العلّامة المُحدّث الشيخ الألباني بخاري القرن العشرين
الشيخ الألباني
الإمام والمحدّث، أبو عبد الرحمن محمد بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني الأرنؤوطي، المعروف بـ اسم “محمد ناصر الدين الألباني”
الميلاد: 1914م، مدينة أشقودرة (عاصمة ألبانيا القديمة)
الوفاة: 2 أكتوبر 1999م، الأردن
– تختلف أو تتفق معه، هو بُخاري القرن العشرين، وأحد المجددين في هذا الزمان، وأمير علماء الحديث في هذا العصر، له الكثير من الكتب والمصنفات في علم الحديث وغيره، وأشهرها صحيح الجامع، والضعيف الجامع، وصفة صلاة النبي.
– ابن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده عالمًا كبيرا، ومرجعًا للناس يعلمهم ويرشدهم.
– هاجرت أسرته إلى دمشق للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو العلمانية، وبدأ في اضطهاد علماء المسلمين، والمتدينين في ألبانيا.
– أتم العلّامة الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
– لم تعجب طريقة التعليم في سوريا، والد الشيخ الألباني، فقرر عدم إكمال ابنه الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علميًّا مركّزًا قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، والتجويد، والنحو والصرف، وفقه المذهب الحنفي، وقد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على يد شيوخ دمشق الكبار في ذلك الوقت.
– أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسّب رزقه منها، وقد وفّـرت له هذه المهنه وقتًا جيدًا للمطالعة والدراسة، وهـيّأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية، والاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
الحديث النبوي
– زار الكثير من الدول للتدريس وإلقاء المحاضرات، منها السعودية وقطر والكويت، ومصر، والإمارات، وإسبانيا، وإنجلترا، وألمانيا وأستراليا ولبنان.
– تخصص الألباني في مجال الحديث النبوي وعلومه وتتلمذ على يديه كثيرٌ من الطلبة، الذين أصبحوا الآن علماء العصر في الحديث، مثل الشيخ الحويني
– له أكثر من 300 مُؤلَّف بين تأليف وتخريج وتحقيق وتعليق.
– تعرض للاعتقال مرتين إحداها قبل عام 1967م، لمدة شهر في قلعة دمشق، وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها ابن تيمية، بعدها انتقل من دمشق إلى عمّان بالأردن وأقام هناك حتى وفاته.
الألباني المخترع العبقري:
– كان الشيخ الألباني عبقريا، لو تفـرّغ للاختراعات والتكنولوجيا لأصبح من كبار المخترعين في العال، ولأضاف للبشرية اختراعات كثيرة ومتنوعة، ومن أهم اختراعاته التي ذكر بعضها الدكتور عبد العزيز السدحان في كتابه: (الإمام الألباني، دروس ومواقف وعِبر)، وكتاب: (الألباني كما عرفته) لـ عصام هادي:
1- جهاز تسخين المياه بواسطة حرارة الشمس
2- تصميم مزوَلة لمعرفة أوقات الصلاة، وهي ساعة شمسيَّة يُعرف بها الوقت من الظل، وهذا الظل يسقط على أرقام مُدَرَّجة بشكل دائريّ.
3- رافعة صممها لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي (تشبه الأسانسير)
4- كان يربي في بيته أنواعا من الطيور كالبط والدجاج والحمام يأكل منها (رحمه الله) هو وأهل بيته، وقد احتاج الشيخ وأهله إلى السفر للعمرة لمدة أسبوعين.. فصنع الشيخ الألباني بيده ومن تصميمه جهازًا في غاية البراعة مؤقتا ومُبرمَجًا بحيث إنه في ساعة محددة يوميًا يفرغ في كل قفص أنواعا معينة وكمية محددة من الحبوب لكل نوع من الطيور، وكذلك في أوقات محددة يوميًا يصب هذا الجهاز كميات من الماء في آنية الطيور، وسافر الشيخ هو وأسرته، ورجع والطيور على ما يرام، تأكل وتشرب في الأوقات المحددة!
5- كان مكان الطيور في منزل الألباني يُبعد عن شرفته قرابة عشرين مترًا، فوضع ماسورة (أنبوب نقل السوائل) طرفها عند شرفته، ونهايتها في مكان الطيور، فكان يضع الحب في رأس الماسورة فينزل إلى الطيور، وإذا أكل شيئًا من اللوز والحَبّ والفواكه، جعل ما بقى من فضلاته في رأس الماسورة لينزل إلى الطيور.
6- كان في منزله في عمّان شجرة تين، وكان يأخذ ثمر التين منها وهو جالسٌ في شرفة المنزل، وذلك عن طريق عصا طويلة من ابتكاره، وذلك أنه جعل العصا مقسّمة متداخلة بحيث يتحكّم في طولها وقصرها حسب اختياره، ووضع في نهايتها كأسًا مدبّبة حادّة، بحيث يسقط فيها التين إذا مسّه برأس تلك العصا.
قالوا عن الألباني:
– قال عنه الشيخ عبد العزيز بن باز: (ما رأيتُ تحت أديم السماء عالمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلّامة محمد ناصر الدين الألباني، فالألباني هو عالم الزمان، ومجدد هذا القرن)
وعن حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”.. سُـئِـل الشيخ ابن باز، مَـن مجدد هذا القرن؟، فقال: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر.
– أما خصومه فيقولون إنه كان سلفيا متشددا (وهابي)، وكان متكبرا، لا يرى غير نفسه، ويرفض الرأي الآخر، وكل جديد، وكان من أعداء التجديد والفقه العصري، بالإضافة إلى حروبه الشرسة ضد من يختلف معهم، مثل الشيخ محمد الغزالي والقرضاوي وغيرهم، فقد كان الألباني لا يحب الغزالي، وظل يسخر منه ويهاجمه بضراوة حتى بعد موته، وكان يرفض المدرسة المصرية كلها، لأنها عقلية، وهذا كان من أسباب النفور الحاد بينه وبين معظم العلماء المصريين.
– ما زالت الحروب الطاحنة تدور حول الألباني، وما زالت سهام أعدائه تمزّق في سيرة الرجل بعد موته، وهو الذي تجاهلها حيًّا.. فقد كان الرجل صلدا لا يعبأ بشيء، ولا يجادل أحدا، ولا يرد على الاتهامات، ولا يتناقش مع أحد،.. ويرفض مقابلة أي أحد…
أغلق عليه بابه، واعتزل الناس، وتـفـرّغ للحديث النبوي.. ولذا اتهموه بالصّلف والغرور، وادّعاء العلم!
———————-
المصدر: (موسوعة: “شموسٌ خلفَ غيوم التأريخ” – الجزء الأول – يسري الخطيب)