“معركة اليرموك” التي غَـيّرَت مَجرَى التاريخ.
12 – 20 أغسطس 636م/ 4 – 12 رجب 15هـ
– القائد العام لجيش الدولة الإسلامية: خالد بن الوليد (رضي الله عنه)..
فقد وقع اختيار أمير المؤمنين أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، على (خالد بن الوليد)، لقيادة جيوش المسلمين، وهو سيف الله الذي قال فيه أبو بكر الصدّيق مقالته المشهورة: (واللهِ لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد)
– عدد مقاتلي الجيش الإسلامي:
(40 – 46 ألف مقاتل فقط)
قادة الجيش الإسلامي:
1- أبو عبيدة عامر بن الجراح (رضي الله عنه)، قائد كراديس القلب.
2- عمرو بن العاص،(رضي الله عنه) قائد كراديس الميمنة.
3- يزيد بن أبي سفيان، (رضي الله عنه) قائد كراديس الميسرة.
(الكردوس = الكتيبة)
– قائد جيش الدولة البيزنطية (الرومية): باهان
– عدد مقاتلي جيش الروم:
حوالي: 240 – 250 ألف مقاتل
أيام المعركة
استمرت المعركة ستة أيام + يوم قبل المعركة للتجهيزات، و(يومين) بعد المعركة للمطاردة وجمع الغنائم،
كان المسلمون في تلك الأيام الستة يردون هجمات الروم في كل يوم، حيث كان خالد بن الوليد يستخدم «سرية الخيالة المتحركة السريعة» التي يقودها بنفسه ليتحرك بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر حيث يكون جيش المسلمين في تراجع تحت ضغط الروم، ويعود الفريقان في نهاية النهار إلى صفوفهما الأولية قبل القتال، أو إلى معسكراته.
المكان:
وقعت المعركة، بجوار نهر اليرموك، في منطقة تُسمّى: (سحم الكفارات) ، والتي تقع في مدينة إربد، شمال الأردن الآن.
– كان في مقدمة جيش الروم 60 ألفا من العرب المرتدين بقيادة “جبلَّة بن الأَيْهَم العربي الغسّاني”، فانتقى لهم “خالد بن الوليد” رجالًا من أشراف العرب، فقاتلوهم يومًا كاملًا، ثم نصر الله المسلمين، وهربَ القائد (جبلّة)، ولم ينجُ منهم إلا القليل.
أبو سفيان يفقد عينه
– كان أبو سفيان (رضي الله عنه) جنديًا، في الميسرة، تحت قيادة ولده: يزيد بن أبي سفيان (رضي الله عنهما)، وفقدَ عينه في تلك المعركة.
– من أحداث معركة اليرموك اللافتة للنظر؛ إسلام القائد جورج (جرجة) وهو أحد قادة الجيش البيزنطي؛ حيث خرج من أجل المبارزة، وكان “خالد بن الوليد” (رضي الله عنه) قد خرج له، وقبل القتال دار حديث جميل بينهما، كانت نتيجته أن أسلم جورج (جرجة) وعاد مع خالد (رضي الله عنه) مقاتلًا في سبيل الله عز وجل كجندي من جنود جيش المسلمين.
– حملَ الرومُ على المسلمين في بداية اليوم الأول (12 أغسطس) بكامل قوتهم، (رُبع مليون مقاتل) فتأخرت صفوف المسلمين (46 ألف مقاتل فقط)، وكادت أن تتزلزل، لولا خالد بن الوليد، وعادت الكَـرَّة للمسلمين عليهم، وارتفع القتال واشتدَّ حتى غابت الشمس.
ظلت المعركة بين كرٍّ وفرّ، حتى اليوم السادس، والعبقري خالد بن الوليد يستنزف قوة الروم، حتى تحقق له ما أراد..
انتهز العبقري خالد بن الوليد فرصة تضعضع الروم، وعدم صبرهم، وشدة حَر أغسطس، فقد كان هدفه من البداية (توصيلهم) لتلك النقطة من الإرهاق والتشتيت واليأس؛ فاخترق جيشَ الروم حتى فصل خيلَهم عن رجَّالتهم (المشاة)، فإذا بخيل الرُّوم تصبح خارج المعركة، فانطلقوا في الصَّحراء، وأفسح لهم المسلمون الطريقَ مما سهَّل هروبَهم، وأقبل المسلمون على المشاة، وكانوا قد اقترنوا بالسلاسل حتى لا يفـرُّوا، فسهَّل هذا على المسلمين قتلهم، ورمى أكثرهم نفسه في الخندق خوفًا، فكان الواحد منهم يسقط ويسحب معه من اقترن به، وتهافت الجميع في (الواقوصة)؛ وهو الاسم الذي أطلَقه المسلمون على الخَندق، فيقتل أعلاهم أسفلهم، ولما رأى قائد الروم هذه الهزيمة المُنكَرة وما نزل بجنده، ألقى على نفسه البرنوس، حتى لا يرى الهزيمة، وفعل مِثلَه عددٌ من أشراف الروم، فقُتلوا وهم على هذه الحالة.. واستمرت المذابح.
(البُرنس أو البرنوس = معطف بـ قُـبّـعة، يغطّي الجسم كله، وينتشر في دول المغرب العربي)
– نجح قائد جيش المسلمين: خالد بن الوليد، ومعه كبار قادة الفتح: أبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والزبير بن العوام، والقعقاع بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل؛ في تغيير خريطة العالم بعد انتصارهم في تلك المعركة التي استمرت ستة أيام
– شارك في هذه المعركة ألف من صَحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ ومنهم مائة شهِدوا بدرًا، كما قاتلتِ النِّساء في جولة من هذه المعركة.
– استشهد في اليرموك ثلاثة آلاف من المسلمين؛ منهم: عكرمة بن أبي جهل، وابنه عمرو، وهشام بن العاص، كما أُصيبت عين أبي سفيان (فُقِئَت عينه)، وجُرِحَ “ضرار بن الأزور” بجراحات بليغة.
– الخلاصة:
انتصر المسلمون بقيادة العبقري “خالد بن الوليد” على الروم بقيادة “باهان” في معركة (اليرموك) الشهيرة، التي استمرت من يوم (12 أغسطس، حتى 20 أغسطس 636م)،.. وقد قُـتل من الروم 70 ألفــًا، وفرَّت بقية المقاتلين الروم، واستُشهد من المسلمين 3 آلاف، وتم في إثر هذه المعركة فتح باقي بلاد الشام، وسقوط الإمبراطورية الرومانية، ولذا يعتبرها معظم المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم، لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وانتشار الإسلام في العالم.
————-
يسري الخطيب