، في صراع قد يعود أكثر ضراوةً في أي لحظة.