الأثنين سبتمبر 30, 2024
مقالات

عنتر فرحات يكتب:‏ الكتلة العاطفية ومشاريع دعم التطبيع من الشارع الجزائري

ما بعد لقاء المنقوش.. الكتلة العاطفية ومشاريع دعم التطبيع من الشارع الجزائري

-في لقاء اعتبرته الكتلة العاطفية في الجزائر غريبا تناولته وسائل الإعلام، مفاده أن وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش، كان لها لقاء مع وزير خارجية الكيان.

-المتتبع للوضع بدقة، لا يستغرب الأمر، ولا يستغرب اللقاء، لأن هذا ما أشارت له الدكتورة Tresor Rakal في مقالها يوم 21 أوت عبر صفحتها على الفيس.

-لا أريد اللقاء ولا تنبيه الدكتورة إلى أن الوضع في ليبيا يتجه نحو تصعيد غير مسبوق، ما أريده هو ردة فعل الكتلة العاطفية في الجزائر، هذه الكتلة التي يتم توظيفها وفق تراتبية عجيبة، فابتداء من تضامنها مع الشيخ، ثم الهجمة الشرسة ضد الرئيس لأننا لم ندخل مجموعة (البريكس BRICS)، ثم يأتي هذا اللقاء، والذي اعتبرته هذه الكتلة صدمة حقيقية، لأنها كانت تشعر أن ليبيا وكأنها إقليم تابع للجزائر لشدة التآلف مابين الشعبين، خاصة وأننا الدولة الوحيدة التي حافظت على علاقاتها مع ليبيا بعد الحرب.

-ما أريده هنا وهو رسالة إلى الكتلة العاطفية التي انتفضت من اللقاء، هب أن اللقاء قد كان وتبنت الحكومة الليبية اللقاء والتطبيع (لا قدر الله)، هل تستطيع أنت وكتلتك أن تغير من واقع الأمر شيئا!

هل تستطيع الدولة الجزائرية أن تتدخل في شؤون دولة أخرى!

مباشرة تقول نعم باستطاعتنا وفق آليات أن نجعل ليبيا بشقيها المختلفين تابعين لنا.

هنا مباشرة انتقل معك إلى تونس

-ما رأيك لو الرئيس قيس سعيد يستجيب للدعوات التي تدعو لقطع العلاقات مع الجزائر والتطبيع مع الكيان؛ لأن التطبيع يخدم تونس أكثر مما تخدمها علاقتها مع الجزائر، كما يزعم أصحاب تلك الدعوات.

هل تستطيع أنت أو كتلتك العاطفية التي تجتر مصطلح روسيا والصين خانتانا في البريكس أن تغيروا من واقع الأمر شيئا أو أن تفرضوا على تونس عدم التطبيع؟

مباشرة تقل لي: نعم نستطيع وتونس أشقاؤنا، وتستطيع الدولة أن تقدم لهم مساعدات، ولا تجعلهم في قبضة صندوق النقد، وأضف إلى ذلك تحريك عجلة الاقتصاد وذلك عبر دعم السياحة في تونس إضافة إلى تقديم ودائع لـ«البنك المركزي التونسي»، وحينها تأمن وتنجو الشقيقة تونس من فخاخ صندوق النقد ومن فخ التطبيع.

-ممتاز جدا، لكن ارجع معي نصف خطوة للوراء، أكيد تتذكر لما الدولة الجزائرية قدمت مساعدة رمزية لتونس مائة وخمسين مليون دولار هدية، وثلاثمائة مليون دولار قرض، هل تتذكر كيف كان ردكم؟

ألم تخرجوا بصوت واحد نحن أولى بتونس من المساعدات!

ألم يكن شعاركم أين حقي من المساعدات!

-هنا يجب أن تعرف أنك بتلك التصرفات كنت تخدم مشاريع التطبيع، وإن كت تضن أنك تناصر القضايا الوطنية.

-هل أدركت الآن أنك فعلا أداة مسيطر عليها تنفذ أجندات الكيان المحتل، وكل صرخة تصرخها في وجه القرارات السيادية في الجزائر هي خدمة لمشاريع التطبيع.

-هل أدركت أن الذي يحرك الشارع سواء بالتضامن مع الشيخ أو ترويج أسطوانة الفشل في عدم الدخول للبريكس، ثم الفشل الدبلوماسي في ليبيا، هو نفسه يتلقى وينفذ أجندات خدمة لمشروع إسرائيل الكبرى.

-فقط ركز جيدا لما تجد تلك الدعوات، حاول واجتهد وابذل قصارى جهدك لا في نقد دولتك، بل في معرفة مصدر تلك الدعوات.

-حبذا أن تكون هذه رسالة لك لتتدارك الخطأ الآن وليس غد، وحبذا تكون هذه الرسالة سببا لتوقظ في داخلك الشخص الوطني الذي يقدم خدمة أرض الشهداء على مشروع

Please follow and like us:
عنتر فرحات
كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب