تقارير

20 نوفمبر 1935م: استشهاد الشيخ عز الدين القسّام

في مثل هذا اليوم:

– وُلِدَ الشيخ عز الدين القسام في (20 نوفمبر 1882م) في بلدة جبلة، محافظة اللاذقية في سوريا،

– كان منذ صغره يميل إلى العزلة والتفكير، وتلقَّى دراسته الابتدائية في كتاتيب بلدته جبلة، ورحل في شبابه إلى مصر؛ حيث درس في الأزهر

– لمَّا عاد إلى سوريا عَمِل مدرِّسًا في جامع السلطان إبراهيم، وأقام مدرسة لتعليم القرآن واللغة العربية في مدينة جبلة،

– عندما اشتعلت الثورة ضدَّ الفرنسيين شارك القسام في الثورة، وقاد المتظاهرين، وكان جزاؤه أن حَكَمَ عليه الديوانُ السوري العرفي بالإعدام.

– قاد أوَّلَ مظاهرة تأييدًا لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكوَّن سريَّة من 250 متطوعًا، وقام بحملة لجمع التبرُّعات، وقد جمع المال والسلاح لنجدة المجاهدين في طرابلس الغرب أثناء حملة الإيطاليين عليها.

– باع عز الدين القسّام بيته وترك قريته الساحلية، وانتقل إلى قرية الحفة الجبلية ذات الموقع الحصين؛ ليساعد عمر البيطار في ثورة جبل صهيون (1919م-1920م)، وقد حَكَم عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابيًّا،

– هاجر الشيخ القسّام عام 1921م، إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتَّخذ مسجد الاستقلال في الحيِّ القديم بحيفا مقرًّا له؛ يُعلّم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن،

– التحق القسّام بالمدرسة الإسلامية في حيفا، ثم بجمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيسًا لها عام (1345هـ= 1926م).

– كان القسّام في تلك الفترة يدعو إلى التحضير والاستعداد للقيام بالجهاد ضدَّ الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامَّة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمالي فلسطين.

– كان يقول للناس في خطبه: «هل أنتم مؤمنون؟» ويُجيب نفسه: «لا». ثم يقول للناس: «إن كنتم مؤمنين فلا يقعدنَّ أحدٌ منكم بلا سلاح وجهاد». وفي إحدى خطبه كان يُخَبِّئ سلاحًا تحت ثيابه فرفعه وقال: «مَنْ كان منكم يُؤمن بالله واليوم الآخر فليَقْتَنِ مثل هذا». فقُبض عليه وأُدخل مباشرةً إلى السجن، وتظاهر الناس لإخراجه، وأضربوا إضرابًا عامًّا إلى أن تمَّ الإفراج عنه،

– كان يُركِّز على أن الإسراف في زخرفة المساجد حرام، وأن علينا أن نشتري سلاحًا بدل أن نشتري الثريات الفاخرة، كان يَصِلُ إلى جميع الناس من خلال عمله كمأذون شرعيٍّ وكخطيبٍ، وكان يختلف كثيرًا مع الشيوخ لأنهم كانوا لا يهتمُّون سوى بأمور العبادة من صلاة وصوم؛ بينما كان اليهود يُخَطِّطُون ويشترون الأراضي، فكان يرى أنه لا فصل بين الدين والسياسة، وأمورُ السياسة كانت واضحةً بعد أن نال اليهود وعد بلفور، كما كان في شجار مع المستعجلين من أبناء تنظيمه، الذين يُريدون الثورة في حين كان القسام يُعِدُّ ويترَيَّثُ ليضرب في الوقت المناسب، فلبث سنين وهو يُعِدُّ للثورة.

– بعد موجة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتسارع وتيرة الأحداث فيها عام 1935م، دعا القسام بعد انتقاله إلى جنين، جميع العرب إلى التوحد لمحاربة التمدد الإسرائيلي، فكوّن خلايا سريّة على درجة فائقة من التنظيم، ترافقت مع جمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة.

– تنقل الشيخ القسّام بعد قيادته الثورة ضد بريطانيا والتمدد الصهيوني بين قرى فلسطينية عدة، كان آخرها قرية الشيخ زايد

– كشفت القوَّات البريطانية أمر القسام في (15 نوفمبر 1935م)، فتحصَّن الشيخ عزُّ الدين هو و15 فردًا من أتباعه، فلحقت به القوَّات البريطانية في (19 من نوفمبر 1935م) فطوَّقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة.

– قامت معركة غيرُ متكافئة بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة دامت حوالي ساعتين؛ كان الرصاص خلالها يصمُّ الآذان، والطائرات المحلِّقة على ارتفاع قليل تكشف للمهاجمين موقع الثوار وقوَّتهم، وفي نهاية الساعتين أسفرت المجابهة عن استشهاد القسام ورفاقه؛ يوسف عبد الله الزيباري، وسعيد عطية المصري، ومحمد أبي قاسم خلف، وألقى الأمن القبض على الباقين من الجرحى والمصابين.

– اكتشفت قوَّات الأمن عند نهاية المعركة مع الشيخ ذي اللحية البيضاء، والمجندل على التراب بملابسه الدينية مصحفًا وأربعة عشر جنيهًا ومسدسًا كبيرًا

– كان لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسّام الأثر الكبير في اندلاع “الثورة الفلسطينية الكبرى” عام 1936م، فكانت مرحلة ضمن مسار طويل من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية – كانت وما زالت وستظل – في مقاومة الاحتلال الصهيوني.

مصادر

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى