عرضت الدول الغنية أمس الجمعة تقديم 250 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الفقيرة الأكثر تضررا من ظاهرة الاحتباس الحراري لكنها واجهت دعوات فورية بقيادة أفريقيا لتقديم المزيد مع تمديد مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ إلى وقت إضافي.
في محادثات مؤتمر المناخ في أذربيجان، تطالب الدول النامية بالتزامات أكبر من جانب الملوثين التاريخيين الأكثر مسؤولية عن ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن الدول الغنية تصر على أن التعهدات المالية الضخمة ليست واقعية سياسيا.
وفي مسودة نص تم الكشف عنها قبل ساعات من انتهاء أسبوعين من المفاوضات الشاقة، قالت أذربيجان إن الدول الغنية تعهدت بتوفير 250 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035.
ويحدد النص أيضًا هدفًا طموحًا عامًا لجمع ما لا يقل عن 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2035 ليس فقط من البلدان المتقدمة ولكن من القطاع الخاص.
ولكن الخط الأحمر بالنسبة للعديد من الدول التي تتعرض للخطر بسبب تغير المناخ في مؤتمر المناخ كان يتمثل في ضمان التزام جديد من الدول المتقدمة يتجاوز بكثير تعهدها الحالي البالغ 100 مليار دولار سنويا.
وقال علي محمد رئيس المجموعة الأفريقية للمفاوضين إن الهدف الجديد “غير مقبول وغير مناسب على الإطلاق”. وأضاف أن “250 مليار دولار ستؤدي إلى خسائر غير مقبولة في الأرواح في أفريقيا وحول العالم، وتعرض مستقبل عالمنا للخطر”.
وقال تحالف الدول الجزرية الصغيرة النامية، الذي يشكل تغير المناخ تهديدا وجوديا بالنسبة لها، إن الهدف أظهر “ازدراء لشعوبنا الضعيفة”.
لكن الولايات المتحدة أشارت إلى أنها لا تتطلع إلى التفاوض على رقم أعلى. ومن المتوقع أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه بعد شهرين، ويسحب أكبر اقتصاد في العالم من دبلوماسية المناخ مرة أخرى.
وقال مسؤول أمريكي كبير، يأتي فريقه في باكو من إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن: “لقد كان تحقيق الهدف السابق الأصغر تقدما كبيرا على مدى العقد الماضي. سيتطلب 250 مليار دولار المزيد من الطموح والوصول الاستثنائي”.
وقالت ألمانيا، التي تعد زعيمة منذ فترة طويلة في مجال المناخ ومن المقرر إجراء انتخابات فيها العام المقبل، إن أي اتفاق نهائي من المحتم أن يشمل إعادة هيكلة الديون وأدوات مالية أخرى لجمع الأموال، وليس فقط أموال الحكومة وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحفيين إن أوروبا تريد “الوفاء بمسؤولياتها، ولكن أيضا بطريقة لا تجعلها تقدم وعودا لا تستطيع الوفاء بها”.
