– في 29 سبتمبر 1988م، تم الإعلان عن حُكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا، في النزاع حول طابا، وجاء الحُكم في صالح مصر، مؤكدًا أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989م، كان الاحتفال برفع علم مصر مُعلنًا السيادة على طابا، وإثبات حق مصر في أرضها..
تكوّنَ الفريق المصري من خبراء في شتى المجالات:
1- وزارة الخارجية:
(إبراهيم يسري، بدر همام، حسن عيسى، أحمد أبو الخير، محمود عثمان، عز الدين عبد المنعم، وجيه حنفي، أحمد فتح الله، محمد جمعة، حسين مبارك، محمود سامي، فايزة أبو النجا، أحمد ماهر، مهاب مقبل، ماجد عبد الفتاح،)،
2- وزارة الدفاع:
(عبد الحميد محسن حمدي، فاروق لبيب، خيري الشماع)،
3- وزارة العدل:
(أمين المهدي، فتحي نجيب)،
4- وزارة البترول:
(أحمد عبد الحليم، صلاح حافظ)،
5- المؤرّخون ورجال القانون:
(وحيد رأفت، مفيد شهاب، يونان لبيب رزق، أحمد صادق القشيري، يوسف أبو الحجاج، سميح صادق، صلاح عامر، محمد الشناوي، جورج أبو صعب، طلعت الغنيمي، محمد بسيوني، حسين حسونة، محمد عبد الفتاح محسن)
البداية:
– بدأت قضيه طابا عقب توقيع معاهده السلام بين مصر وإسرائيل في 1979م، والتي نصّت على سحب إسرائيل لكامل قواتها من شبه جزيرة سيناء في موعد غايته 25 أبريل 1982م، ولكن إسرائيل أثارت أزمة منذ ديسمبر 1981م، من خلال الادّعاء بمواقع غير صحيحة للعلامة رقم 91 ، في محاولة لضم منطقة طابا، إلى فلسطين المحتلة، وأصر الصهاينة على ذلك، ولذا تم البحث عن حلٍ مقبولٍ للطرفين، بواسطة الولايات المتحدة.
– وقّعت الدولتان اتفاقًا في 25 أبريل 1982م، ينص على تسوية المنازعات الدولية عن طريق التفاوض، أو التوافق، أو التحكيم، حسب المادة السابعة من معاهدة السلام.
– في يوم 11 سبتمبر 1986م، أُحيل النزاع على طابا، إلى هيئة تحكيم دولية تشكلت من خمسة محكّمين، ومنذ تشكيل هيئة التحكيم في سبتمبر عام 1986م، وحتى 29 سبتمبر 1988م، قدّمَ الفريق المصري جميع الأسانيد والوثائق التي تؤكد حق مصر التاريخي في منطقه طابا.
– اُسدل الستار في 29 سبتمبر 1988م، بإصدار هيئة التحكيم حكمها التاريخي في جلسة علنية عُقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، في حضور وكيلَيْ الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع للدولتين، معلنة عودة طابا إلى أحضان الوطن المصري، ورُفع علم مصر عليها في 19 مارس 1989م.
= الجندي المجهول في عودة طابا:
– إسماعيل شيرين (1919م – 1994م) .. آخر وزير حربية في الفترة الملكية، وابن عم الملك فؤاد، وزوج الأميرة فوزية أخت الملك فاروق بعد طلاقها من شاه إيران.
– كان لـ “إسماعيل شيرين” دور حاسم ومؤثر، في قضية طابا.. وهذا ما أخفته جميع وسائل الإعلام المصرية، ولا ندري لماذا؟.. فعندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على “طابا”..ذهب “إسماعيل شيرين” إلى الفريق المصري، في سويسرا، عارضا أن يُدلي بشهادته التي ستحسم القضية، لأنه كان قائدا للكتيبة المصرية في طابا، قبل 1948م، ووافق فريق الدفاع المصري بعد أن رأى الوثائق والمراسلات الحاسمة مع إسماعيل شيرين.. وقـدّمَ وزير الدفاع الملكي لمقر المحكمة في “جنيف” كل ما لديه من وثائق ومراسلات رسمية، وأختام بريد ومراسلات عائلية.. وحكمت المحكمة لمصر.. وأن طابا مصرية
– رغم المنشورات والكتب والتحقيقات الصحفية التي تطل علينا سنويا في ذكرى استرداد “طابا”، في 29 سبتمبر 1988م، (انسحبت إسرائيل من “طابا” فعليا في 19 مارس عام 1989م).. لم ترد كلمة واحدة في كل أطنان الورق تلك، أو في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، تذكر اسم وزير دفاع مصري أسبق، لم ينس بلده رغم طرده منها، وقال كلمة حق .. ولم يتنازل، و(يطنّش) ويبيع، رغم حرمانه من دخول مصر طيلة عقود، ومصادرة كل أملاكه..
– طابا مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء، وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى.
– يبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريبًا، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالاً.
– تمثل المدينة قيمة تاريخية وإستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود 4 دول هي: مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقًا، وتقع في مواجهة الحدود السعودية، في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.
————-
يسري الخطيب