الأمة الثقافيةتقاريرسلايدر

26 نوفمبر 1990م: البطل المصري “أيمن حسن” يقتل 21 جنديا إسرائيليا بمفرده

أيمن محمد حسن محمد

الشهيدُ الحي..

بطلٌ مصريٌ ربما لا يعرفه الكثيرون.

– كتم غيظه وأحزانه بعد مذبحة المسجد الأقصى الأولى بمدينة القدس، 8 أكتوبر 1990م، عندما حاول متطرفون يهود (جماعة أمناء الهيكل) وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم في ساحة المسجد الأقصى، فمنعهم أهل مدينة القدس، فوقع اشتباك بينهم، وعددهم قرابة 4 آلاف، وبين المتطرفين اليهود، فتدخّلَ الجنود الصهاينة، وأطلقوا النار على المصلين، مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة، واعتقال 270 شخصًا، وتم إعاقة حركة سيارات الإسعاف، وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.. فأسرّها البطل المصري في نفسه، وقرر الانتقام .

– حكمَ عليه القضاء المصري بـ 12 سنة، وقضى المدة ما بين طرة وأبي زعبل..

– وُلدَ (أيمن محمد حسن محمد) في 18 نوفمبر عام 1967م، بقرية الغنيمة، مركز أبو كبير، محافظة الشرقية (مصر)

– تبدأ أحداث حكاية الجندي المصري، عندما رأى أحد الجنود الإسرائيليين في عام 1990م، وهو يمسح حذاءه بالعلم المصري، ثم يبول عليه ..

وعندها قرر «أيمن»، الذي كان يعمل بفريق الرماية بمنطقة رأس النقب بوادي “سهل القمر” أمام المطار الإسرائيلي، أن ينتقم من الذين قتلوا أهلنا في القدس، ودنّسوا العلم المصري…

– انطلق يوم 26 نوفمبر 1990م، داخل الحدود الإسرائيلية من موقعه العسكري على التبة الصفراء بمنطقة رأس النقب في جنوب سيناء، وحمل معه الأسلحة والذخيرة لقتل أكبر عدد من الضباط والجنود وعلماء مفاعل ديمونة النووي من العسكريين وجيش الدفاع.

– بدأ البطل المصري تنفيذ عمليته، ونجح في عبور الأسلاك الشائكة على الحدود مع إسرائيل، ثم قام بإعداد كمين عسكري للاختفاء فيه، وعندما لمحته سيارة تحمل إمدادات وأغذية، قرر أن يتعامل معها، فقتل سائقها، ثم وجد بعدها سيارة أخرى تابعة للمخابرات الإسرائيلية في طريقها لمطار النقب، وكان يقودها ضابط كبير برتبة عميد، ويعمل بمفاعل ديمونة النووي، فقتله أيمن أيضا،

– وبعدها فُوجِيء المجند المصري باقتراب حافلة تحمل أفرادا وجنودا وفنيين عاملين بمطار النقب العسكري الإسرائيلي تعبر بوابة أمن المطار الخارجية، في طريقها إليه، بعد أن وصل لكمينه الذى اختفى فيه، وعندها ركّز البطل المصري “أيمن محمد حسن” على أن يكون (الباص) هو هدفه الأول المخطط لعمليته العسكرية،

– عندما اقترب (الباص) من أيمن حسن، أطلق الرصاص على سائقه لإيقافه وأفرغ فى صدره خزينة سلاح كاملة، ثم وصل (الباص) الثاني، حاملا ضباط مطار النقب العسكري الإسرائيلي، وقام أيمن حسن بإجراء مناورة للتمويه، حتى يشاهد الضباط (الباص) الأول المضروب، فيتوقفوا ليحاولوا إنقاذ ركابه الجرحى، وبالفعل توقف الباص، فباغتهم بإطلاق نيراني مفاجيء على مقدمته ولقى سائقه حتفه فورا، ثم واصل إطلاق الرصاص وقتل الضباط الأربعة، واختبأ الفرد الذى يجلس بالمقعد الفردي على الباب الأمامي المجاور للسائق، وخفض رأسه، وقام بغلق أبواب الباص حتى لا يُمكّن أيمن حسن من الصعود،

– وظل «أيمن» يطلق الرصاص على الجنود بالباص الإسرائيلي حتى أصيب بطلقة سطحية بفروة رأسه، وبعدها تماسك حتى نجح في الاختباء ومواصلة إطلاق النيران عليهم، ثم نجح في العودة إلى الحدود المصرية

– بعد عودته قابله قائد المنطقة العسكرية الذي قال له: «أشعر بالفخر لما قمت به» ولكن لُعبة السياسة تدخّلت، وأفسدت العمل البطولي، ورضخ مبارك كالعادة لأوامر اليهود، وتمت محاكمة “أيمن محمد حسن” عسكريا، وحُكمَ عليه بالسجن 12 سنة، وخرج في عام 2000م، ليعمل سبّاكًا باليومية.

– نجحت صحف المعارضة المصرية: الشعب، والوفد، والأحرار، وغيرهم، في حماية أيمن، ومنع تكرار كارثة “سليمان خاطر” الذي تم قتله في السجن بأوامر من مبارك.. وطالبت تلك الصحف المنظمات الحقوقية المصرية والدولية بالتدخل وحماية أيمن، ولذا لم يستطع النظام المصري التخلص من أيمن، كما فعلَ مع الشهيد “سليمان خاطر” في 1986م

اضغط: تقرير تليفزيوني عن أيمن محمد حسن

——————

يسري الخطيب  

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى