الأمة الثقافية
“من البحرِ جئتُ”.. شعر: سلطان إبراهيم المهدي
” تحية إلى أبطالنا الذين اقتحموا ثكنات العدو من جهة البحر”
——————-
من البحر جئتُ وذا زورقي
تحدّى الرياحَ لكي نلتقي
أسابقُ شوقي إلى لحظةٍ
توفِّي لربيَّ بالموثقِ
على الماءِ سرتُ إلى مقصدي
أُجدِّفُ للشطِّ لم أُرهَقِ
هو البحر حيّا أسود الفدا
وقد فتحوا الثغر في المُغْلَقِ
أتوا للعدو على غفلةٍ
فأخرَسَهُ الخوفُ لم ينطقِ
هناك تألّق أبطالنا
إلى المجد سابقَ مَن يرتقي
هنالك أزجى السلاح لهم
رسائل في الحرب لم تُسْبَقِ
َوأظهر ما كان تحت الغطاءِ
هل الوهمُ غرَّ سوى الأخرقِ؟!
هناك تكشَّفَ جُبْنُ العِدا
وأعلن عن ضعفه المُطلَقِ
ولاح لنا الصبح بعد انتظار
فبدّد ليل الجوى المُقْلِقِ
وهدّم أسوار طغيانهم
وحطّمَ قيدَ الأسى المُطبِقِ
أبان الطريق لمن قد سعى
فأسفر وجه الفدا المشرقِ
من الآن فلتحذروا جندنا
ففي الماء غاص ولم يَفْرَقِ
فهذي البحار نجاة لنا
وبشرى لكم بالردى المغرقِ