عبد المنعم إسماعيل يكتب: الزلازل والفيضانات.. ومهمة الأمة
تتابع القوارع الربانية يضع الأمة بين مسارين لا ثالث لهما:
الأول الإصلاح بعد التوبة من مناهج الضلال والانحراف العقدي بصفة والعلمانية والباطنية بفروعها بصفة خاصة وما نتج عنهما من مدارس وظيفية خدمية نشأت كرد فعل لا عن رؤية ربانية إصلاحية .
الثاني السقوط في مرمى قوارع الإهلاك خاصة سنة الاستبدال والأخذ بدون مجاملة فالله عز وجل لا يربطه بالخلق نسب ولا محسوبية فالأمر طاعة ومعصية طاعة مرتبطة بالأسماء والصفات ومعصية مرتبطة بجحود التوحيد والسنة وفهم الصحابة رضي الله عنهم ومن ثم استمراء الجاهلية المعاصرة بعد تغيير مسماها إلى المدارس العلمانية أو الطرق الصوفية أو الأحزاب الوظيفية أو الجماعات الحرورية التي تنجح في هدم الكتل الصلبة لتصبح الأمة أسراب في محب الريح .
الإصلاح يستوجب الوقوف على المرحلة الزمنية التي انطلقت الأمة بعدها الأمة حاملة لمنهج الله في الأرض تفتح بلاد آسيا وأفريقيا وكانت كمحور ارتكاز لاجتماع الأمة بلا فرقة ووحدتها رغم التنوع في الرؤية وأعتقد أنها تبدأ من عام الوداع كشهادة ربانية على كمال الدين وتمام الملة وإظهارا لرشد الصحابة الذين كانوا في المشهد الرباني يوم الحج الأكبر ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عام الجماعة حين بايع الحسن بن علي رضي الله عنه وعن جميع الصحابة أجمعين يمثل نقطة الانطلاقة للجميع حيث مرت الأمة بمرحلة الكمال النبوي والرشد في خلافة الراشدين ثم كانت الأحداث التي جمعت القلوب حول منهجية سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضبط البوصلة للأمة نحو التوافق وهجر الخلاف حال تمدد مدارس السبئية والسعي نحو هدم النواة الصلبة للأمة ولكن هيهات حال وجود عقول مثل عقل الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين (عام الجماعة) فلا همجية الانقسام بمزاعم خاصة بكل فريق ولا عشوائية الطعن لمجرد تسرب بعض خلايا الباطل الماكر لهدم وتشويه كلا الأخوين المسلمين اللذين يتفقان حول إرادة الحق بلا شبهة وهذا يثبت الأجر لهم جميعا أو الأجرين حين يكونوا يجتهدوا رضي الله عنهم أجمعين.
أن التزكية الربانية للمشهد الأممي يوم حجة الوداع يمثل حراسة لاجتهادات الجمع الكريم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز الطعن في آحادهم بحال من الأحوال مهما كانت الشبهة المسيطرة على عقل الساعي نحو الفهم .
يجب على القارئ للتاريخ أن يضبط البوصلة القلبية له عند هذا المحور الرباني وهو ورضيت لكم الإسلام دينا ثم السعي نحو لزوم الفهم الرباني بقدرية الانتقال بين المنازل النبوة والرشد في الخلافة والملك لأن عدم الفهم بقدرية الأحداث يسقط بعض الدهماء في الطعن في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وخاصة البيت الصالح الأموي رضي الله عن الصحابة منهم أجمعين وسبحان من جمع قلب الحسن بن علي رضي الله عنه على الفاعلية في تحقيق عام الجماعة لتنضبط الأمة حال إرادة علاج التنوع أو النزاع القدري والله المستعان وتكون على موعد مع مرحلتين:
الأولى التصفية وتتعلق بتصفية العقائد العامة للناس من الشركيات وجاهليات الأمم التي دخلت الإسلام حج أو التي نازعت الإسلام خاصة الفرس والروم .
التصفية توجب التخلص من أهواء الباطنية والبدع والضلالة بصورة عامة والعلمانية الجاحدة للشريعة بصفة خاصة.
التصفية توجب الحذر من علماء السوء الذين يزعمون أن الحاكم يحكم بالحق الإلهي الموجب للطاعة المطلقة حال المعصية بمزاعم الاجتهاد والمصلحة أو حال الطاعة استثمارا لدليل صحيح يستعمل في غير زمانه والله المستعان.
التصفية توجب عدم إقامة أصنام أمام العقول بمزاعم قداسة مصنوعة لأحد من العلماء مهما كان وكذلك التصفية لا تقبل هوس أهل الفساد والطعن والتشويه لمجرد الظنون بالخطأ لأصحاب الفضل والمنة من أهل العلم والسنة والله المستعان.
المرحلة الثانية التربية وهي إعادة تربية الجماهير على لا اله الا الله محمد رسول الله من جديد فلا أصنام ولا قبور ولا قوانين
تحكم بغير شريعة الله رب العالمين.
كلمة التوحيد تهدم هوس الباطنية والبدع الشيعية والصوفية والقبورية والعلمانية المختلة ومن ثم تكون الأمة في ما من قوارع السنن أو السقوط في مرمى تيه الهلاك والله المستعان.