ضياء قدور يكتب: مؤتمر المقاومة الإيرانية يكشف الستار عن البديل الحقيقي للنظام الإيراني
لم تأتي الجهود الحثيثة التي قادتها النظام الإيراني بقيادة كبار مسؤولية منذ أشهر ماضية لمنع عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية بالنتيجة المرجوة التي كان يأمل بها أن تتحقق.
يمضي المؤتمر السنوي في أيامه الأربعة ليؤكد حقيقة أن ديكتاتورية الملالي فقدت سطوتها الخارجية المعهودة ودخلت في مرحلة سقوطها النهائي، مع انتفاضة شعبية متقدة من عدة أشهر.
قبل أسابيع، أجرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مكالمة هاتفية استمرت 90 دقيقة لإقناع الرئيس الفرنسي بمنع عقد مظاهرة المقاومة الإيرانية في 30 يونيو الماضي في باريس.
ربما نجحت سياسة المهادنة الغربية في تنفيذ أجندتها في البداية، لكن العدالة الفرنسية انتصرت في نهاية المطاف لمجاهدي خلق وأنصارهم.
للحظة بدأ أن ظلام الشر سيسود الأجواء، لكن عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية كان بداية زوال هذه الغمة وشروق الانفراجة.
أثبتت المقاومة الإيرانية بتاريخها النضالي الممتد لعقود أنها ما تزال العدو اللدود الذي يستطيع أن يصمد في وجه المؤامرات ويوجه ضربات موجعة في الوقت ذاته لنظام الملالي.
اليوم أحرار العالم وأنصار الديمقراطية وأعداء الديكتاتوريات سعيدون بهذا الانتصار، والملالي يتقلبون على جمر غيظهم مع بدء عقد المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية الممتد لأربع أيام.
عبرت جميع الشخصيات السياسية الرفيعة في كلماتهم عن دعمهم للمقاومة الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بصفته البديل الحقيقي لنظام الملالي الحاكم، وأعربوا عن دعمهم للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، بصفتها قائدة ملهمة ولخطتها المكونة من عشر نقاط لإيران الحرة غداً.
ورفض الحاضرون الدعايات التي يروج لها النظام حول عدم وجود بديل للنظام مؤكدين على أن منظمة مجاهدي خلق هي منظمة ذات تاريخ عريق من النضال وتمتلك من الخبرات والقدرات لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الملالي بنجاح.
وأعرب السادة المشاركون عن رفضهم لسياسة الاستراضاء الغربية مع الملالي، مؤكدين على فرض المزيد من العقوبات لمحاصرة النظام الحاكم في طهران ومحاسبة مسؤولية على ارتكابهم مجازر إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الإيراني.
وأكد المشاركون على أن سياسة الاسترضاء لم تجدي نفعاً مع هتلر وبوتين في حربه بأوكرانيا ولن تأتي بنتيجة مرجوة مع نظام الملالي أيضاً.
وأشاروا إلى أن الإصرار على سياسة الاسترضاء والتهدئة هو بمثابة إعادة ذات التجربة بنفس الشروط للحصول على نتائج مختلفة، وهو أمر مستحيل.
على الرغم من أن سياسية الاسترضاء استسلمت لسياسة الابتزاز الإيرانية بوقف مظاهرة الحرية في باريس بدايةً، إلا أن العدالة انتصرت للمقاومة الإيرانية وعقدت مجرتها السنوية في موعدها المحدد.
مثل هذا الإنجاز يعتبر بمثابة ضربة قوية وجهتها المقاومة الإيرانية للنظام الحاكم في طهران، عندما فشل في إسكات صوت معارضيه الحقيقيين.
إن إصرار الملالي على إسكات أصوات المعارضين الحقيقيين من المقاومة الإيرانية واستهدافهم في كل محفل، ليس سوى مؤشر آخر على أن النظام الحاكم في طهران يدلنا بشكل لا لبس فيه على بديله الحقيقي، المقاومة الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.