عندما أراد خامنئي إسكات أي صوت احتجاجي وانتفاضة من خلال تعبئة قواته، خرج المواطنون البلوش الشجعان في زاهدان إلى التظاهرة مرة أخرى. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، سار المتظاهرون في شوارع زاهدان وهتفوا «الموت لخامنئي» و«سأخذ بثأرك أخي الشهيد».
فضلا عن أعمال وحدات المقاومة الخارقة لأجواء القمع والخنق في مدن مختلفة في جميع أنحاء إيران.
كما كان بحوزتهم مكتوبات بخط اليد تحمل عبارات مثل «شعار أبناء بلوشستان، الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي» و«زاهدان، خندق المقاومة ضد دكتاتوريتي الشاه وولاية الفقيه».
وبهذه الطريقة، أظهر مواطنو بلوشستان الشجعان تصميمهم وعزم جميع أبناء الشعب الإيراني على مواصلة الانتفاضة حتى الإطاحة بنظام ولاية الفقيه اللاإنساني وإثمار دماء الآلاف من الشهداء المراقة على الأرض في النضال ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي.
كانت مظاهرة زاهدان عبارة عن صفعة قوية بوجه خامنئي، الدجال والداعي للحرب منذ سبعة أيام، يحاول هذا الدكتاتور المخادع كبح جماح الأزمات التي تحدث في إيران وأهمها انتفاضة الشعب الإيراني والتعتيم عليها من خلال الترويج للحرب وترديد شعارات وذرف دموع التماسيح على أبناء غزة.
بينما لا تزال نيران الحرب والقصف مشتعلة في غزة، وكل يوم يسقط المزيد والمزيد من الضحايا من النساء والرجال والأطفال والكبار والصغار، في حين انهارت عشرات الآلاف من المنازل على سكانها ومئات الآلاف من الناس فقدوا منازلهم، تائهين ونازحين في الصحاري، فإن الولي الفقيه المتعطش للدماء والمروج للحرب، الذي يترصد باستمرار الفرصة لقطع طريق انتفاضة الشعب الإيراني، اغتنم الفرصة لانتشال سفينة نظامه المنكوبة بفعل أمواج الانتفاضة الساحقة من غمرتها في أزمات عديدة، وإطالة عمر نظامه.
يريد خامنئي إصابة عدة أهداف بسهم واحد؛ كما حدث خلال الحرب المناهضة للوطن مع العراق، لإسكات صرخات المحرومين والمسلوبين من حقوقهم ومطالب الطبقات المنهوبة بضجيج الحرب؛ ومن خلال الهتافات والوعود بالفتح والنصر، وهو بحاجة إلى أن يرفع الروح المعنوية لقواته المتدهورة، ويلم شمل التيارات الهامشية من النظام والعناصر الساخطة إلى جانبه ويجبرهم على التصرف مثلما فعل محمد خاتمي وحسن خميني، أو ترهيبهم ووضعهم في صفه أو يخمد أصواتهم.
ومن أجل تخويف الملالي في الحوزات الدينية وجر أكبر عدد ممكن من الملالي الصامتين إلى تصرفاته الخداعية، قام خامنئي الأربعاء 11 أكتوبر بتكليف الملا خاتمي للقيام بإجراء تنكيلي لينظم مظاهرات وتجمعات في قم بشعار “الحوزة ليست مكان المنافقين”.
لكن السؤال المطروح هو هل الولي الفقيه العاجز قادر على السيطرة على أزمة السقوط بهذه الخدع؟ إن تظاهرة أهالي زاهدان وشعاراتهم الثورية يوم الجمعة، باعتبارها شرارة من بركان الغضب المنفلت من المواطنين في جميع أنحاء إيران، هي إجابة واضحة على هذا السؤال وضربة مدوية لألاعيب خامنئي.