“القدسُ موعدنا”.. شعر: رأفت عبيد (أبو سلمى)
ولم يكُ في مخيلتي التي شابت
خيالٌ أن موعدنا هو القدسُ
فصبَّحني صياحُ المجدِ في ألقٍ
ومن غيم الدجى صاحتْ بيَ الشمسُ
ألم تبصر رجالَ القدسِ قادمةً
مدمدمةً، يعانقُ عزمَها البأسُ
ولم نبصر .. سوى للعزِّ ألويةً
لنا من نورها الهادي زهى قبَسُ
وغـــزّةُ وجهُها الأبهى يطالعنا
وعاد بها إلى أوطاننا العُرسُ
هو الإيمانُ غارسُ أرضها أملًا
ليُزهرَ في روابي عِــزّها الغَرسُ
أهوى الأسودَ بشَعبِ المجدِ غاضبةً
فإذا الهواءُ عن الأنجاسِ ينحبسُ
ماتَ الغرورُ ومات الكِبرُ مُنتكِسًا
في ظلمةِ الظلْمِ كم ذا راح يرتكِسُ
جفَّتْ دماءُ كلابِ الأرض قاطبةً
وإذا الكيــــــــــانُ بقاعِ الذُلِّ ينغمسُ
شقَّ الإباءِ صفوفَ الخزيِ نافقةً
بيدِ الأكابر يسكُنُ جوفَها الخَرَسُ
قل للبُغاةِ وكلُّ الأرضِ تحرسُهمْ
حُم القضاءُ فما يجديكمُ الحَرَسُ
هذي المَهانةُ دبَّتْ بين أضلعِكمْ
نارًا من الرُّعبِ كم يُشوَى بها النفَسُ
إني رأيتُ بعين الحقِّ مبصرةً
كيفَ البلاءُ ذوي البهتانِ يختلِسُ
هذا الكيــــــــانُ حَريٌّ أن يطاردَهُ
شَبَحُ الفناءِ ، له الخُسرانُ يُلتَمَسُ
أهوى بغزةَ خيلَ الحقّ ضابحةً
فرسانُها الصِّيدُ منها العِزُّ ينبجسُ
لن يسطع النورُ إلا من وجوههمُ
والبدرُ يَعرِفُ سِحرَ جمالهِ الغلَسُ