أقلام حرة

مريم رجوي تكتب: السياسة الصحيحة الوحيدة هي إسقاط النظام في إيران

وجهت رسالة لمؤتمر في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي شارك فيه أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي، فيما يلي نصها:

حضرات أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الشخصيات الموقرة، أحييكم جميعا.

إن اجتماعكم حول موضوع إیران يحمل رسالة مهمة يحتاجها العالم أكثر من أي وقت مضى. وترکّز هذه الرسالة على أساس ومصدر الحروب والأزمة في الشرق الأوسط، أي النظام الإيراني. والرسالة هي: لا تغضوا الطرف عن مصدر الترويج للحرب في المنطقة!

في مثل هذه الأيام من العام الماضي، حدثت انتفاضة كبيرة في إيران، أظهر فيها الشعب الإيراني معارضته لأي نوع من الديكتاتورية تحت شعار «لا للشاه ولا للملالي». وفي تلك الانتفاضة قتل الملالي 750 شابا. تم اعتقال وتعذيب 30 ألف شخص. وفي انتفاضة 2019 أیضاً قتلوا 1500 شخص

يرجى التفكير في هذه الأرقام. إن ما يجري في إيران هو حرب كبيرة بين الشعب الإيراني والنظام الحاكم، ويمكنكم رؤية انعكاسها في الشرق الأوسط.

حاجة النظام الإيراني إلى إثارة الحرب في المنطقة

يحتاج الملالي إلى إشعال الحرب في المنطقة  بهدف الحؤول دون سقوط نظامهم. لقد قال خامنئي مراراً وتكراراً إنه إذا لم نقاتل في العراق وسوريا ولبنان وغزة، فيجب علينا القتال في مدن إيران.

دعونا نتخيل لو لم يكن هذا الطغيان الديني الوحشي حاكما في إيران، في هذه الحالة لكان من الممكن أن يكون الوضع في العراق مختلفا، ولم تكن سوريا واليمن غارقتين في الحرب، ولم يكن لبنان يعاني من معاناة طويلة، ولم يكن هناك الكثير من معوقات السلام في المنطقة.

والآن دعونا نستعرض بعض الهجمات الإرهابية التي قام بها هذا النظام خارج إيران: تفجیر مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، وانفجار أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية، ومقتل ما لا يقل عن 600 جندي أمريكي في العراق.

ولكن اليوم، جعل الملالي الشرق الأوسط غارقاً في النار والدماء، وقال خامنئي إنه فخور بذلك. وقال وزير مخابراته أيضاً: هذا فتح الفتوح.

وأهم نتائج هذه التجارب:

المهادنة مع نظام الملالي عمل كارثي. لقد أدرك العالم منذ سنوات أن هذا النظام غير قابل للإصلاح ولا يغير سلوكه. والآن يتعين على العالم أن يعترف بأن النظام الإيراني غير قابل للاسترضاء. كل امتياز تعطونه لهذا النظام يجعله وقودا لمزيد من الحروب.

ونتيجة أخرى:

لن ينجح أي حل في الشرق الأوسط إلا إذا تم استهداف رأس الأفعى في طهران. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الوقوف إلى جانب نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإسقاط النظام.

السياسة الصحيحة الوحيدة هي إسقاط النظام في إيران

إن تغيير النظام في إيران يشكل السياسة  الدولیة الصحيحة الوحيدة. سياسة ضروریة للسلام والهدوء في المنطقة والعالم. إن تغيير النظام في إيران هو سياسة عملية يحققه شعب إيران ومقاومته.

يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي. قلت في ديسمبر من العام 2003 إن خطر نفوذ النظام في العراق أكبر من الخطر النووي بمائة مرة ، وقد أكدنا مرارا وتكرارا أنه لا ينبغي السماح للنظام الإيراني باستخدام العراق لتوسيع نفوذه في المنطقة. لكن للأسف، بدلاً من الوقوف أمامه في العراق، تركوا الأبواب مفتوحة له. وبدون النفوذ في العراق، لم يكن النظام ليتمكن أبداً من نشر الحروب والمجازر إلى  جمیع أنحاء المنطقة وإلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

هذه الأخطاء خلّفت كارثة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. إن التجاوب مع طلبات النظام بإدراج مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة في قوائم الإرهاب والضغط عليهم في دول مختلفة، بما فيها ألبانيا، هو استمرار لنفس الأخطاء الكارثية. يجب أن ينتهي تطبيق القيود المختلفة ضد المجاهدين في أشرف 3 في ألبانيا، وينبغي الاعتراف بحقوقهم، كما أكدها القرار 627 لمجلس النواب الأمريكي، في إطار اتفاقية جنيف، والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وحقوق الإنسان الدولي.

ثلاث خطوات ضرورية لمواجهة النظام الإيراني

والآن لا بد من القيام بثلاث خطوات في التعامل مع هذا النظام:

أولاً،  یجب وقف سياسة تخفيف العقوبات ضد النظام. وقد جنی النظام من هذه السياسة حوالي 100 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية. وبدلاً من ذلك، ينبغي تفعيل آلية الزناد وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الستة ضد المشاريع النووية للنظام. إن معارضة الحزبين في الكونغرس ومجلس الشيوخ ضد حصول النظام على 6 مليارات دولار هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لأن أي نوع من التسهيلات ومنح الأموال للنظام يخدم الإرهاب في الخارج والقمع داخل إيران. وباعتباره تهديداً عاجلاً للسلم والأمن العالميين، فلابد من وضع النظام تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ثانياً، يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام، ويمكن لمجلسي النواب والشيوخ تحويل ذلك إلى السياسة الرسمية للولايات المتحدة من خلال إقرار القوانين.

ثالثا، ينبغي لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين دعم شرعية قتال الشباب الإيرانيین ضدقوات الحرس الإرهابية.

ليس لدي أدنى شك في أن حزمکم ضد هذا النظام الشرّير يبعث برسالة قوية إلى طهران. الشعب الإيراني ومناضلوه من أجل الحرية لا ينسون أبدًا أولئك الذين وقفوا إلى جانبهم في الأوقات الصعبة.

شكرا لكم جميعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى