تقاريرسلايدر

4200 أسرة بجزيرة “توتي” السودانية تواجه خطر الموت جوعا ومرضا

 

الأمة : يواجه نحو 4200 أسرة عالقة في جزيرة “توتي” وسط العاصمة السودانية الخرطوم، خطر الموت جوعا وبالأمراض، نتيجة توسع قوات الدعم السريع المنشقة علي الجيش السوداني ويقودها محمد حمدان دقلو   الملقب بـ«حميدتي»  في الانتهاكات بحقهم.

 وقيامها بنهب ما تبقى من مواد غذائية وأدوية، ووضعهم في حصار محكم في ظل تصاعد وتيرة المعارك العسكرية وأعمال القصف في المنطقة.

وأطلق متطوعون تحذيرات ونداءات للجهات الإنسانية المحلية والدولية والإقليمية بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ حياة مواطني جزيرة “توتي ” الذين تنفرد بهم قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني بدعم اماراتي .

 وتمارس قوات الدعم السريع ضدالمدنيين  أبشع الانتهاكات وصلت لحد ذبح رجل وزوجته داخل منزلهم، واختطاف المواطنين والمطالبة بفدية مالية نظير الإفراج عنهم.

ويكشف مواطنان من جزيرة توتي لـ(شبكة عاين) أن قوات الدعم السريع نهبت خلال اليومين الماضيين كل المحال التجارية في توتي.

 كما تم نهب مخازن المطابخ المجانية، والوجبات الجاهزة في تلك المطابخ تحت تهديد السلاح، مما أدى إلى انعدام كامل في المواد الغذائية في الجزيرة التي بات سكانها في مواجهة الجوع.

وبحسب الشاهدان، فإن مسلحي قوات الدعم السريع نهبوا كل محتويات المركز الطبي الذي كان يقدم الرعاية الطبية لمواطني جزيرة توتي، بجانب العيادة الخارجية وصيدليتين.

وإتلاف ما تبقى منها، وهو ماأدى إلى الانعدام التام للأدوية في الجزيرة، وظل المرضى يصارعون آلامهم.

وارتفعت وتيرة الانتهاكات بحق المدنيين في جزيرة توتي عقب الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش على مناطق تمركز قوات الدعم السريع في منطقة المقرن في الخرطوم، وجسري “الحديد” والفتيحاب اللذين يربطان أم درمان بالخرطوم.

 إلى جانب جسر الحلفايا الذي يربط مدينة أم درمان مع بحري شمالي العاصمة.

نهب واختطاف

وصارت جزيرة توتي في وسط النيران مجدداً، بصورة مماثلة لما حدث في بداية اندلاع الحرب نظراً للموقع الجغرافي، إذ يحدها من الجنوب القصر الرئاسي ومؤسسات مدنية وعسكرية مثل القيادة العامة للقوات المسلحة.

 ومن الشرق سلاح الإشارة التابع للجيش، أما من الغرب، فيجاورها مجمع السلاح الطبي والمهندسين وهي أكبر قواعد الجيش، إلى جانب هيئة الإذاعة والتلفزيون القومية.

وأبلغ مصدر من توتي (شبكة عاين) أن قوات الدعم السريع سحبت قادتها وعناصرها الرئيسيين من جزيرة توتي إلى داخل الخرطوم عقب اشتداد المعارك العسكرية مع الجيش.

 وتركت مسلحين خلفها، يمارسون أبشع الانتهاكات في حق المدنيين العالقين في الجزيرة، وصلت حد اختطاف المواطنين والمطالبة بفدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.

بدورها، قالت غرفة طوارئ محلية الخرطوم في تعميم صحفي، إنه “منذ عودة الاشتباكات وتضييق الوضع على قوات الدعم السريع كان نتيجته التشفي والانتقام من المواطنين العزل في جزيرة توتي من قبل الدعم السريع.

 المواطنون الذين يعانون منذ سنة وأكثر وأصبحت حياتهم الآن أسوأ بازدياد التنكيل والتعدي”.

مناشدات بالتدخل لانقاذ المدنيين..

وحذرت غرفة الطوارئ بالخرطوم من خطورة الأوضاع في جزيرة توتي المعزولة نسبياً، والتي تشكل خطراً داهماً ومباشراً على حياة المدنيين.

 وناشدت الجهات المدنية والسياسية والإنسانية الإقليمية والدولية والمحلية، بالتدخل الفوري والعاجل لحماية المدنيين في الجزيرة.

وأضاف التعميم : “نؤكد أن ما ترتكبه قوات الدعم السريع من فظائع في جزيرة توتي يعد جريمة إنسانية مكتملة الأركان”.

وبدأت مآسي سكان جزيرة توتي مع سيطرة قوات الدعم السريع عليها في مايو من العام 2023م، أي بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب الحالية.

 إذ تعمدت إغلاق الجسر الوحيد المؤدي إلى الجزيرة؛ مما وضع سكانها تحت وطأة حصار شديد، وصاحب ذلك تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية تجلى في نقص الغذاء والأدوية.

توقف المطابخ

وذكر أن نحو 4200 أسرة ما تزال عالقة في جزيرة توتي من واقع التردد على المطابخ المجانية التي تقدم وجبتين في اليوم، وهي 12 مطبخا في الجزيرة يتردد على كل واحد منها 350 أسرة، وهي حصيلة تقريبية قابلة للزيادة والنقصان.

 فقد توقفت كل هذه المطابخ بعد نهب الطعام والمواد التموينية من قبل مسلحي قوات الدعم السريع تحت تهديد السلاح.

وقبل الحرب كان يسكن في جزيرة توتي نحو 20 ألف نسمة على مساحتها البالغة حوالي 990 كلم، وتحيط بها المياه من كل جانب، لكن المواطنين اضطروا للنزوح منها بسبب الوضع الإنساني المتدهور والمخاطر الواسعة.

وتبدو المعاناة أكبر عند المصابين بالأمراض المزمنة، وما زالوا عالقين في جزيرة توتي، وبحسب حديث شاهدة لـ(عاين) فإن بعض مرضى السكري دخلوا في نوبات “كومات” نتيجة الجوع، وسط انعدام دواء السكري “الأنسولين”.

وكان تقرير أعدته (شبكة عاين) مؤخراً قد وثق وفاة أكثر من 100 شخص في جزيرة توتي خلال الخمسة أشهر الأولى من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية، نظراً لانعدام الأدوية، وإغلاق كافة المؤسسات الطبية، وتبقى مركز واحد فقط يفتقد لأبسط مقومات الرعاية.

يذكر أن قائد كبير بالجيش السوداني في تصريح له أكد أن الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع، في أول اتهام علني للدولة الخليجية بالتورط في الحرب بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى