غزة – قدس برس
|
يوليو 30, 2025 11:37 م
ارتكبت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، الأربعاء، مجزرة في منطقة “السودانية” شمال قطاع غزة، راح ضحيتها 51 شهيدا و648 مصابا خلال ثلاث ساعات فقط، أثناء تجمع المدنيين للحصول على مساعدات غذائية وصلت عبر شاحنات من منطقة “زيكيم”.
ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن المجزرة جاءت في ظل كارثة إنسانية متفاقمة بفعل الحصار والمجاعة التي يفرضها الاحتلال على سكان القطاع منذ أشهر، حيث استهدف القصف “الإسرائيلي” المدنيين أثناء اقترابهم من شاحنات المساعدات.
وأشار البيان إلى أن 112 شاحنة مساعدات دخلت القطاع اليوم، لكن غالبيتها تعرضت للنهب والسرقة نتيجة الفوضى الأمنية “المنهجية”، التي يُكرسها الاحتلال ضمن سياسة مقصودة لـ”هندسة الفوضى والتجويع”، بهدف إفشال إيصال المساعدات إلى مستحقيها.
وأكد المكتب الإعلامي أن هذه المجازر المتكررة تكشف استخدام الاحتلال للجوع كسلاح حرب، واعتداءه المباشر على مدنيين يبحثون عن الحد الأدنى من مقومات الحياة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
ودعا البيان المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومؤسسات العدالة الدولية إلى التحرك العاجل لفتح المعابر، وكسر الحصار، وتأمين دخول المساعدات، وخاصة حليب الأطفال، بشكل منظم وآمن، تحت إشراف أممي كامل، إلى جانب محاسبة مرتكبي الجرائم من قادة الاحتلال.
كما شدد البيان على أن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، في حين لا يزال هذا الحد الأدنى بعيد المنال بفعل الحصار المستمر والاستهداف المتواصل.
ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، تهربت “إسرائيل” من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة “حماس” يقضي بوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
ووفق معطيات وزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 1.132 فلسطينيا، أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، وأصيب ما يزيد عن 7.521 شخص، إلى جانب أكثر 45 مفقودا، برصاص قوات الاحتلال داخل مراكز توزيع المساعدات المزعومة، التي توصف بـ”مصائد الموت”.
وتحذر “منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة”، من تفاقم المجاعة في القطاع، في ظل استمرار “إسرائيل” في استخدام سياسة “العلاقات العامة” لتضليل المجتمع الدولي عبر الترويج الزائف لوصول المساعدات، في حين أن الكارثة الإنسانية في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة منذ بدء العدوان.
وأوضحت المنظمات، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي “تواصل تضليل العالم” من خلال الإيحاء بدخول شاحنات مساعدات إلى القطاع، بينما يُمنع فعليا وصولها إلى المناطق المحتاجة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر على غزة إلى استشهاد نحو 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 145 ألفاً، بالإضافة إلى تشريد سكان القطاع بالكامل وتدمير واسع النطاق، وصِف بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب تقارير فلسطينية ودولية.