الحمد لله
كلمة مسعدة تلقيتها من محب، قادمة من أمريكا
من ابني وتلميذي الحبيب الذي لم أره منذ أكثر من عشرين عاما. الشيخ أيوب صالح هارون من أعلام غانا الشقيقة
صنع بإشرافي بجامعة الكويت في تسعينيات القرن الماضي رسالة علمية لدرجة الماجستير اقترحتها عليه، وأنا أعتز بها، وكانت في «التوجيه الإعرابي للدليل الفقهي؛ حروف العطف والجر».
نعم؛ قسوت عليه في الإشراف كثيرا، بيد أن الثمرة كانت طيبة بحق. لقد ناقشه أستاذ أزهري كبير مختص بأصول الفقه كما لو كانت رسالته في أصول الفقه حَسْبُ، وأستاذ درعمي كبير مختص بالنحو كما لو كانت رسالته في النحو حَسْبُ، وكان في البابتين آية في رصانة الحوار وعلمية المناقشة، حتى إن كلا عضوي المناقشة قال لي في المداولة لو كانت لوائح الجامعة تسمح بمنح درجة الدكتوراه لفعلنا !
حياك الله يا شيخ أيوب، وحيا بيانك الذي تتطال إليه أعناق كثير من المتخصصين العرب، وسقى الله أيامنا الخوالي!
كلمة أيوب:
تالله قد أتعبت من بعدك أيها العالم النحرير. علم كالبحر عزيز، وراسخ كالجبال الأشم، ولغة مصلوحية رقراقة وسهل ممتنع. وكأني وأنا أقرأ هذا السحر البياني أسبح من فضاء إلى فضاء أو أتنقل بين الزهور الراقصة في حدائق غناء أو في جنة من جنان الخلد وافرة الأفنان طيبة وبارد ظلالها.
لله درك يا من ملك بحق ناصية اللسان العربي، أساليبها وأسلوبيتها، واستحق لقب فارس العربية الأوحد.
تقبل مني شيخي وسيدي قصوري وتقصيري في وصف ما وهبك من فيضه الوهاب، فاغترفنا من يمِّك أقل من القليل فكان لنا فاتحة كفاتحة الكتاب. تحية وتجلة من ابنك الغائب الحاضر. حفظك الله شيخنا بما شاء.
