28 أغسطس 1984م.. في ذكرى وفاته: الرئيس “محمد نجيب”.. المأساة والذاكرة
– (الطـيّبون لا يصلحون لكراسي الحُكم، والشرفاء لا يصلحون لشيء)..
هكذا يقول لنا تاريخ الصراع البشري في الأرض، وتروِي صفحاته الدامية..
– محمد نجيب.. صاحب فكرة الديمقراطية، والإعانات الشهرية (المعاشات)، وحقوق الإنسان، ومجانية التعليم، وأول رئيس عسكري يقولها وهو على الكرسي: (الجيشُ مكانه الثكنات والحدود، وليس قصور الحُكم)،
“محمد نجيب” هو الرجل الذي وضعَ روحه على كفّه، وقاد ضباط يوليو المجهولين، وعزلَ الملك، وهو يعرف أن فشل الثورة يعني إعدامه، فهو المشهور الوحيد، والشخصية العامة، والضباط الذين خلفه سيبيعونه ويغدرون به إذا فشلَ في مهمته..
سيكولوجية الجماهير
– محمد نجيب.. هذا الاسم الذي هتفَ له الشعبُ المصري، وخرجت الملايين لتحتفي به، وتحمله على الأعناق، طيلة 28 شهرا، حكمَ فيها مصر.. لكن ضباط يوليو كانوا يعرفون أن ذاكرة الشعوب مثل السمك، وأن الإمام الطبري عندما قال عن العرب والمصريين: (يحترمون القوي وإن كان ظالما)، كان يؤسس – ساخرا – لمدرسة فكرية، لم يفهمها ويستوعبها على مدى التاريخ إلا العسكر.. ولذا نسى المصريون “محمد نجيب”، وهو ما زال حـيًّا، وخرجوا يهتفون للمنقلب: جمال عبدالناصر، فقد أجادوا لعبة التطبيل لكل من يجلس على الكرسي، حتى وإن كان (كافور الإخشيدي) ..
– رغم أن الرئيس محمد نجيب كان من أشدّ المعجبين بالمجاهد العظيم المظلوم “أحمد عرابي”، وكتبَ نجيب مقدمة مذكرات عرابي التي نشرتها “دار الهلال” المصرية، سنة 1953م، لكن نجيب لم يدرك جيدا بسبب (طِيبته)؛ “سيكولوجية الجماهير” التي شرَحَها الطبيب والمؤرّخ الفرنسي العالمي “جوستاف لوبون” في كتابه الشهير، بأن الجماهير لا تعقل، وهي تقبل الأفكار أو ترفضها بشكل كامل، وذاكرتها كالسمك، وهذا ما فهمه وتحدّث عنه أحمد عرابي بعد عودته من المنفى، ورأَى المصريين الذين أضاع عمره من أجل تقدّمهم وحريّتهم؛ يسخرون منه، ويتطاولون عليه في الشوارع،
فَـهِـمَ “أحمد عرابي” متأخّرًا، وكذلك استوعبَ محمد نجيب، لكن بعد فوات الأوان،
فَهِمَ عرابي، ونجيب، ومرسي، ما حدث “يوم الزينة” بين سيدنا موسى (عليه السلام) وفرعون، وسلبية الشعب الذي كان يتـفـرّج فقط، ولم يؤمن منه أحد… (متفرجون بالوراثة)..
فهموا، لكن بعد فوات الأوان؛ أن كل الزعماء العرب والمصريين المخلصين الذين راهنوا على الشعوب خسروا، فالشعوب لا يُعَوّل عليها، فذاكرتها كالسمك، ويرفعون شعاراتهم التاريخية:
1- عاش الملك مات الملك..
2- (اللي يتجوّز أمي أقوله: يا عمي)
3- (اربط الحمار مَطْرَح ما يقولك صاحبه)
4- (لو رُحت بلد لقيتهم بيعبدوا العِجل؛ حِش وارميله)…
الرئيس اللواء الدكتور (محمد نجيب يوسف قطب القشلان)
الميلاد: 19 فبراير 1901م، مدينة الخرطوم (السودان)، لـ أم سودانية جذورها من مدينة المحلة، بمحافظة الغربية (مصر)، وأب مصري من قرية النحارية، مركز كفر الزيات، محافظة الغربية (مصر)
(تم تغيير اسم قرية النحارية إلى محمد نجيب)
يقول موقع الرئيس محمد نجيب:
– بدأ والده: يوسف نجيب حياته مزارعًا في قرية النحارية، ثم التحق بالمدرسة الحربية وتفوّق فيها، وأصبح بعد تخرّجه، ضابطا بالجيش المصري بالسودان، واشترك في حملة دنقلة الكبرى،
تزوّجَ يوسف نجيب من سيدة سودانية وأنجب منها ابنه الأول عباس لكنها توفيت، فتزوج من السيدة “زهرة” ابنة الأميرالاي محمد بك عثمان في عام 1900م، والأميرالاي محمد هو ضابط مصري تعيش أسرته في أم درمان، واستشهد في إحدى المعارك ضد الثورة المهدية، وقد أنجب يوسف من السيدة زهرة 3 أبناء هم: محمد نجيب، وعلي نجيب، ومحمود نجيب، وأنجب أيضاً 6 بنات.
– عندما بلغ محمد نجيب 13 عامًا توفيَ والده، تاركاً وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فشعر بالمسئولية مبكرًا، ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد في كلية جوردن حتي يتخرّج سريعاً.
الطريق
– تخرّج في الكلية الحربية (سلاح المشاة) في عام 1921م.
– حصل على ليسانس الحقوق عام 1927م
– حصل على شهادة الماجستير، عام 1931م
– أصبح محمد نجيب ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936م
– حصل على الدكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1938م
– اشترك في القتال ضد القوات الألمانية عام 1943م.
– في عام 1944م، عُيِّنَ حاكمًا إقليميًّا (محافظ) لسيناء.
– اشترك في حرب فلسطين عام 1948م، من خلال معارك القبة ودير البلح، وأصيب ثلاث مرات، فمُنِح نجمة فؤاد العسكرية الأولى بالإضافة إلى رتبة البكوية لشجاعته.
عقب حرب فلسطين عُيّنَ مديرًا لمدرسة الضباط (الكلية الحربية) عام 1948م، ثم تعرَّف على مجموعة الضباط الأحرار من خلال الصاغ عبد الحكيم عامر.
– رُشّح وزيرا للحربية في وزارة نجيب الهلالي، لكن القصر الملكي عارض ذلك بسبب شخصيته المحبوبة لدى ضباط الجيش
– اُنتخبَ رئيسا لنادى الضباط في يوليو 1952م .
– قاد الضباط الأحرار، وكان السبب الرئيس في نجاح ثورة يوليو 1952م، لما كان يتمتع به من شخصية صارمة في التعامل العسكري، وطيبة وسماحة في التعامل المدني..
– أول رئيس للجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م .
– شكّل أول حكومة للثورة في سبتمبر 1952م
– أعلن الجمهورية في 18 يونيو 1953م، وتولّى رئاسة الجمهورية.
– محمد نجيب هو أول ضابط يحصل على ليسانس حقوق في تاريخ الجيش المصري، وأول ضابط يحصل على الماجستير والدكتوراه في تاريخ مصر.
– كان يجيد اللغات: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والعِبرية.
غزال بين الضباع
– كان محمد نجيب، ومجموعة ضباط يوليو، مثل عصفور يغني للنسور، أو غزال بين ضباع، أو كما قال في مذكراته: (قُل: عَورة، ولا تقل: ثورة)
قانون الإفساد الزراعي
رفضَ “محمد نجيب” قانون الإصلاح الزراعي، وأطلق عليه (قانون الإفساد الزراعي)، وقال: (إذا أعطينا للفلاح فدانين الآن فكم قيراط سيرثه الأبناء في الجيل القادم؟! وكم سهما سيرثه الأحفاد؟! .. إننا بهذه الطريقة نفتت الملكيات وخلال 50 سنة من الآن تكون الأراضي الزراعية بدأت في الاختفاء! لن يزرع حفيد الفلاح ميراثه من بضعة قراريط، وسيتجه لبيعها أو البناء عليها)
وهذا ما حدث بالفعل،، سبحان الله
الانقلاب
بسبب الخلافات بينه وبين ضباط يوليو حول سياسة الحُكم، وعودة الجيش للثكنات، قامت مجموعة الضباط بقيادة عبد الناصر، في 14 نوفمبر 1954م، بالانقلاب على الرئيس محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، واعتقاله، بعد الاعتداء عليه بالضرب، ثم تحفّظوا عليه في (فيلا زينب الوكيل – زوجة النحاس باشا) المهجورة بمنطقة المرج بالقاهرة، حتى مجيء مبارك، في سنة 1981م.
مقتل أولاده
– قتلَ “جمال عبدالناصر” أولاد “محمد نجيب” في حياته، ومنعه من رؤيتهم، أو حضور جنائزهم .. وحذف اسمه من الكتب المدرسية كأول رئيس لمصر، ووضع جمال اسمه هو..
1- ابنه الأول: (فاروق محمد نجيب)
تم اعتقاله في “ليمان طرة” بعد الانقلاب على والده، ومات بعد 6 شهور من التعذيب. (لم يتزوج)
2- ابنه الثاني: (علي)
كان يدرس في ألمانيا، ولكن نظام جمال عبد الناصر لم يتركه، فقد طاردوه هناك، وفُوجيء وهو يسير في أحد الشوارع، بسيارة (جيب) تندفع نحوه بشدة، ونزل منها 3 رجال، وظلوا يضربونه ضربا مبرحا، ونزف حتى الموت في عام 1968م، ونُقِلَ جثمانه إلى مصر، ودُفِنَ دون أن يُسمح لأبيه باستقبال نعْشِه، أو قراءة الفاتحة على قبره، ويؤكد الرئيس “محمد نجيب” في مذكراته أن جمال عبد الناصر، هو الذي أمر بقتله. (لم يتزوج)
3- الابن الأصغر: (يوسف)
هو الوحيد من أبناء محمد نجيب الذي تزوجَ وأنجب،
لم يكن له أي نشاط، ولا علاقة له بأحد، تخرّجَ في معهد اللاسلكي، وعمل في إحدى شركات القطاع العام، ولكنهم لم يتركوه في حاله، فقد صدر قرار جمهوري (قرار جمهوري!!) بفصله من العمل!! وفشل في الحصول على عمل آخر، في شركات القطاع العام والخاص، لأسباب أَمنيّة، فاضطر أن يعمل على (تاكسي) اشتراه بالتقسيط، وعجز عن تسديد الأقساط، ومات في 1988م، مديونا، مريضا، فقيرا، منسيا..
– ظل الرئيس “محمد نجيب” معتقلا في البيت المهجور بمنطقة المرج بالقاهرة، يبكي أولاده وزوجته، وليس له من شيء يذكّره بهم إلا قراءة خطاباتهم إليه، واستعادة ذكرياته الجميلة معهم.
– له عدة مؤلفات منها:
1- رسالة عن السودان. 1943،
2- مصير مصر. (بالإنجليزية) 1955،
3- كلمتي للتاريخ. 1975،
4- كنتُ رئيسًا لمصر (مذكرات محمد نجيب) 1984.
متحف وقاعدة عسكرية بـ اسم محمد نجيب
– في 24 سبتمبر 2007م، تم افتتاح متحف خاص لـ محمد نجيب في القرية الفرعونية يضم مقتنياته وعددا كبيرا من الصور.
– في يوم 22 يوليو 2017م، تم افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمّام (مطروح)، وتبلغ مساحة القاعدة حوالي 18 ألف فدان، وتُعَدّ أكبر قاعدة عسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط.. وتم افتتاح القاعدة بحضور: عبد الفتاح السيسي، ومحمد بن زايد، والليبي خليفة حفتر، والبحريني سلمان بن حمد آل خليفة، والسعودي خالد الفيصل.
نجيب حالة خاصة
– كان الرئيس الدكتور محمد نجيب، حالة خاصة، واستثناء من حياة العسكريين،، ولم يشبهه إلا يوسف الصدّيق وسعد الشاذلي.
فقد كان حاصلا على أعلى الشهادات العلمية، مثقفا، مفكرا إستراتيجيا حقيقـيًا، متدينًا، رقيق الحس، مرهف المشاعر، يترك كل شيءٍ وأي شيء إذا جاء وقت الصلاة..
الشيخ الشعراوي والرئيس نجيب
كان الشيخ الشعراوي هو الصوت الوحيد في مصر الذي يطالب سرًا وجهرًا بالإفراج عن الرئيس محمد نجيب، وظل الشيخ الشعراوي يلحّ على الرئيس السادات أن يفك أسر الرئيس نجيب، واستجاب السادات بشروط، وقبل وفاة السادات بعامين، وبعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، في 1979م، تم فتح الباب للرئيس محمد نجيب، ولكنه لم يخرج إلا مرة واحدة لزيارة الشيخ الشعراوي في بيته،، فقد كانت حرية مشروطة، لكن بدأت زيارات الصحفيين العالميين والمصريين تتدفق عليه.
الخروج من الكهف
– جاء الرجل العجوز محمد نجيب، وهو على مشارف الثمانين، وقد هَدّته السنين، والأحزان، وأمراض الشيخوخة، في ثياب بسيطة، يتوكّأ على عصاه، وحيدا، لمنطقة الحسين، حيث منزل الشيخ الشعراوي، في سنة 1979م، وكأنه أحد رجال (أصحاب الكهف).. فهو لم ير الشوارع من سنة 1954م، والله أعلم كيف وصل من منطقة المرج لحَيّ الحسين، وكيف تعامل مع السائقين والناس الذين سألهم عن كيفية الذهاب للحسين؟، وعن بيت الشيخ الشعراوي؟، وهل كانت معه (عُملة) أعطاها لمحصّل الأجرة (الكمسري) ولسائق الميكروباص؟!!!
– وصلَ الرئيس محمد نجيب أخيرا لمنزل الشيخ الشعراوي، فوجد حارسا وضعته الدولة على بيت الشيخ، لتنظيم دخول الجماهير التي كانت ترغب في مقابلة الشيخ الشعراوي (مواليد 1911م)، فطلب الرئيس من الحارس مقابلة الشيخ، ولكن الحارس ظنه متسوّلا جاء يطلب المساعدة، فلم يهتم به، فكرر الرئيس نجيب الطلب، والحارس التابع لوزارة الداخلية، لا يهتم، ويردد باستهزاء: يا عم.. الشيخ نايم.
فقال له الرئيس نجيب بجدية: (قُل للشيخ الشعراوي، الرئيس نجيب على الباب)، فخشى الحارس من جدية الرجل العجوز، ودخل إلى الشيخ يقول له ساخرا: (في راجل عجوز شكله معتوه برا،، بيقول إنه رئيس مصر)، وهنا قفز الشيخ الشعراوي من مكانه مسرعا، فقد فهم أنه محمد نجيب، وانزعج الحارس، وخرج خلف الشيخ ليرى ما الأمر، وعرف أنه محمد نجيب، وظل الحارس يعتذر ويحتضن الرئيس محمد نجيب، ويبكي متأثرا..
(حكى الشيخ الشعراوي تفاصيل هذا اللقاء في حواره مع مجلة آخر ساعة، سنة 1995م، وفي لقاءات تليفزيونية متعددة، وبعض الذين حضروا هذا المشهد من أصدقاء الشيخ)
كان نجيب يتجنب الكلام في السياسة، فيقول الشيخ الشعراوي عن اللقاء الأول بينه وبين نجيب: (كان مليئًا بالمرارة، لكن يبدو هادئًا راضيًا بقضاء الله، ولم نتحدث في السياسة، كان حديثنا كله في الدين، كان يسألني وكنت أجاوب، وفي كل مرة كان يتجنب الكلام في السياسة)
كانت زيارة نجيب تلك للشعراوي هي الوحيدة في عهد السادات، لكن بعد وفاة السادات، وتولّي مبارك الذي ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للرئيس نجيب، أصبح نجيب من ضيوف الشيخ الشعراوي الدائمين.
– ظل “محمد نجيب” منسـيًّا في (فيلا) المرج المهجورة، وممنوعا من رؤية الشارع أو الخروج من باب (الفيلا) أو حتى النظر من الشبابيك (من 1954م – 1981م) حتى تولّى “حسني مبارك” في 1981م، فأعاد نجيب إلى الحياة، وأعاد اسمه للكتب المدرسية، ووضع اسمه على إحدى محطات مترو الأنفاق، ومنحه راتب رئيس جمهورية، ولواء أركان حرب على المعاش، وخصّص له (استراحة) في منطقة المعادي بالحراسة والخدم والأطباء من استراحات رئاسة الجمهورية، يقومون جميعا على خدمته… ولأن الموضوع كان (منظرة) من حسني مبارك ليمتدحه العالم، فقد أصدر أمرًا فور وفاة محمد نجيب، وقبل دفنه، بإخلاء (فيلا المعادي) وقامت قوات الأمن المركزي بطرد أسرة محمد نجيب، بطريقة وحشية ومهينة جدًا، في الشارع، بعد أن استولوا على كل مذكراته وكتبه وتحفه وممتلكاته الشخصية، وكانوا قد استولوا في سنة 1954م، على مكتبة محمد نجيب الشخصية التي كانت تضم 11 ألف كتاب.
الرحيل
– رحلَ “محمد نجيب”، بعد 30 سنة من انقلاب نائبه: “جمال عبد الناصر” عليه، في 1954م، وتحديد إقامته، وحذف اسمه من الأوراق الرسمية، والكتب المدرسية، كقائد لحركة يوليو 1952م، وأول رئيس لـ مصر، وتعتبر قصة نجيب، هي مأساة كرسي الحُكم، خلال القرن العشرين، بـ مصر.
– رحلَ اللواء الدكتور “محمد نجيب يوسف قطب” في هدوءٍ عن عُمرٍ يناهز 83 عاما، بـ مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، بعد أن عاش ورأى انكسارات ومصرع كل الذين ظلموه..
————
المصدر: موسوعة (شموسٌ خَلْفَ غيومِ التأريخ – الجزء الثاني – يسري الخطيب)