5 رسائل أكدتها مظاهرات الإيرانيين بنيويورك اعتراضا علي مشاركة بزكشيان في الجمعية العامة
أمس الثلاثاء ، بالتزامن مع انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، نظم الإيرانيون االثلاثاءلأحرار تظاهرة ضخمة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، معبرين عن غضب واستياء الشعب الإيراني من حضور رئيس جمهورية النظام، المعيّن من قبل خامنئي، في هذا المنبر الدولي.
هذه التظاهرة أتت في يوم كان فيه اهتمام العالم مركزًا على خطابات الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية وبعض زعماء الدول الأخرى في الاجتماع السنوي للجمعية العامة، مما جعل هذا التجمع الإيراني يبرز بشكل استثنائي على الساحة الدولية.
التظاهرة الكبرى التي شهدتها نيويورك، وسط حشد جماهيري كثيف ومتحمس، جسدت كراهية الشعب الإيراني العارمة تجاه نظام الملالي، وأظهرت للعالم وجود مقاومة واسعة النطاق ومنظمة تسعى إلى إسقاط النظام واستبداله بحل ديمقراطي.
واحتشد المتظاهرون في شارع كامل، وغطوا الميدان بصور الأشخاص الذين سقطوا شهداء في سبيل الحرية، مؤكدين إدانتهم لحوالي ۲۰۰ عملية إعدام نُفذت منذ وصول بزشکیان إلى السلطة.
كان هذا التجمع حافلاً بالمشاركين من مختلف الأجيال، ومزينًا بمزيج من الأعلام واللافتات والشعارات التي رفعها المتظاهرون، إلى جانب كلمات ألقيت من قبل شخصيات سياسية أمريكية، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وممثلين عن النساء والشباب، وكذلك السجناء السياسيين السابقين. هذا التجمع استمر لساعات عديدة، معبراً عن وحدة وتضامن الإيرانيين الأحرار في مواجهة النظام الإيراني.
في خطابها الموجه للإيرانيين الأحرار في هذه المظاهرة، قالت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: “تجمعكم الهادر اليوم، وخلال هذه العقود الأربعة، يضع الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها، وخصوصاً القوى الغربية، أمام هذا السؤال: ماذا يفعل رئيس الإعدامات والمجازر في الأمم المتحدة؟
وتساءلت رجوي أليست الأمم المتحدة قد تأسست وفقًا لميثاقها على أساس “الإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة وقيمة الشخصية الإنسانية”؟ إذاً، كيف يمكن أن يكون ممثل لنظام ارتكب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، كما ذكر المقرر الخاص للأمم المتحدة بشأن إيران، موجودًا في الأمم المتحدة؟”.
ألقى السيناتور تيد كروز، عضو لجنتي الشئون الخارجية والقضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، كلمة عبر رسالة فيديو وجهها إلى المتظاهرين، قال فيها: “أعلن تضامني معكم… إن وجود بزشکیان في مقر الأمم المتحدة هو انتهاك لمبادئ السلام والعدالة وحقوق الإنسان وكل القيم التي تشكل أساس حقوق الإنسان.
وأضاف حان الوقت لإرسال النظام الإيراني إلى مزبلة التاريخ”. وأضاف: “نحن معكم، ولن نتوقف حتى تحقق الحرية النصر”.
وبدوره قال مارك غينزبرغ، السفير الأمريكي السابق في المغرب، في كلمته: “لا يمكن لرئيسي أن ينكر الحقيقة المتمثلة في أنه ممثل لنظام دكتاتوري غير قابل للإصلاح أو التغيير”.
وفي نفس السياق ألقى البروفيسور آلان ديرشوفيتز، أستاذ القانون الفخري بجامعة هارفارد، كلمة في هذا التجمع قائلاً: “النظام الإيراني هو أخطر نظام في التاريخ بعد النظام الهتلري في ألمانيا… يجب استبدال هذا النظام بقوة تسعى لتحقيق أهداف صيغت بوضوح في برنامج السيدة رجوي المؤلف من 10 مواد”.
