5 أغسطس 2008م: وفاة الوزير والسياسي المصري “إبراهيم شكري” مؤسس حزب العمل
إبراهيم محمود شكري
الميلاد: 1916م، شربين، محافظة الدقهلية (مصر)
الوفاة: 5 أغسطس 2008م، القاهرة
سياسي مصري، ووزير الزراعة الأسبق، ورئيس حزب العمل، ومحافظ ومؤسس محافظة الوادي الجديد، ورائد حركة الإصلاح الزراعي في مصر..
– ينتمي إبراهيم شكري لأسرة ثرية وعريقة في مدينة شربين، محافظة الدقهلية..
والده: محمود باشا شكري، القاضى المعروف، ثم ناظر الخاصة الملكية، ثم وزير المواصلات في العهد الملكى،
والدته: زينب واصف، كانت ابنة باشا، ومن رموز سيدات مصر.
تخرّجَ عام 1939م، في كلية الزراعة (جامعة القاهرة)
– رغم ثراء أسرة إبراهيم شكري، ومكانتها في المجتمع المصري؛ كان المهندس إبراهيم شكري خلوقا بسيطا، متواضعا، شديد التديّن، شديد الحياء.
(الغريب والمُدهش إن إبراهيم شكري ابن الباشاوات، هو الذي طالب بتوزيع أراضي مصر على الفلاحين ونزعها من الباشاوات!!!!)
– حصل عام 1977م، على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى تقديرًا لخدماته ودوره كمحافظ للوادي الجديد (1974م – 1976م) فقد نجح باقتدار في وضع المحافظة الوليدة (تأسست في 3 أكتوبر 1959م) على الخريطة المصرية.. وفي نفس العام حصل على وسام الجمهورية من الدرجة الأولى أيضًا، وذلك بمناسبة مرور 25 عامًا على صدور قانون الإصلاح الزراعي بصفته أول من قدّمَ قانون الإصلاح الزراعي قبل الثورة، عام 1950م،
– شغل منصب وزير الزراعة في حكومة ممدوح سالم، عام 1977م، وظل في المنصب حتى استقال عام 1978م.
المهندس “إبراهيم شكري” باني محافظة الوادي الجديد:
– فَور توليه منصب محافظ الوادي الجديد، في منتصف سنة 1974م؛ زار إبراهيم شكري جميع مراكز وقُرى المحافظة، ولم تكن الطرق مرصوفة، فكان يركب سيارة (رُبع نقل) ويمشي على قدميه لمسافات طويلة جدا، ليحدد معالم المحافظة، فهو الذي قسّم المحافظة إداريًا.. وتشكّلت المحافظة على يديه: قُرى ومُدن.. واستطاع أن يبرزها ويُجمّلها، ويضعها على خريطة مصر، ولم يكن يعرفها أحد قبل “إبراهيم شكري” إلا بـ اسم: “الواحات”
– إبراهيم شكري هو أول مسؤول فى تاريخ مصر يزور (واحة الفرافرة)، وكان ذلك في اليوم التالي، من وصوله للمحافظة وتولّي المسؤولية، ولم يكن الطريق للفرافرة مرصوفا، وركب الراحل العظيم إبراهيم شكري في سيارة نقل التموين بجوار السائق (سيارة نقل كبيرة لا تصلح للسفر).. أما باقى طاقم المحافظة: السكرتير العام، وقيادات المحافظة، فقد ركبوا في الصندوق الخلفي، جالسين على كراسٍ خشبية أحضروها من المحافظة.
– طلب المهندس إبراهيم شكري من الحكومة رصف طريق من الجيزة للفرافرة، ورصف الطُّرق الداخلية لربط المحافظة ببعضها، وبعدها طلب شكري من الرئيس السادات زيارة الفرافرة بالطائرة، وهو ما حدث، وبدأت الفرافرة تدخل عصر العمران، ودخلتها الاستثمارات الزراعية والتكنولوجيا..
– وفي بداية 1976م، تولّى المهندس إبراهيم شكري منصب وزير الزراعة، مكافأة لنجاحه في تأسيس محافظة الوادي الجديد، وتنفيذ وتدشين المشروعات الزراعية، وتفجير عشرات وعشرات الآبار الجوفية واستصلاح الأراضي وتوزيعها على الفلاحين..
التجربة الحزبية
تأسس حزب العمل في 9 سبتمبر 1978م، امتدادا لحركة مصر الفتاة التي تم تأسيسها عام 1933م، وتحولت إلى الحزب الاشتراكى عام 1949م، وتم حلها مع باقى الأحزاب السياسية عام 1953م .
جرت إعادة التأسيس في عام 1978م، في اطار التجربة التعددية الحزبية الجديدة لأنور السادات برئاسة إبراهيم شكرى (نائب رئيس حزب مصر الفتاة ثم الحزب الاشتراكى وكان الرئيس والمؤسس احمد حسين).
كان أنور السادات يحاول تحجيم الأحزاب الماركسية والشيوعية، فقام بالدعوة لقيام الحزب الوطني الديمقراطي ورأى المهندس إبراهيم شكري في هذه المرحلة فرصة لإحياء فكر حركة مصر الفتاة، فقرر التقدم إلى لجنة الأحزاب لإنشاء حزب العمل الاشتراكي.
وبالفعل تكلل مسعاه بالنجاح في تشكيل الحزب، واستقال شكري من منصبه كوزير للزراعة في 1978م، وأعلن قيام «حزب العمل الاشتراكي».
– أعلن الحزب التوجه الإسلامي في عام 1986م، وتكرس التحول الإسلامي في مؤتمر الحزب الخامس 1989م، الذي عُقد تحت شعار (إصلاح شامل من منظور إسلامي)، وتولى المفكر الإسلامي الراحل: عادل حسين موقع الأمين العام للحزب.
– خاض الحزب معارك وطنية وإسلامية بحزم وشراسة ضد النظام الاستبدادى التابع لمبارك، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار من لجنة الأحزاب بتجميد الحزب وايقاف جريدته «الشعب» في 20 مايو 2000م، وحصل الحزب على أحكام قضائية عدة لصالحه، امتنعت الحكومة في عهد مبارك عن تنفيذها، ولا تزال القضايا الخاصة بالحزب والجريدة متداولة في المحاكم.
– رحم الله الرجل الوطني الخلوق والمجاهد الإسلامي، المهندس “إبراهيم شكري”
————-
يسري الخطيب