الميلاد: 28 أبريل 1968م، الجيزة.
خرّيج تجارة حلوان: 1990م.
——-
عاطف عاشور.. من أمهر شعراء الفصحى، ومن فرسان هذا الزمن، والشاعر الحُر الذي مات كمدًا من عتمة المشهد المصري والعربي في السنوات العجاف، بعد ثورة 25 يناير، فغادر الدنيا حزينا، في 2015م، ساعيا لجنان الخُلد والفرح..
اضغط: آخر ما كتبه على صفحته يوم وفاته:
——————-
قصيدة: جيـشُ الخليفة
شعر: عاطف عاشور
…..
ساءلتُ عن جيشِ الخليفةِ في البلادِ ..
فَرَدّني دمعُ السؤالْ
وفراغُ كفِّ النائحات..
المحوجاتِ إلى الرجالْ.
ساءلتُ عن خيلِ الخليفةِ في الثغورِ،
فأنبؤني أنها..
قد عاشرت بعض الحميرِ
فأنجبتْ هذِي البغال.
هم أخبروني أنهُ..
حتي الخليفةُ..
لم يعدْ إلا تراجيعَ احتمالْ
فارفُقْ بنفسِكَ من ألاعيبِ الخيالْ..
وارحلْ بوهمِكَ..
ما تريدُ هو المحالْ.
فاللهُ بدَّلَ بعد حالٍ بالخلائق ألفَ حالْ،
لما رأى طيرَ الهدايةِ نام في عُشِّ الضلالْ
…
هم أخبروني أنَّهُ حتى الثغورُ تنكّرتْ لمكانِها،
ألقتْ بها ريحُ الوداعةِ في حشاك..
مع الشرابِ أو الإدامِ،
في الشارعِ الخلفيِّ..
في مقهى المدينةِ ..
في جيوبِ المترفين..
في مباراةٍ لهزلٍ قدْ أقيمتْ ..
صوّروها للورى بعيونهم شرفَ النَّزالْ
في فصولِ الدرسِ قامتْ
عندما اختلَّ النظامُ ..
وحَوّمَتْ سحُبُ الظلامْ
……
يا أيها المُبتلُّ من عرقِ الطريقِ الحرِّ
في الوادي البليــدْ
يأيها المسحورُ من عزمِ الرجالِ الفاتحين..
على دروبِ ابنِ الوليدْ
يأيها المجمورُ في الزمن الجليد
يَمّم إلى بلدٍ جديدْ…
نُقشَتْ على أبوابهِ ـ بأكفِّ عزمِكَ ـ
لا يفلُّ عُـرَى الحديدِ سوى الحديد
بلدٍ يميتُ الموتَ في هذا الركامْ
لا يرتضي خُبزَ المذلّةِ أو تسابيح السلامْ
بلدٍ به بأسُ الرجالِ..
يدوسُ كلَّ المرجفين بلا مطالْ
بلدِ البراكين التي من كبتهـا زمنًا تفورُ
لتجرفَ المتخنثين
وكل أشباهِ الرجال
وإن تكسّر في الصدور بنا النصال علي النصال
يا سيّدي …
أنت الخلافةُ، والخليفةُ، والجيوشُ
إذا أفقتَ من السُباتِ إلى الثباتِ علي الطريق.
أنت الصليلُ مع الصهيلِ فدعك من رَجْعِ النعيق.
ولتنضُ عنك الزيف والصدأ العتيق
فعيوننا حنّت نواظرها لنورك والبريق
أنفاسنا ذهبت على أثر الزفير،…
وصدرنا انتظر الهواء مع الشهيق.
ولسوف يأتينا الشهيقُ
علي الرُّبا متهللا
إن صح فينا أننا ..
حقَّــاً …
رجالْ