أمير عمادي، أحد مقدمي البرنامج، قال في خطابه: “بزشکیان هو ممثل نظام الإرهاب، ويداه ملطختان بالدماء. يجب طرد هذا النظام من الأمم المتحدة”. ومن بين المتحدثين كان الشاب إيمان شريف، الذي ألقى خطاباً قوياً ومؤثراً وسط مجموعة من الشباب على المنصة، قائلاً: “أنا وُلِدت في لوس أنجلوس منذ 16 عامًا ولم أزر إيران قط، لكني مؤمن بفكر مجاهدي خلق حتى النخاع”.
كان الإيرانيون الأحرار يحملون لافتات وصورًا تجسد كارثة منجم طبس، معبرين عن تعاطفهم العميق مع أسر الضحايا، ومؤكدين غضبهم وحزنهم على فقدان العمال الإيرانيين الذين قضوا في هذه المأساة.
تضمنت المظاهرة شعارات باللغتين الفارسية والإنجليزية، مثل “اطردوا بزشکیان من الأمم المتحدة الآن”، “نقاتل، نموت، ونستعيد إيران”، و”الموت لخامنئي القاتل”. وكان أكبر لافتة في المظاهرة، على خلفية صفراء، تتحدث عن التناقض الكبير المتمثل في “رأس الأفعى المسبب للحروب والإرهاب في إيران”، وأشارت إلى الحل بوضوح: “الحل: تغيير النظام على يد الإيرانيين!”، وهو الحل الذي كُتب أيضًا على منصة المتحدثين وأبرز الطريق للخلاص من الحروب والأزمات في المنطقة والعالم.
أحد برامج المظاهرة كان أداء النشيد الوطني الإيراني، حيث انضم الحشد إلى فريق موسيقي كبير وقارعي الطبول الذين ارتدوا قمصاناً صفراء متشابهة. وإلى جانب هذا الفريق الموسيقي، تم تنظيم معرض كبير في ساحة العرض، حيث عُرضت صور لشهداء الانتفاضة والحرية مزينة بورود حمراء.
حظيت هذه المظاهرة بتغطية من أكبر وكالات الأنباء الدولية مثل رويترز، أسوشيتد برس، وفوكس نيوز، الذين بثوا تقاريرهم المصورة حول هذه المظاهرة إلى جميع أنحاء العالم.
بدأ الإيرانيون الأحرار استعداداتهم لهذه المظاهرة بعدة فعاليات منذ أيام. إحدى الأنشطة الرئيسية كانت يوم الاثنين ۲ مهر أمام فندق إقامة رئيسي، حيث ردد المتظاهرون شعارات قوية مثل “صرخة كل إيراني، الموت لخامنئي ورئيسي”، وقلبوا الطاولة التي كان رئيسي يستخدمها لخداع العالم. وخلال التجمعات والأنشطة، كانت صور الشهداء تملأ المكان، وكان المشاركون يجددون عهدهم مع الشهداء باستمرار.
كما جذبت الأعلام الثلاثية الألوان لإيران والأعلام البيضاء والحمراء لمنظمة مجاهدي خلق انتباه المارة والسيارات في الشوارع. وتمثلت إحدى الوسائل الرمزية في المشهد، في مشنقة متحركة كان يحركها دمى لخامنئي ورئيسي، تعبيراً عن حقيقة القمع والإعدامات في إيران التي ينفذها كلا الجناحين في النظام، مظهرة بوضوح أن “الكلاب الصفراء إخوان الثعالب”.
خلال هذه الحملة، أكد المتحدثون أن المقاطعة الشاملة التي قادها الشعب الإيراني للانتخابات المسرحية التي نظمها خامنئي، تعكس رفضاً واسعاً للنظام. كما شددوا على أن وجود رئيسي في مقر الأمم المتحدة يُعد إهانة لملايين الإيرانيين، وتعدياً صارخاً على القيم والمبادئ التي تقوم عليها الأمم المتحدة.