في تصعيد هو الأكثر دموية منذ أسابيع، رفعت غزة حصيلة شهدائها إلى 62 فلسطينياً بعد يوم من القصف الإسرائيلي المتواصل، حيث تركزت الغالبية العظمى من الضحايا (49 شهيداً) داخل مدينة غزة نفسها.
وفي تطور مقلق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع المستوى تأكيده أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن عملية برية شاملة في غزة “قريباً جداً”، مشيراً إلى أن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة لضمان إطلاق سراح المختطفين”.
ولم تكن الضفة الغربية بمنأى عن العنف، حيث شنت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات عنيفة استهدفت قرى وبلدات في محافظات نابلس وجنين والخليل، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة بيت ريما غرب رام الله.
على الصعيد الدبلوماسي، دخل رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في جولة مباحثات مكثفة مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، حيث تمحورت النقاشات حول الأزمة الإنسانية المتدهورة في غزة وآليات تحقيق وقف لإطلاق النار.
من جهته، كشف روبيو عن أولويات زيارته إلى إسرائيل، مشيراً إلى أنها ستركز على “ضمان إطلاق سراح المختطفين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والتصدي لتهديدات حماس”، معتبراً أن الرئيس ترامب “يعمل على إطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة وتحييد خطر الحركة تمهيداً للمرحلة التالية”.
يحدث هذا التصعيد العسكري في وقت تبدو فيه الجهود الدبلوماسية العربية والدولية عاجزة عن كبح جماح الآلة العسكرية الإسرائيلية، بينما يترقب العالم بقلق إمكانية تحول قطاع غزة إلى ساحة لمواجهة برية شاملة قد تفتح باباً جديداً من أبواب الجحيم في المنطقة.