قررت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز التوقف عن استخدام شارات قوس قزح الداعمة للشواذ جنسيا خلال الموسم الحالي وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء البريطانية بي ايه ميديا.
وأكدت التقارير أن الرابطة أنهت تعاونها مع منظمة ستونويل المدافعة عن حقوق الشواذ بعد شراكة استمرت عشر سنوات حيث كانت الحملة تشمل ارتداء قادة الفرق لشارات قيادة ملونة بقوس قزح مع توفير أربطة ذراع بنفس الألوان لجميع اللاعبين.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مصادرها أن الرابطة ستقوم بتنظيم حملتها الخاصة خلال شهر فبراير المقبل الذي يعرف بشهر مجتمع الميم” الشواذ” بدلا من التعاون مع المنظمات الخارجية.
اصل الحكاية
تعود أصول هذه الحملة إلى عام 2013 عندما أطلقت رابطة الدوري الإنجليزي بالتعاون مع منظمة ستونويل مبادرة ضد التمييز في كرة القدم، حيث شملت ارتداء الرموز الداعمة للشواذ خلال شهر فبراير من كل عام.
واجهت الحملة انتقادات من بعض الجماهير والجهات المحافظة، بينما أشادت بها منظمات حقوق الإنسان كما تعرض بعض اللاعبين لضغوط لعدم المشاركة في المبادرة بحجة تعارضها مع معتقداتهم الدينية.
يأتي قرار إنهاء الشراكة في وقت تشهد فيه بريطانيا جدلا واسعا حول قضايا الشواذ وحقوقهم حيث تزايدت الانتقادات تجاه الرموز الداعمة للمثلية في الفعاليات الرياضية الكبرى.
من المتوقع أن تعلن رابطة الدوري الإنجليزي عن تفاصيل حملتها الجديدة خلال الأسابيع المقبلة وسط تكهنات حول مدى اختلافها عن الحملات السابقة ومدى استمرارها في دعم قضايا التنوع والمساواة.
يوميات المشهد الرياضي في هذا الموسم تلتقط إشارة جديدة من جانب تنظيم الكرة في إنجلترا، حيث بات من الواضح أن الرابطة تسعى إلى إعادة تشكيل استراتيجية التوعية والمناصرة على مستوى القاعدة الجماهيرية وتحديد خطوط تحكم جديدة في إطار العلاقة مع منظمات الحقوق والجهود التي ترى فيها جزءا من الرسالة العامة للدوري في مجتمع متنوع ومتعدد الخلفيات.
من جانب آخر يواجه المحللون الرياضيون مؤشرات على أن هذا التغيير قد ينعكس بشكل معقد على مستوى التفاعل الجماهيري، حيث تتباين ردود فعل الجماهير بين من يرى ضرورة الحفاظ على رسائل الشمولية والدعم وبين من يرى أن الربط المؤسسي قد يفرض نمطا جديدا من التقييم والاحتفاء من خارج إطار الشارات الرسمية، كما أن قرار الرابطة بإطلاق حملة خاصة خلال شهر لمجتمع الشواذ في فبراير يشير إلى رغبة في الحفاظ على المبادرات مع إعادة ضبط آليات التنفيذ لتتماشى مع مسار الأداء الرياضي وتحدياته.
وفي سياق التحولات تتسع دائرة الأسئلة حول مدى تأثير القرار على العلاقات مع المؤسسات الحقوقية، وكيف ستتعامل رابطة الدوري الإنجليزي مع منظمات المجتمع المدني في المستقبل وهل ستفتح فصلا جديدا يتيح لشعارات وطرق تعبيرية مبتكرة تتجاوز الشارات التقليدية، أم ستعيد الاقتراحات القديمة إلى الواجهة في إطار الحوارات العامة وتتصاعد المطالبات نحو مزيد من الشفافية حول آليات اتخاذ القرار وكيفية قياس أثر الحملة وفعالية الرسالة الموجهة إلى جمهور متنوع من عشاق اللعبة في مختلف الأعمار والخلفيات.
بينما يواصل المجتمع الرياضي قراءة هذا التطور يبقى السؤال المحوري حول مدى استدامة رسائل الدعم لقضايا مجتمعية داخل منظومة رياضية كبيرة مثل الدوري الإنجليزي، وهل يمكن أن تتبنى الأندية واللاعبون استراتيجيات مشاركة أكثر تنوعا وابتكارا تتجاوز الشارات وتفتح نافذة أمام دعم فعلي مستدام للمجتمع من غير الدخول في جدل حول أشكال التعبير ونطاقه ومع ذلك يبقى الأثر الأكبر في أن الدوري الإنجليزي وهو أحد أذرع الرياضة القوية في العالم يختبر قدرة منظومة العمل على التكيف والتواصل مع جمهور يزداد وعيه بحقوقه ومكانته في المجتمع مع مراعاة التوازن بين الهوية الرياضية والالتزامات الأخلاقية والاجتماعية.
خلاصة المشهد تشير إلى أن ما وراء الخبر ليس مجرد قرار ارتداء أو عدم ارتداء شعار بل هو اختبار لقدرة القيادة الرياضية على بناء جسر بين الأداء الرياضي والتعبير عن قيم المجتمع، فقد يفتح هذا التغيير بابا للنقاش وعمق في العلاقات بين المؤسسية والمجتمع وربما يضع معايير جديدة لطرق التعبير والدعم في عالم رياضي يسعى دوما إلى التحديث والارتقاء مع الحفاظ على حيوية الكرة وتطلعات جماهيرها العريضة.