تقارير

5 مارس 1982م: وفاة صلاح نصر مؤسس المدرسة السوداء

(صلاح الدين محمد نصر سيد أحمد النجومي بن هلال الشويخ)

– الشهرة: صلاح نصر.

الميلاد: 8 أكتوبر 1920م، قرية سنتماي، ميت غمر، الدقهلية (مصر)

الوفاة: 5 مارس 1982م، القاهرة (61 سنة)

– رئيس المخابرات المصرية في الفترة من: 1957م، إلى 1967م..

– أشهر رئيس للمخابرات المصرية، والرجل الذي استطاع أن يجعل مصر كلها، تنام من المغرب (حقًا لا مجازًا).. فهو العسكري الأسود، بل مؤسس المدرسة السوداء.. وأول من أدخل النساء في لعبة التخابر والمعلومات، ونجح في تجنيد الفنانات وغيرهن من المجتمع، في تلك اللعبة القذرة

– رغم كل كوارث ومصائب وفضائح صلاح نصر، لكنه هو المؤسس الحقيقي للمخابرات المصرية، ونجح باقتدار في رفع شأن هذا الجهاز السيادي، وتمت في عهده العديد من العمليات المخابراتية الناجحة، واستطاع أن يزرع رجاله في كل بلدان العالم، وعلى رأسها إسرائيل..

– كان صلاح نصر صديقًا لـ عبد الحكيم عامر منذ سنوات الدراسة في الكلية الحربية، وكان عضوا بتنظيم الضباط الأحرار، وفى ليلة ثورة 23 يوليو 1952م، قاد صلاح نصر الكتيبة 13، التي كان فيها أغلب الضباط الأحرار

– في 23 أكتوبر 1956م، استدعاه جمال عبد الناصر، وطلب منه أن يذهب إلى المخابرات العامة ليصبح نائبـًا للمدير “علي صبري” وبعد عدة شهور، تخلّص عبد الناصر من علي صبري الذي أصبح وزير دولة.. وتولّى صلاح نصر رئاسة الجهاز، في 13 مايو عام 1957م، واستمر حتى كارثة 1967م، والمعروف أنه كان مديرًا لمكتب عبد الحكيم عامر، نائب جمال عبد الناصر وقائد قواته المسلحة.

– في عام 1963م، بدأت المصيبة الكبرى، وتقرر تشغيل الفنانات والفتيات في المخابرات.. وكانت تلك بداية سقوط الجهاز، وسببًا من أسباب فضيحة يونيو 1967م،

– استطاع العسكري الأسود “صلاح نصر” أن يجعل شعب مصر يرفع شعار: (الحيطان لها أودان).. ونجح في إخراس الصحف، وحوارات المقاهي، وتجمّعات شباب الجامعات، وضحكات الناس الذين أصبحوا يخافون على البنات، بعد انتشار الشائعات المقصودة، بأن صلاح نصر يخطف الجميلات بالقوة ليجندهن في السلاح الجديد.. وأصبح الشارع العربي يسخر من مصر، ويردد بأنها: “أرض المخابرات”

– كان صلاح نصر هو الرجل الأقوى في مصر، والمسيطر على كل شيءٍ فيها، حتى رئيس الجمهورية.. وكان يراهن الجالسين معه: من الضباط والساقطات، بأنه سيجعل “جمال عبد الناصر” يبيت الليلة في الإسكندرية، أو سيجعله ينتقل من القصر الرئاسي هذا لذاك.. ويتصل بعبد الناصر ويخبره أن وجوده في القاهرة الليلة خطر على حياته، أو عليه أن ينام في قصر كذا لأن القصر الرئاسي الذي هو فيه الآن غير آمن، كل هذا كان يتم وسط قهقهة الحاضرين..

– جاءت هزيمة 1967م، لتضع حدًّا لجبروت الطاغية صلاح نصر، ولم يجد عبد الناصر كبشًا يضحّي به، ويفدي نفسه، إلا عبد الحكيم عامر وصلاح نصر..

– حُكِمَ عليه بالسجن 15 سنة، وغرامة مالية قدرها 2500 جنيه مصري، في قضية الإضرار بسُمعة جهاز المخابرات!!، ثم حُكِمَ عليه في قضية التعاون مع عبد الحكيم عامر بـ 25 سنة، لكنه لم يقض المدة كاملة، إذ أفرجَ عنه أنور السادات في 22 أكتوبر 1974م، ولكن عقاب الدنيا جاء سريعا، وأُصيب صلاح نصر بجلطات متتالية، وشَلل كامل، وظل طريح الفراش، يعاني من المرض، ويتبوّل ويتبرّز على نفسه، حتى رحل في مثل هذا اليوم  5 مارس 1982م.

…………..

يسري الخطيب

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى