عبد المنعم إسماعيل يكتب: النص الشرعي والعلمانيون.. «عداء لا ينتهي»
يتوارث حزب الشيطان منذ بدء الخليقة همجية العداء للإسلام بصفة عامة والنص الشرعي بصفة خاصة تارة مكذبين له وتارة مشككين فيه وتارة مؤولين له تأويلاً شاذاً لا ينضبط بقواعد الفهم التي تعلمها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بين يدي الرسول ﷺ ثم تابعهم على ذلك سلف الأمة الراشد محبين للنصوص ملتزمين بدلالاتها حارسين لها ولحدودها مانعين دعاة الهوى من الاقتراب منها.
قاعدة النجاة عند المسلمين عامة وأهل السنة والسلفية خاصة تقوم على موافقة أصحاب النعيم ومخالفة أصحاب الجحيم كما في قول الله تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
وتنضبط هذه القاعدة بالاستسلام الكامل لله رب العالمين ومن توابعه بل ومن الثوابت الدالة على حقيقته تعظيم النص الشرعي القائم على قول الله عز وجل وقول رسوله ﷺ ثم إجماع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.
فالنص الشرعي هو قضاء الله وقضاء رسوله ﷺ والأخبار التي أخبرنا بها الله عز وجل في القران ورسوله ﷺ في السنة المحمدية الصحيحة الشارحة والمبينة لنصوص القرآن الكريم.
إبليس وجنوده يسعون جاهدين إلى الانتصار في معركة التفريق بين الخلق والأمر فيؤمنون بحق الله في الخلق وينازعون الله في حقوق الأمر قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
المسلمون وأهل السنة والسلفية يؤمنون بأن الله سبحانه وتعالى الذي خلق هو الذي يأمر ويشرع تحليلاً أو تحريماً.
أهل الهوى يزعمون الإيمان بالخالق وينازعونه في الأمر والتشريع هذه هي قاعدة العداء عند المخالفين للشريعة أي للنصوص الشرعية كتاب أو سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
السلفية وأهل السنة والجماعة يقومون بمهمة مقدسة عبودية منهم لله رب العالمين ثم مدافعة لغربان العداء للنصوص الشرعية منذ أن أسس الشيطان وجنوده يهود ونصارى ومحرمين مثل عبد الله بن سبأ اليهودي وابن سلول ومدارسهم الشيطانية القائمة على:
العداء لنصوص التوحيد لله رب العالمين صاحب الأمر والنهي في كونه سبحانه وتعالى.
العداء للنصوص الدالة على أسماء صفات الله وصفاته من خلال مفاهيم المبتدعة المعطلة والمشبهة المخالفين لقواعد السلفية الضابطة لتوحيد الأسماء والصفات لله رب العالمين بعيداً عن التشبيه أو التعطيل أو التأويل الغير مقبول لنص يدل على أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى.
نعود للسؤال الهام لماذا يعادي العلمانيون النصوص الشرعية؟
هل جارت النصوص الشرعية على حقوق العلمانيين لكي يخاصمونها وهذا محال فالنص الشرعي أقام العدل والإنصاف حال التعامل مع كل الخلق بلا استثناء.
هل ورث العلمانيون عداء الجاهلية الأولى للنصوص
كما في قول الله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}.
هل انتقل جحود الجاهلية إلى قلوب العلمانيين حال إعلانهم صدق الرسول ﷺمن جانب ثم الانقلاب على تشريعاته من جانب آخر؟
هذا الأمر ملحوظ جداً في واقع العلمانيين يزعمون الانتماء الإسلام ويحاربون نصوصه وهذا مثل التكفيريين الدواعش الذين يزعمون محبة الشريعة ويبغضون النصوص التي تمنعهم من إراقة الدماء المعصومة مؤولين من جانب ومحكمين هواهم من جانب آخر حال الهوى في تنزيل أوصاف على أعيان وهذه كارثة توارث دعاة التخريب ودعشنة العقول لأفكارهم الشيطانية.
لماذا يعادي العقلانيون زعموا المعتزلة الجدد نصوص السنة تحت شعاراتهم الانتصار للعقل من جانب أو معارضة السنة للقرآن من جانب آخر كما فهمت عقولهم الأسيرة لأهوائهم من جانب آخر؟
الغارة على النص الشرعي معركة شيطانية على مدى التاريخ والواقع والمستقبل يقف فيها من جانب المدارس الصهيوصليبية والمدرسة السبئية والصفوية الخمينية الشيطانية وجمهور المبتدعة بجملتهم المخاصمين لفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في النقير والقطمير.
لماذا يخاصمون السنة المحمدية الصحيحة بمزاعم عدم استيعاب عقولهم لدلالتها في شتى قضاياها بصفة عامة وقضية المرأة بصفة خاصة؟
لماذا يخاصمون حديث الآحاد ولا يقبلون دلالاته بصورة كاملة؟
من أين جاء المخالفين له بضلال عدم قبول حكمه في قضية الاعتقاد؟
ألم يكن رسل رسول الله ﷺ إلى الملوك والرؤساء أفراداً؟!
الخلاصة:
حراسة السلفية وأهل السنة للنصوص ودلالتها ليس معناه التشدد والتعصب وعدم وجود بابا للاجتهاد المؤسس لفقه حراسة النصوص وقبول مأسسة قواعد التيسير في الفتوى وهذا ليس منعاً للانغلاق من جانب وعدم تحقيق الفوضى في المؤسسات العلمية من جانب آخر.