ما يخطّه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهلِه، وإنما هي وقفات أديبٍ عند بعض المعاني والكلمات
{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (ابراهيم37)
تأملت كلمتي أفئدة وتهوي
فوجدت رحمة الله واعجاز لغته وجمال تصويره ولإبداعه.
الموقف صعب على الأم والطفل بعد مغادرة الأب وتركهما في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، فينطق الحق على لسان إبراهيم عليه السلام بقمة الحنان والأمان
(فاجعل أفئدة) – أي قلوب-، (تهوي إليهم) – أي تسرع نحوهم-.
لم يقل فاجعل أقواما ولم يقل فاجعل رجالا ولم يقل فاجعل ملائكة
بل قلوب وتهوي تسرع وكأنها تتساقط عليهم من شدة الهوى والشوق.
وتأمل مدى التشابه بين تَهوي
تسقط وتهوى تحب وتعشق فهي تتفق في الحروف وتختلف في المعنى طبقا لحرفها الأخير لكن المعنيان يتفقا مع الأفئدة
تأملوا دقة اللفظ وتساءلوا: هل يذهب إلى بيت الله إلا المشتاق إليه، إلا من شغل قلبه وعقله.
كم ممن يملكون المقدرة لكنهم محجبون لقسوة قلوبهم.
ثم تأملوا أول ما طلبه إبراهيم من ربه (رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) أي أعنهم علي أداء حق عبادتك قبل منحهم حفظك وأمانك لهم.
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام وزيارة نبيك العدنان فوالله -وأنت أعلم به منا- قلبنا في شوق كبير إليه.
يا رب مشتاق لك
يا رب تشتاق لي
ابعت ملك م السما
للحج ينده لي
مشتاق أزور النبي
لو ماشي على رجلي
دفتر ذنوبي اتملّا
والحج يمحيه لي
يا رب مشتاق لك
يا رب تشتاق لي
والله تعالى أجل وأعلم.