أقلام حرة

د. يوسف رزقة يكتب: هرتسوغ يصلي للاحتلال لا للسلام؟!

«نشكر الولايات المتحدة على عملها لتعزيز السلام بين (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية، الدولة الرائدة في المتطقة والعالم بأسره، نصلي من أجل أن يأتي هذا اليوم. أمنيتي أن تصنع (إسرائيل) ذات يوم السلام مع جيراننا الفلسطينيين؟!!».

هذا الاقتباس جزء من كلمة هرتسوغ رئيس دولة الاحتلال أمام الكونجرس الأميركي أمس، ومن يقرأ الكلمة كاملة وهذا الاقتباس على وجه التحديد يدرك السياسة الإسرائيلية القائمة على التضليل والنفاق، فمثلا يكيل هرتسوغ المديح للسعودية، ويعتبر السلام معها والتطبيع «ثورة في تاريخ الشرق الأوسط، وفي تاريخ العالم بشكل عام؟!»

 ولذلك امتدح المملكة وأسماها دولة دولة رائدة في المنطقة، وفي العالم بأسره. وكأن هرتسوغ يشتري مصالح (إسرائيل) في التطبيع بكلام معسول ليس وراءه غير الكذب والنفاق؟!، ولو كان هرتسوغ ومن سبقه في الرئاسة والحكومة يشعرون بمكانة السعودية كدولة رائدة لأعلنوا عن قبولهم بالمبادرة السعودية، التي غدت مبادرة عربية للإنسحاب والتطبيع.

حكومات الاحتلال المتعاقبة رفضت المبادرة لأنها تريد تطبيعا بدون انسحاب من الأراضي المحتلة، والآن تحاول أن تشتري تطبيعا بكلامات مديح للمملكة أمام الكونجرس، وفي ظني أن هذا الموقف لا يخفى على قادة المملكة الذين خبروا الموقف الإسرائيلي والموقف الأميركي أيضا، وسيبقى موقف المملكة عربيا مناصرا للحق الفلسطيني إن شاء الله.

هرتسوغ الذي يتمنى أن تصنع دولته السلام مع الفلسطينيين، ليحظى بموقف تأييد من الكونجرس، تناسى أن اتفاقية أوسلو وتوابعها كانت في لغتهم زمن رابين اتفاقية سلام مع الفلسطينيين؟’، وهم روجوا لها في العالم على أنها اتفاقية سلام، وثبت بعد ثلاثة عقود أن الاحتلال هو الاحتلال، وأن الاستيطان يتزايد، وأن أوسلو كات لفترة ولغرض، وقد انتهى كل شيء، والآن يعبر عن موقف وأمنية صناعة سلام مع الفلسطينيين؟’.

كلمة هرتسوغ مشحونة بالكذب والخداع والتضليل، وهي تبحث عن توسيع دائرة المؤيدين (لإسرائيل) في الكونجرس، ومن ثمة التطبيع مع المملكة، ولا شيء بعد ذلك؟!

د. يوسف رزقة

كاتب ومحلل سياسي، فلسطيني أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام السابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى