الأثنين أكتوبر 7, 2024
رئيس الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان ، المعروف بقمعه ضد الاحتجاجات (المصدر: وكالة أنباء تسنيم) تقارير

إيران تلجأ إلى روسيا لقمع الاحتجاجات

مشاركة:

رأى مركز الدراسات الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “مينا وتش” أن إيران وروسيا تعاونا في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في إيران مؤخرًا. 

 

وقرر قائد الشرطة الإيرانية ومدير الحرس الوطني الروسي، خلال زيارة رسمية لموسكو، عقد اتفاق تعاون أمني طويل الأمد.

 

وقع رئيس الشرطة الإيرانية الزائر، الجنرال أحمد رضا رادان، المعروف بقمعه الاحتجاجات، يوم الأربعاء اتفاقية طويلة الأمد مع مدير الحرس الوطني الروسي (روسغفارديا)، الجنرال فيكتور زولوتوف، الذي التقى به كجزء من الزيارة.

 

وبحسب ما أوردته وكالة تاس للأنباء، ناقش الجانبان التعاون وتبادل الخبرات في مجال تطبيق القانون و”مكافحة الإرهاب والتطرف”. وذكرت الخدمة الصحفية الروسية أن إعلان النوايا “ينص على تبادل الخبرات في مجال إنفاذ القانون، وحماية مؤسسات الدولة المهمة، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم إجراءات مكافحة الجريمة”.

 

وقبل الاجتماع، زار الوفد الإيراني متحف Rosgvardiya المركزي للاطلاع على أحدث طرازات الأسلحة والمعدات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، أظهر مدربو الكلاب وأعضاء قوة الرد السريع مهاراتهم في تحييد المجرمين المسلحين.

 

تنبع سمعة رادان السيئة السمعة إلى حد كبير من دوره كرئيس للشرطة خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات في عام 2009 وسلوك رجاله في معتقل كهريزاك، حيث قُتل العديد من المتظاهرين الشباب، بمن فيهم أطفال. تم بالفعل معاقبة رادان من قبل الولايات المتحدة في عام 2010 لانتهاكاته لحقوق الإنسان وهو أيضًا مدرج في القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي.

 

كما تحدث سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إلى قائد الشرطة الإيرانية يوم الأربعاء. في وقت سابق، قال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما، أليكسي جورافليف، إن رادان سيناقش مع باتروشيف “الحرب ضد المنظمات الإرهابية في أوراسيا وضد مؤامرات أجهزة المخابرات الغربية لزعزعة استقرار الوضع وتنظيم الاضطرابات في روسيا وإيران”.

 

يتعلق الأمر بتبادل الخبرات بين البلدين، اللذان بالفعل “يتعاونان بشكل مثمر في العديد من المجالات، سواء في سوريا، حيث كانت طهران أولاً تحارب إلى جانب النظام في دمشق، وفي منطقة بحر قزوين، حيث نتشارك في ناقلات الشحن والصيد”. وأشار زهرولفيتش يوم الثلاثاء إلى حركة المرور في هذه المياه الداخلية. ووفقًا له، تتمتع إيران أيضًا بخبرة كبيرة في الدفاع عن نفسها بنجاح ضد العقوبات الغربية، والتي يمكنها مشاركة استراتيجيتها مع الاتحاد الروسي.

 

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية في إيران أن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري أجرى محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ودعاه لزيارة طهران.

 

تم تعيين أحمد رضا رادان قائداً للشرطة الإيرانية في يناير بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للنظام من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

 

وتتدخل روسيا في عدد من الدول العربية والأفريقية عبر شركة فاغنر، إلا أن الانقلاب الأخير الذي دبرته الشركة الأمنية، جعل إستراتيجية التعاون الأمني تتعرض لاهتزاز، وربما لإعادة حسابات. 

 

وكانت فاغنر تنشط في ليبيا، حيث تحارب بجانب اللواء المتقاعد خليفة حفتر عندما هجم على طرابلس في 2019، قبل أن تتقهقر قوته عندما تدخلت تركيا إلى جانب الحكومة المعترف بها في طرابلس.

 

كما أيدت روسيا قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ونشطت في مناطق تعدين الذهب وفي المناطق الزراعية في جنوب السودان. 

 

ولا يعرف أحد مصير هذه الاستثمارات خاصة أنها كانت تابعة إلى شركة فاغنر، قبل إعلان تمردها، وبعد الحرب في السودان، توارت أخبار فاغنر في ظل عدم رغبتهم في المشاركة في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكن تقارير إعلامية أكدت أن فاغنر أمرت حفتر بتقديمه الدعم اللازم لقوات الدعم السريع، للحفاظ على استثمارات فاغنر في الجنوب. 

 

كما نشطت الشركة الأمنية بجانب ألوية في الجيش الروسي في الحرب السورية، بعدما كانت الكفة تميل نحو المعارضة السورية، لكن الدعم الإيراني – الروسي أبقى النظام السوري على قيد الحياة. 

 

والآن، يتلاءم الطرفان مرة أخرى، وتنشط العلاقات بينهما في ظل تعرض إيران لعدد من الاحتجاجات في الفترة الأخيرة، يقودها معارضون من التيار المدني، داخليا وخارجيا، بينما تواصل السلطات الإيرانية تنفيذ الإعدامات في حق المعارضين. 

 

وتتوقف قدرة النظام الإيراني على قمع الاحتجاجات على الدعم الخارجي، خاصة أن الدول الصديقة لإيران تواجه بدورها ظروف أمنية صعبة، تجعلها من بقدر من الهشاشة لا يسمح لها بتقديم يد المساعدة عند الحاجة إليها، خاصة في سوريا والعراق. 

 

كما تبحث روسيا عن شريك أمني تتكأ عليه بعد أن فقد النظام جزء لا بأس به من ثقة الشعب في قوته، بعد تنفيذ قوات فاغنر تمردا محدودا. 

 

Please follow and like us: