اتصالات مصرية بشأن سوريا
بعد أقل من أسبوع من انعقاد لجنة الاتصال الوزارية العربية الخماسية بشأن سوريا في القاهرة، بحث وزير الخارجية سامح شكري نتائج الاجتماع في اتصال هاتفي مع جير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا. وأكد شكري لبيدرسن التزام اللجنة بالتوصل إلى تسوية للأزمة السورية تحفظ وحدة الدولة السورية واستقرارها.
وعقب الاجتماع، أعربت لجنة الاتصال، التي حضرها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وشكري ووزراء خارجية السعودية والأردن والعراق ولبنان، عن أملها في أن يتم قريبا التوصل إلى مسار دستوري نحو الحل السياسي. واتفق الأعضاء على أن تجتمع اللجنة الدستورية السورية في عمان قبل نهاية العام الجاري.
ووصف أبو الغيط اللقاء بالجاد والبناء.
وقال دبلوماسي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الاجتماع الذي انعقد في القاهرة يتوج جهود مصر للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وفق الأهرام ويكلي
وأضاف أن “اجتماع لجنة الاتصال يعكس جدية الدول العربية في معالجة التداعيات الخطيرة للأزمة السورية، بما في ذلك تهريب المخدرات والقضايا الإنسانية”.
وتعكس الاتصالات المنتظمة بين شكري وبيدرسن، اللذين سيلتقيان على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، الأهمية التي توليها القاهرة وواشنطن للتشاور والتنسيق المستمر لحل الأزمة السورية. وكان اجتماعهم الأخير في شهر مايو في جنيف، حيث أكدوا خلاله التزامهم بتعزيز الجهود لحل الأزمة السورية.
وكلفت قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في عمان في مايو/أيار الماضي لجنة الاتصال بمواصلة الجهود العربية لرسم خارطة طريق لإنهاء الأزمة السورية. تم تشكيل اللجنة بعد إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، منهية بذلك تعليقاً دام 12 عاماً. وحضر الرئيس السوري بشار الأسد بعد ذلك القمة العربية في جدة.
وقال الدبلوماسي إن اجتماع الاتصال سلط الضوء على أهمية إنشاء منصة لتسجيل أسماء اللاجئين الراغبين في العودة إلى سوريا بالتنسيق مع الدول المضيفة وهيئات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأضاف أن “الأسئلة التي تم تناولها شملت ما إذا كان اللاجئون مستعدون للعودة الآن أو عندما تتم تسوية الأزمة أخيرا، وما إذا كانت سوريا، بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، قادرة على استقبالهم”.
وفي القاهرة، أجرى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد محادثات ثنائية مع شكري ونظيريه الأردني والسعودي على هامش اجتماع لجنة الاتصال، كما عقد اجتماعا مع الدول الخمس الأعضاء في اللجنة وأبو الغيط. وقال بيان ختامي صدر بعد الاجتماع إن المقداد أطلع الوزراء على جهود الحكومة السورية لتشجيع اللاجئين على العودة إلى ديارهم وتحديد مصير المواطنين المفقودين وإنعاش الاقتصاد.
واستقبل الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري وفدا من المؤتمر الوطني العربي برئاسة السياسي المصري المعارض حمدين صباحي. وبحث الوفد سبل “دعم سوريا في مواجهة العقوبات والحصار الجائر”، بحسب بيان صدر بعد اللقاء.
بدأت العلاقات بين سوريا ومصر، والتي توترت طوال عقد من الزمن، تتحسن عندما قام شكري بزيارة رسمية إلى دمشق في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع العام الماضي.
وفي نيسان/أبريل، وصل المقداد إلى القاهرة في أول زيارة رسمية لوزير خارجية سوري منذ أكثر من 10 سنوات