د. محمد عياش الكبيسي يكتب: «إسرائيل» عاجزة عن تحقيق أحلامها التوسّعية
لا ينبغي أبدا أن يخيفنا تفوّق آلة العدو العسكرية، فتفوق السلاح ليس هو كل شيء.
وإليكم بعض الحقائق والشواهد:
1-تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم بينما تبلغ مساحة حمص السورية لوحدها 42226 كم، يعني حمص أكبر من قطاع غزة ب 115 مرة، أما محافظة الأنبار العراقية فتبلغ مساحتها 138500 كم، يعني أكبر من قطاع غزة ب 379 مرة.
2- فإذا كانت آلة العدو الجبارة لم تستطع بعد سنة من التدمير الممنهج أن تبسط هيمنتها على القطاع، فكيف ستبسط هيمنتها على هذه المساحات الشاسعة؟
3- إن نقطة ضعف (إسرائيل) هي قلة مواردها البشرية، فإنها لو حاولت أن تحتل هذه الأراضي الشاسعة فإن جيشها سيضيع ويتشتت، وأذكر بهذا الصدد تقريرا لمؤسسة راند نصحت به البنتاجون بأنه إذا أراد بسط هيمنته على المثلث السني المقاوم في العراق فإنه يحتاج إلى 450000 عسكري على الأقل، وبالفعل فإن أمريكا لم تستطع أن تبسط هيمنتها على الإطلاق، وإنما انسحبت إلى (القواعد الآمنة) تاركة العراق بيد المليشيات الإيرانية، والتي تمتلك بالفعل موارد بشرية ضخمة أكبر بكثير من موارد الأمريكان.
4- إن (إسرائيل) لا تملك جيوبا في الدول العربية كتلك التي تملكها إيران، بمعنى أنها لا بد أن تباشر مشروعها بمواردها البشرية الذاتية، بينما إيران مع مواردها الذاتية الضخمة لم تنفذ مشروعها بهذه الموارد إلا نادرا حيث اعتمدت على (حزب الله) في لبنان، والحشد في العراق، والأسد في سورية والحوثيين في اليمن.
5- إن ثقافة المقاومة الشعبية ضد (إسرائيل) حاضرة بقوّة، بخلاف ثقافة المقاومة ضد المشروع الإيراني التوسعي، حيث لازال البعض ينظر إليه على أنه ضمن الحروب الأهلية والطائفية.
6- سترتكب (إسرائيل) حماقة كبيرة لو فكّرت بنشر التدمير فيما حولها، لأن هذا لن يحقق لها أحلامها التوسعية، وسيقضي في الوقت ذاته على حلمها في التطبيع الشامل، لأنها ستغرق نفسها في بحر أو محيط من الكراهية زيادة على ما هي عليه الآن.
7- بناء على كل ما مرّ فإن مقولة (من الفرات إلى النيل دولتك يا إسرائيل) تبدو مقولة بائسة وغير قابلة للتطبيق.
8- وهذا بالطبع لا يعفي دولنا العربية خاصة مصر والسعودية والأردن والمغرب العربي بالإضافة إلى الدول الإسلامية كتركيا وماليزيا وباكستان وإندونيسيا من العمل على إيقاف هذه الاستفزازات الإسرائيلية بحق سورية التي تمرّ الآن بمرحلة انتقالية شديدة الحساسية.