تقارير

40 عاما على وفاة الرئيس المصري المنسِي “محمد نجيب”

محمد نجيب.. هذا الاسم الذي هتفَ له الشعبُ المصري، وخرجت الملايين لتحتفي به، وتحمله على الأعناق، طيلة 28 شهرا، حكمَ فيها مصر.. فهو أول رئيس لمصر، والرجل الذي وضع روحه على كفه، وخلع الملك، وأعلن الجمهورية.

الرئيس اللواء الدكتور (محمد نجيب يوسف قطب القشلان)

(محمد نجيب.. اسم مُركَّب، مثل “محمد حسني” مبارك، و”محمد أنور” السادات، و”محمد أمل” دنقل، و”محمد صالح” سليم.. إلخ،، وقد صدر قرار في سنة 1994م، بإلغاء الأسماء المركبة )

الميلاد: 19 فبراير 1901م، مدينة الخرطوم (السودان)، لـ أم سودانية جذورها من مدينة المحلة، بمحافظة الغربية (مصر)، وأب مصري من قرية النحارية، مركز كفر الزيات، محافظة الغربية (مصر) (تم تغيير اسم قرية النحارية إلى محمد نجيب)

الوفاة: 28 أغسطس 1984م، بمستشفى المعادي العسكري بالقاهرة.

يقول موقع الرئيس محمد نجيب:

– بدأ والده: يوسف نجيب حياته مزارعًا في قرية النحارية، ثم التحق بالمدرسة الحربية وتفوّق فيها، وأصبح بعد تخرّجه، ضابطا بالجيش المصري بالسودان، واشترك في حملة دنقلة الكبرى،

تزوّجَ يوسف نجيب من سيدة سودانية وأنجب منها ابنه الأول عباس لكنها توفيت، فتزوج من السيدة “زهرة” ابنة الأميرالاي محمد بك عثمان في عام 1900م، والأميرالاي محمد هو ضابط مصري تعيش أسرته في أم درمان، واستشهد في إحدى المعارك ضد الثورة المهدية، وقد أنجب يوسف من السيدة زهرة 3 أبناء هم: محمد نجيب، وعلي نجيب، ومحمود نجيب، وأنجب أيضاً 6 بنات.

– عندما بلغ محمد نجيب 13 عامًا توفيَ والده، تاركاً وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فشعر بالمسئولية مبكرًا، ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد في كلية جوردن حتي يتخرّج سريعاً.

الطريق

– تخرّج في الكلية الحربية (سلاح المشاة) في عام 1921م.

– حصل على ليسانس الحقوق عام 1927م

– حصل على شهادة الماجستير، عام 1931م

– أصبح محمد نجيب ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936م

– حصل على الدكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1938م

– اشترك في القتال ضد القوات الألمانية عام 1943م.

– في عام 1944م، عُيِّنَ حاكمًا إقليميًّا (محافظ) لسيناء.

– اشترك في حرب فلسطين عام 1948م، من خلال معارك القبة ودير البلح، وأصيب ثلاث مرات، فمُنِح نجمة فؤاد العسكرية الأولى بالإضافة إلى رتبة البكوية لشجاعته.

عقب حرب فلسطين عُيّنَ مديرًا لمدرسة الضباط (الكلية الحربية) عام 1948م، ثم تعرَّف على مجموعة الضباط الأحرار من خلال الصاغ عبد الحكيم عامر.

– رُشّحَ وزيرا للحربية في وزارة نجيب الهلالي، لكن القصر الملكي عارض ذلك بسبب شخصيته المحبوبة لدى ضباط الجيش

– اُنتخبَ رئيسا لنادى الضباط في يوليو 1952م .

– قاد الضباط الأحرار، وكان السبب الرئيس في نجاح حركة يوليو 1952م، لما كان يتمتع به من شخصية صارمة في التعامل العسكري، وطيبة وسماحة في التعامل المدني..

– أول رئيس للجمهورية بعد قيام حركة 23 يوليو 1952م.

– شكّل أول حكومة للحركة في سبتمبر 1952م

– أعلن الجمهورية في 18 يونيو 1953م، وتولّى رئاسة الجمهورية.

– محمد نجيب هو أول ضابط يحصل على ليسانس حقوق في تاريخ الجيش المصري، وأول ضابط يحصل على الماجستير والدكتوراه في تاريخ مصر.

– كان يجيد اللغات: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعِبرية.

