لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب خمسة آخرون، في حصيلة أولية لفيضانات مدمّرة اجتاحت مناطق واسعة من وسط فيتنام خلال الساعات الماضية، وفق ما أعلنت السلطات المحلية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، وذلك بعد أيام من اجتياح العاصفة المدارية “ترامي” البلاد.
خسائر بشرية ومادية فادحة
وفي بيان رسمي، أكدت الحكومة الفيتنامية أن أكثر من 300 منزل تضرّرت جراء تدفّق السيول، كما أتلفت الفيضانات نحو 1300 هكتار من الأراضي الزراعية في مقاطعة كوانغ بينه، التي تُعدّ من أكثر المناطق تضررًا حتى الآن. وشهدت بعض المناطق المعزولة تدفقًا كثيفًا للسيول الموحلة، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إليها.
ورغم بدء انحسار المياه تدريجيًا، إلا أن العديد من المناطق لا تزال مغمورة، ما يعيق جهود الإنقاذ والوصول إلى العالقين. وتعمل السلطات المحلية بالتنسيق مع الجيش على إجلاء الأسر المتضررة وتوفير المساعدات الأساسية.
العاصفة “ترامي” تواصل حصاد الأرواح
وكانت العاصفة “ترامي” قد ضربت فيتنام يوم الأحد الماضي، بعد أن خلّفت وراءها كارثة إنسانية في الفلبين أسفرت عن مقتل أكثر من 110 أشخاص. وتسببت العاصفة في هبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة أدت إلى انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة.
عواصف موسمية تهدد البلاد سنويًا
فيتنام تُعد من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ في جنوب شرق آسيا، وتشهد بين شهري يونيو ونوفمبر عواصف مدارية عنيفة تؤدي بانتظام إلى فيضانات وانزلاقات تربة مميتة. ففي سبتمبر الماضي، أدى إعصار “ياغي” إلى مقتل 345 شخصًا في شمال البلاد، وبلغت الخسائر الناتجة عنه حوالي 3.3 مليار دولار.
تغير مناخي يفاقم الكوارث
ويتفق العلماء على أن حدة هذه الكوارث مرتبطة بظاهرة التغير المناخي. فقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، ما زاد من وتيرة الظواهر الجوية القاسية، بما في ذلك الفيضانات، الجفاف، حرائق الغابات، والأعاصير.
وأشارت دراسات بيئية حديثة إلى أن استمرار الانبعاثات والملوثات دون ضوابط سيزيد من معدلات الكوارث الطبيعية، ويؤثر على استقرار النظم البيئية والأنشطة البشرية حول العالم.
تحذير أممي: “نصف البشرية في منطقة الخطر”
في هذا السياق، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيره من خطورة التغير المناخي، مشيرًا إلى أن “نصف البشرية اليوم تقع في منطقة الخطر”، نتيجة الفيضانات والسيول والعواصف والحرائق المتكررة، مؤكدًا أن “لا بلد في العالم بمنأى عن التأثيرات”.
ودعا تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى تحرك عالمي عاجل، يضمن التكيف مع التغيرات المناخية وبناء مجتمعات أكثر مرونة، خصوصًا في المناطق الأكثر هشاشة.
جهود الإنقاذ مستمرة
في الوقت ذاته، تستمر فرق الإنقاذ الفيتنامية في جهودها الحثيثة لإنقاذ المحاصرين وتقديم الدعم للأسر المتضررة، وسط مطالبات محلية ودولية بزيادة الدعم الإنساني للمناطق المنكوبة، ومناشدة المنظمات البيئية بالتدخل لتقييم حجم الأضرار وإعادة التأهيل البيئي والزراعي في أقرب وقت.
وتبقى الكارثة الحالية، إنذارًا جديدًا للعالم بشأن ضرورة التحرك الجماعي والعاجل لمواجهة آثار تغير المناخ قبل أن تتحول الأرض إلى مسرح متواصل للكوارث الطبيعية.