الأمة: في تركستان الشرقية ذات الأغلبية المسلمة الخاضعة للاحتلال الصيني، تُنفَّذ سياسة الاستيعاب القسري بصرامة تحت شعارات دعائية مثل “التغذية بالثقافة” و”ترسيخ الوعي بجسد الأمة الصينية المشتركة”. وبهذا، تُفرض الثقافة الصينية على المسلمين الإيغور بطرق وأساليب مختلفة بشكل قسري.
مؤخرًا، روّجت وسائل الإعلام الصينية بشكل خاص لخبر مفاده أن شابًا إيغوريًا، وهو عضو في فرقة الفنون لمحافظة تشاقليق، قد تعلّم فن تغيير الوجوه الصيني في مسرح “تشوانجو”، ودمجه مع الفن الإيغوري ليقدمه للجمهور.
ووفقًا للتقارير ذات الصلة، فإن الشاب الإيغوري المدعو “عالمجان قربان” قد أُعجب بهذا الفن الصيني من النظرة الأولى،
ثم سافر إلى إحدى المناطق الصينية ليتلقى تدريبًا خاصًا فيه، حيث قام المدرسون الصينيون بتعليمه بحفاوة، ثم عاد إلى تركستان الشرقية وبدأ بتقديم عروض فنية. وتُوصف هذه الرواية في وسائل الإعلام الصينية بأنها واقعة مؤثرة ولكنها في الحقيقة ملفقة وساخرة.
كما ورد في الخبر أن هذا الشاب أدرك “ضرورة” دمج هذا الفن الصيني مع الفن الإيغوري من أجل “مدّ الجذور” في تركستان الشرقية. وكنتيجة لذلك، قام بدمجه مع موسيقى “راواب” والرقص الإيغوري، وقدم عروضًا مرتديًا أزياء مزخرفة بنقوش مستوحاة من سلالة “هان” الصينية القديمة،
في محاولة لتجسيد ما يُسمى بـ”الثقافة الصينية التقليدية”. وتم الترويج أيضًا إلى أنه يقوم حاليًا بفتح دورات تدريبية لتعليم الأطفال هذا الفن.
وعلى مدى تاريخ الاحتلال، لطالما اتخذ الإيغور وبقية الشعوب التركية في تركستان الشرقية موقفًا متوجسًا وحذرًا تجاه الثقافة الصينية.
إلا أن الصين، ومنذ أن بدأت بتنفيذ سياسة الإبادة العرقية المنظمة، لم تكتفِ بالتضييق على المعتقدات الدينية للإيغور، بل بدأت كذلك في طمس ثقافتهم وفنونهم واستبدالها بثقافتها الخاصة، من خلال سياسة فرض الثقافة الصينية قسرًا وتوسيع نطاقها.
ومن أجل تزيين هذه السياسات القسرية المخططة والمنفذة، تروّج السلطات الصينية لروايات مختلقة حول “إعجاب بعض الإيغور بفنون الثقافة الصينية التقليدية وسعيهم الشخصي والشاق لتعلمها”، وتستخدم هذه القصص في حملاتها الإعلامية الزائفة.
وفي الأسبوع الماضي، تم استبدال سكرتير “لجنة الحزب في منطقة الحكم الذاتي الإيغورية” المسمى “ما شينغروي” بمسؤول صيني يُدعى “تشن شياوجيانغ”،
وكان قد شغل سابقًا منصب رئيس لجنة شؤون القوميات في الصين. ويرى مختصون أن هذا التغيير قد يكون مؤشرًا على تشديد أكبر في سياسة الاستيعاب القسري و”التصين” (فرض الثقافة الصينية) في المنطقة.