قانون الإفساد الزراعي

رفضَ “محمد نجيب” قانون الإصلاح الزراعي، وأطلق عليه (قانون الإفساد الزراعي)، وقال: (إذا أعطينا للفلاح فدانين الآن فكم قيراط سيرثه الأبناء في الجيل القادم؟! وكم سهما سيرثه الأحفاد؟! .. إننا بهذه الطريقة نفتت الملكيات وخلال 50 سنة من الآن تكون الأراضي الزراعية بدأت في الاختفاء! لن يزرع حفيد الفلاح ميراثه من بضعة قراريط، وسيتجه لبيعها أو البناء عليها)

وهذا ما حدث بالفعل،، سبحان الله

الانقلاب

بسبب الخلافات بينه وبين ضباط يوليو حول سياسة الحُكم، وعودة الجيش للثكنات، قامت مجموعة الضباط بقيادة عبد الناصر، في 14 نوفمبر 1954م، بالانقلاب على الرئيس محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، واعتقاله، بعد الاعتداء عليه بالضرب، ثم تحفّظوا عليه في (فيلا زينب الوكيل – زوجة النحاس باشا) المهجورة بمنطقة المرج بالقاهرة، حتى مجيء مبارك، في سنة 1981م.

– ظل الرئيس “محمد نجيب” معتقلا في البيت المهجور بمنطقة المرج بالقاهرة، يبكي أولاده وزوجته، وليس له من شيء يذكّره بهم إلا قراءة خطاباتهم إليه، واستعادة ذكرياته الجميلة معهم.

له عدة مؤلفات منها:

1- رسالة عن السودان. 1943،

2- مصير مصر. (بالإنجليزية) 1955،

3- كلمتي للتاريخ. 1975،

4- كنتُ رئيسًا لمصر (مذكرات محمد نجيب) 1984.

متحف وقاعدة عسكرية بـ اسم محمد نجيب

– في 24 سبتمبر 2007م، تم افتتاح متحف خاص لـ محمد نجيب في القرية الفرعونية يضم مقتنياته وعددا كبيرا من الصور.

– في يوم 22 يوليو 2017م، تم افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمّام (مطروح)، وتبلغ مساحة القاعدة حوالي 18 ألف فدان، وتُعَدّ أكبر قاعدة عسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط.. وتم افتتاح القاعدة بحضور: عبد الفتاح السيسي، ومحمد بن زايد، والليبي خليفة حفتر، والبحريني سلمان بن حمد آل خليفة، والسعودي خالد الفيصل.

الشيخ الشعراوي والرئيس نجيب

كان الشيخ الشعراوي هو الصوت الوحيد في مصر الذي يطالب سرًا وجهرًا بالإفراج عن الرئيس محمد نجيب، وظل الشيخ الشعراوي يلحّ على الرئيس السادات أن يفك أسر الرئيس نجيب، واستجاب السادات بشروط، وقبل وفاة السادات بعامين، وبعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، في 1979م، تم فتح الباب للرئيس محمد نجيب، ولكنه لم يخرج إلا مرة واحدة لزيارة الشيخ الشعراوي في بيته،، فقد كانت حرية مشروطة.

– ظل “محمد نجيب” منسـيًّا في (فيلا) المرج المهجورة، وممنوعا من رؤية الشارع أو الخروج من باب (الفيلا) أو حتى النظر من الشبابيك (من 1954م – 1981م) حتى تولّى “حسني مبارك” في 1981م، فأعاد نجيب إلى الحياة، وأعاد اسمه للكتب المدرسية، ووضع اسمه على إحدى محطات مترو الأنفاق، ومنحه راتب رئيس جمهورية، ولواء أركان حرب على المعاش، وخصّص له (استراحة) في منطقة المعادي بالحراسة والخدم والأطباء من استراحات رئاسة الجمهورية، يقومون جميعا على خدمته… ولأن الموضوع كان (منظرة) من حسني مبارك ليمتدحه العالم، فقد أصدر أمرًا  فور وفاة محمد نجيب، وقبل دفنه، بإخلاء (فيلا المعادي) وقامت قوات الأمن المركزي بطرد أسرة محمد نجيب، بطريقة وحشية ومهينة جدًا، في الشارع، بعد أن استولوا على كل مذكراته وكتبه وتحفه وممتلكاته الشخصية، وكانوا قد استولوا في سنة 1954م، على مكتبة محمد نجيب الشخصية التي كانت تضم 11 ألف كتاب.

الرحيل

– رحلَ “محمد نجيب”، بعد 30 سنة من انقلاب نائبه: “جمال عبد الناصر” عليه، في 1954م، وتحديد إقامته، وحذف اسمه من الأوراق الرسمية، والكتب المدرسية، كقائد لحركة يوليو 1952م، وأول رئيس لـ مصر، وتعتبر قصة نجيب، هي مأساة كرسي الحُكم، خلال القرن العشرين، بـ مصر.

– رحلَ اللواء الدكتور “محمد نجيب يوسف قطب” في هدوءٍ عن عُمرٍ يناهز 83 عاما، بـ مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، بعد أن عاش ورأى انكسارات ومصرع كل الذين ظلموه..

………..

المصدر:

سطور من موسوعة (شموسٌ خَلْفَ غيومِ التأريخ – الجزء الثاني – يسري الخطيب)

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights