استشهاد 30 فلسطيني في غارة إسرائيلية علي مدرسة وسط غزة
أدت غارة إسرائيلية في وقت مبكر من اليوم الخميس على مدرسة تحولت إلى مأوى في وسط غزة، قال الجيش إنها تستخدم “مجمعا لحماس”، إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا، من بينهم خمسة أطفال، وفقا إلى مسؤولي الصحة المحليين على حد زعمه.
غارة إسرائيلية على مدرسة
وجاءت الغارة بعد أن أعلن الجيش أنه يشن عمليات جوية وبرية جديدة في وسط غزة، وتحدثت مجموعة طبية دولية عن ارتفاع عدد الضحايا. ويبدو أن العمليات الأخيرة تشير إلى اتساع نطاق الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أشهر، والذي بدأ بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.واستقبل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ما لا يقل عن 30 جثة من الغارة على المدرسة وستة جثث أخرى من غارة منفصلة على أحد المنازل، بحسب سجلات المستشفى ومراسل وكالة أسوشيتد برس في المستشفى. وكانت وسائل إعلام تديرها حماس قد تحدثت في وقت سابق عن حصيلة أعلى جراء الغارة على المدرسة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت المدرسة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، والمعروفة باسم الأونروا. وزعم الجيش الإسرائيلي، دون تقديم أدلة على الفور، أن حماس والجهاد الإسلامي استخدما المدرسة كغطاء لعملياتهما.
وقد عملت مدارس الأونروا في مختلف أنحاء غزة كملاجئ منذ بداية الحرب، التي أدت إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني.
وزعم الجيش الإسرائيلي: “قبل الغارة، تم اتخاذ عدد من الخطوات لتقليل خطر إلحاق الأذى بالمدنيين غير المشاركين أثناء الغارة، بما في ذلك إجراء المراقبة الجوية، والحصول على معلومات استخباراتية إضافية”.
ووقعت الغارتان في النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين العديدة المبنية في غزة والتي يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 التي أعقبت إنشاء إسرائيل ، عندما فر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو طردوا من منازلهم فيما أصبح الدولة الجديدة.
بدأت الحرب الأخيرة بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي قتل فيه المسلحون حوالي 1200 شخص واحتجزوا 250 آخرين كرهائن. وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 36 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين في أرقامها.
ألقت الولايات المتحدة بثقلها وراء وقف إطلاق النار المرحلي وإطلاق سراح الرهائن الذي حدده الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي. لكن إسرائيل تقول إنها لن تنهي الحرب دون تدمير حماس، في حين تطالب الجماعة المسلحة بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
وأدى الجيش أمس الأربعاء إن القوات تعمل “فوق وتحت الأرض” في الأجزاء الشرقية من دير البلح ومخيم البريج للاجئين وسط غزة. وأضافت أن العملية بدأت بضربات جوية على البنية التحتية للمتشددين، وبعد ذلك بدأت القوات “عملية مستهدفة في وضح النهار” في المنطقتين.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن ما لا يقل عن 70 جثة و300 جريح، معظمهم من النساء والأطفال، نقلوا إلى مستشفى في وسط غزة يومي الثلاثاء والأربعاء بعد موجة من الضربات الإسرائيلية.
وأشارت المنظمة الخيرية الدولية الأربعاء في منشور على موقع X إن مستشفى شهداء الأقصى يكافح من أجل علاج “تدفق كبير من المرضى، كثير منهم يصلون مصابين بحروق شديدة وجروح شظايا وكسور وإصابات أخرى”.
لقد كاد النظام الصحي في غزة أن ينهار خلال ما يقرب من ثمانية أشهر من الحرب. وقال المستشفى، الذي كان يعالج نحو 700 جريح ومريض قبل الضربات الأخيرة، يوم الأربعاء إن أحد مولديه الكهربائيين توقف عن العمل، مما يهدد قدرته على الاستمرار في تشغيل أجهزة التنفس الصناعي والحاضنات للأطفال المبتسرين.
وقد شنت إسرائيل غارات جوية بشكل روتيني على جميع أنحاء غزة منذ بداية الحرب، ونفذت عمليات برية واسعة النطاق في أكبر مدينتين في القطاع، مدينة غزة وخان يونس، مما أدى إلى تدمير الكثير منها.
وشن الجيش هجوما في وقت سابق من هذا العام لعدة أسابيع في البريج والعديد من مخيمات اللاجئين القريبة الأخرى في وسط غزة.
وانسحبت القوات من مخيم جباليا في شمال غزة يوم الجمعة الماضي بعد أسابيع من القتال تسببت في دمار واسع النطاق. وانتشل المستجيبون الأوائل جثث 360 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا خلال المعارك.
وأرسلت إسرائيل قوات إلى رفح الشهر الماضي فيما قالت إنه توغل محدود، لكن تلك القوات تعمل الآن في الأجزاء الوسطى من مدينة أقصى جنوب غزة. وفر أكثر من مليون شخص من رفح منذ بدء العملية، وتوجه العديد منهم نحو وسط غزة. حسب وكالة أسوشيتد برس