يسري الخطيب يكتب: لا علاقة بين الهجرة النبوية ورأس السنة الهجرية

– لا أدري إلى متى سيستمر هذا الخطأ التاريخي الكارثي، عند جموع المسلمين في العالم، والاحتفال بالهجرة في 1 محرّم.. بداية السنة الهجرية؟

– الهجرة النبوية كانت في شهر ربيع الأول (مولد النبي ووفاته وهجرته يوم: 12 ربيع الأول، حسب جميع المصادر الإسلامية) ولم تكن في 1 محرّم..

– لا علاقة بين بداية السنة الهجرية، وبين الهجرة النبوية، فالهجرة النبوية كانت في ربيع الأول، وليس في شهر محرّم.

– لم يكن لدى المسلمين قبل عهد الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) تقويم، كانت لديهم الشهور فقط، وبدأت فكرة التقويم حينما بعث سيّدنا أبو هريرة برسالة للفاروق عمر (رضي الله عنهما)، يقول له فيها: «حدثَ في رجب» فرَدَّ عليه الفاروق: في أي رجب، هل الماضي أو قبل الماضي؟، فاختلط الأمر عليهما، ومِن هنا جاءت فكرة التقويم.

– اقترح بعض الصحابة أن يبدأ التقويم الإسلامي بميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: إن النبى (صلى الله عليه وسلم) وُلدَ فى بيئةٍ مشركة تعبد الأصنام، ولم يكن فيها أحداث خاصة بالمسلمين،

– ثم كانت الاقتراحات التالية: بداية التقويم الإسلامي بالإسراء والمعراج، أو بداية نزول الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. ولم يتفق على تلك الاقتراحات الصحابة.

– اقترح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، على الصحابة، يوم الهجرة.. وقال: (نجعله بهجرة المسلمين، حيث أصبح لهم وطن، وقانون، وحاكم، وأصبحنا نصنع أحداثنا) فوافقوا، واستقرّوا أن تصبح الهجرة هي بداية التاريخ.

– لم يكن من الممكن أن يبدأ التأريخ الإسلامي من شهر ربيع الأول، الذى يُعتبر الشهر الثالث، فتعداد الشهور وترتيبها كان مؤرّخًا بالفعل، واجتمعوا أن تكون بداية السنة الهجرية فى محرم..

– الصحابة حين أرّخوا اعتمدوا سنة الهجرة كبداية، ولم يعتمدوا الشهر أو اليوم الذي هاجر فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كما يظن أكثر الناس اليوم

جعلَ الصحابةُ شهرَ الله المحرّم بداية السّنة الهجريّة؛ لأنّه منصرف النّاس من حجّهم، كما قال عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه)، لا لأنّه شهر هاجرَ فيه النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم).

تقول منشورات دار الإفتاء المصرية:

(اتخذ المسلمون الأوائل شهر المحرّم بداية للسنة الهجرية، مع أن الهجرة النبوية وقعت في شهر ربيع الأول، وذلك لأن شهر المحرّم كان بداية السنة عند العرب قبل الإسلام، ولأنه أول شهر يأتي بعد منصرف المسلمين من حجّهم الذي هو ختام مواسم أسواقها)