أكد المهندس عبد المجيد كوشير، رئيس اتحاد المقاولين الليبي، أن شركات المقاولات المصرية حققت نجاحًا بارزًا في السوق الليبية، بعد أن تمكنت من الفوز بعقود لتنفيذ مشروعات إنشائية بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وطرابلس، والثقة المتزايدة في القدرات الفنية والمالية للقطاع المصري في مجالات التشييد والبناء.
وأشار كوشير، في تصريحات خاصة لموقع “أموال الغد”، إلى أن ليبيا تُولي اهتمامًا بالغًا بالشركات المصرية العاملة في مجال المقاولات، نظرًا لما تتمتع به من خبرات طويلة وتاريخ قوي في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والإنشاءات المتكاملة، لافتًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاق حزمة كبيرة من مشروعات الإعمار، ضمن خطة وطنية لإعادة بناء البنية التحتية الليبية.
وشدد رئيس اتحاد المقاولين الليبي على أهمية تحالف الشركات المصرية مع شركاء محليين داخل ليبيا، كشرط أساسي للمشاركة في تنفيذ المشروعات، موضحًا أن ذلك يساهم في نقل الخبرات، ويعزز فرص النجاح والاستدامة في تنفيذ الأعمال على أرض الواقع، ويحقق استفادة مشتركة للطرفين.
وأضاف: “نتطلع إلى توسعة نطاق التعاون مع الكيانات المصرية في مختلف التخصصات العمرانية، سواء في الطرق والكباري، محطات المياه والصرف، المشروعات السكنية، أو البنية التحتية الذكية، حيث نعتبرها شريكًا استراتيجيًا في مرحلة إعادة الإعمار”.
ويأتي هذا التوجه الليبي بالتوازي مع توجهات الحكومة المصرية الرامية إلى زيادة صادرات خدمات المقاولات والإنشاءات للأسواق الخارجية، خاصة في الدول العربية والأفريقية، ضمن رؤية الدولة لتعظيم الاستثمارات غير التقليدية ودعم شركات القطاع الخاص في التوسع الإقليمي.
ويُعد هذا التعاون بمثابة نقطة انطلاق جديدة للشركات المصرية، بما يعزز من حجم الأعمال الخارجية ويخلق فرص عمل جديدة، كما يعزز من الاحتياطي النقدي المصري من العملات الأجنبية من خلال عقود طويلة الأجل.
وتتوقع مصادر في قطاع التشييد والبناء أن يشهد العام 2025 مزيدًا من العقود المشتركة بين مصر وليبيا، مع دخول شركات مصرية كبرى إلى السوق الليبية بقطاعات متنوعة تشمل الطاقة والإسكان والخدمات اللوجستية.