تحت هذا العنوان «إيران.. صفقات الإذلال» جاءت «افتتاحية موقع مجاهدي خلق الإيرانية» تباينت مواقف أطراف حكم خامنئي حول معلومات تتعلق بالإفراج عن خمسة رهائن مقابل حصول نظام الملالي على 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحجوبة.
استخدمت وسائل الإعلام ومنابر الدعاية التابعة لخامنئي ورئيسي توصيفات وعبارات مثل «اتفاق مشرّف» و«اتفاق من موقع القوة» و«تؤتي ثمارها» و«تحرير 6 مليارات دولار أخرى بدون خطة العمل الشاملة المشتركة وبدون فاتف» فيما أطلق عليها التيار المهزوم أوصافا من قبيل «المهين» و«المخزي» و«الإذلال والإحراج» و«أكثر إذلالًا من برنامج النفط مقابل الغذاء» و«الاستسلام المشرف».
انطلق الطرفان في تعاملهما مع الصفقة التي لم تصل إلى مرحلة التنفيذ بعد من أرضية تصفية الحسابات، كتب عباس عبدي المحسوب على التيار المهزوم أن «كل ما فعله الآخرون في السياسة الخارجية هو إذلال البلد، وإذا عقدوا أسوأ الاتفاقات توصف بالحكيمة، ومن موقع الاقتدار».
كما حذرت صحيفة أرمان امروز التابعة للتيار من ان تكون خطوة احتجاز الرهائن وتحرير الأموال المحجوبة مبنية على أفكار محسن رضائي لحل المشاكل الاقتصادية، وفي ذلك سخرية واضحة من تصريحات رضائي التي هدد فيها باحتجاز 1000 رهينة وإجبار الولايات المتحدة على دفع بضعة مليارات لتحريرهم، وبالتالي حل الأزمة الاقتصادية إذا سعت واشنطن لهجوم عسكري.
عبر هذا الخطاب عن خطة الولي الفقيه لحل الأزمة الاقتصادية وغيرها من المشكلات، و عجزه عن الوصول إلى العسكريين الأمريكيين، مما دفعه لاحتجاز مواطنيه الذين يحملون جنسية ثانية كرهائن لاسترجاع الأموال المحجوبة بعد بضع سنوات، وفقدان مليار دولار منها في إطار النفط مقابل الغذاء.
يرى مهدي نصيري رئيس التحرير السابق لـصحيفة «كيهان» أن النظام مهان لدرجة أنه يختطف مواطنيه لتحصيل الأموال المحجوبة، مشيرا إلى انبعاث رائحة الذل واليأس من هذه الممارسة، ومتوقفا عند حديث «الذين يريدون تحويل البيت الأبيض إلى حسينية» حول المرور بنقطة تحول تاريخية تؤدي إلى ظهور جمهورية إسلامية قوية، ليصل في نهاية قراءته الى تحول إيران إلى متجر ينغمس في تجارة النفط مقابل الغذاء والدواء، كي لا يموت الناس من الجوع ونقص الدواء، محملا خامنئي مسؤولية كل ذلك الإذلال.
وضعت الصفقة حكم خامنئي في موقف بالغ الصعوبة، وأظهرته بصورة العاجز عن تجميل ذله، وإقحامه في أذهان البسطاء والسذج باعتباره انتصارا مشرفا وانجازا يخرج نظامه من مأزقه، مما حولها إلى عبء سياسي، ونقطة تجاذب تزيد من حدة أزماته الداخلية.