15 أغسطس 2010م: وفاة الشاعر والسفير السعودي د. غازي القصيبي
د. غازي بن عبد الرحمن القصيبي
– الميلاد: 3 مارس 1940م، الأحساء، السعودية.
– الوفاة: 15 أغسطس 2010م، مستشفى الملك فيصل التخصصي، الرياض، السعودية
– ماتت أمه وعمره 10 شهور، وكان والده “عبد الرحمن القصيبي” وزيرا، ومن رجال المال الكبار
– شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي.
وُلدَ بالسعودية، وعاش بالبحرين، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا، والدكتوراه من جامعة لندن
– من أهم المناصب التي تولاها الدكتور القصيبي:
1- عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود، في 1971م
2- وزير الصناعة والكهرباء، سنة 1976م
3- وزير الصحة السعودي في 1982م
4- سفير السعودية لدى البحرين، في 1984م
5- سفير السعودية لدى بريطانيا، سنة 1992م
6- وزير المياه والكهرباء في 2003م
7- وزير العمل، سنة 2005م
صدرَ له:
22 ديوانا شعريا
15 رواية وقصة (من أشهرها: العصفورية – سعادة السفير – الوزير المرافق)
بالإضافة إلى 7 مؤلفات في التنمية والسياسة وغيرها..
ومئات المقالات الصحفية
غنى له مطرب الجزيرة محمد عبده، 6 أغنيات، من أشهرها: مشرق النور، أجل نحن الحجاز ونحن نجد، كالحلم جئتِ، سلمت يداك، لورا، مغرورة،،، وغيرهم
– من أشهر أقواله:
1- (عندما قرر الصهاينة إنشاء دولة لهم، كانت اللغة العبرية لغة ميتة بعثوها بعثاً من المعاجم و استخدموا مفرداتها حتى أصبحت لغة حية! أما نحن فقد ورثنا أكثر اللغات حياة فبذلنا أعظم جهد لقتلها).
2- (إن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين، هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر).
3- (محاولة تطبيق أفكار جديدة، بواسطة رجال يعتنقون افكارًا قديمة، هي مضيعة للجهد والوقت).
4- (الكرامة البشرية مرتبطة ارتباطا عضويا بالعقل البشري.. إذا ذهب العقل ذهبت معه الكرامة).
5- (الفرق بين الشعر والرواية: الشعر شفرة، والرواية مذكّرة. الشعر تلميح، والرواية تصريح. الشعر ومضة، والرواية نور كاشف. الشعر موسيقى، والرواية كلام. الشعر ترف لعقول الخاصة، والرواية طعام دسم لعقول العامة).
6- (من سلبيات الشخصية العربية أنها لا تهتم بالفعل نفسه، قدر اهتمامها برد فعل الناس نحوه)
7- (اعلموا أيها القراء الكرام أن السخرية ثلاثة أنواع: السخرية من الذات وهي سخرية المتواضع، والسخرية من الأقوياء وهي سخرية الشجعان، والسخرية من الضعفاء وهي سخرية الأنذال)
عاش القصيبي معظم حياته خارج المملكة، وكان متزوجا من سيدة ألمانية غير مسلمة، وبدأت الحروب الفكرية بينه وبين رجال الدين في المملكة السعودية، وخاصةً الشيخ ابن باز، من الستينيات وحتى وفاته.
وحاول القصيبي من بداية التسعينيات إقناع قادة المملكة بالانفتاح الاجتماعي والفكري، وظل مشروع القصيبي حبيس الأدراج حتى ظهرَ محمد بن سلمان وبدأ في تنفيذ هذا المشروع العلماني الخطير.
……………………
لا تُهيّء كفني.. ما متُّ بعـدُ!
لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ
أنـا إسلامـي.. أنا عـزَّتـهُ
أنا خيلُ اللهِ نحو النصرِ تعـدو
أنـا تاريخـي.. ألا تعـرفهُ؟
خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ
أنـا صحرائي التي ما هُـزِمتْ
كلّمـا استشـهدَ بنـدٌ ثار بنـدُ
قسـمًا ما قفـزَ الخـوفُ إلى
قبضة الفارسِ.. ما اهتزَّ الفرندُ
ما دعانـا الفتحُ إلا شمخـتْ
هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ
* * *
لا تهيِّئ كفني.. ما زال لـي
في صمودِ القِمم الشمّاءِ وعـدُ
لا تغـرّنّـك منّـي هدأتـي
لا يمـوتُ الثـأرُ لكن يستعـدُّ
لا يغـرَّنـّك نصـلٌ موغلٌ
في عروقـي.. فأنـا منه أَحَدُّ
لا يغـرَّنّـك عبـدٌ مرجفٌ
بانتهائي.. لا يُخيفُ الحُرَّ عبـدُ
لا تهيّـئْ كفنـي.. يا سيّدي
لـي مع الثـأرِ مواثيقٌ وعَهـدُ
أومأتْ لي عـزّةٌ مجروحةٌ
ودعتني من خيام الأسـرِ هِنـدُ
وبـدا لـي مسجـدٌ مكتئبٌ
دنَّستـهُ بوحـولِ البَغي رُبْـدُ
ذكرَ الإسـراءَ فاهتـزَّ أسى
ولإسرائيـلَ في المحرابِ جندُ
أيها المسجدُ يا مسرى الهُدى
إنّ وعـدَ اللهِ حـقٌّ لا يُصَـدُّ
الصليبيـون أمـسِ ارتحلوا
وغداً يمضي الصليبُ المستجدُّ
* * *
قلْ لمن طار به الوهمُ اتئدْ !
ليس للظاميء في الأوهام وردُ
أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـلٍ
يدهُ بالخنجـر الدامـي تُمـدُّ
أيَّ سلمٍ ترتجي من رجـلٍ
ضـجَّ في أعماقه الحقدُ الألدُّ
ديـر ياسيـن على راحتـهِ
لعنـةٌ تتبعـهُ أيّـانَ يغـدو
سترى إذ تنجلي عنك الرؤى
إنّـه للحـربِ لا السّلمِ يُعِدُّ
إنَّ ما ضُـيّعَ في ساحِ الوغى
في سوى ساحتها لا يُستـردُّ