عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات حلقة نقاش يوم الأربعاء 8-11-2023، حول مسارات معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتداعيات المحتملة، خصوصاً على الساحة اللبنانية، بحضور ومشاركة نخبة مختارة من الخبراء والباحثين والمختصين في الشأن الفلسطيني.
افتتح مدير عام المركز الدكتور محسن محمد صالح حلقة النقاش التي توزّعت على جلستين، مشيراً إلى سقوط نظرية الردع لدى الكيان الصهيوني، وإلى الموقف الأمريكي وبعض الدول الكبرى المساندة لـ«إسرائيل»، وعن الرسائل المختلفة التي أعطتها المعركة وعلى رأسها أن الإنسان الفلسطيني لا يمكن تطويعه، وأنه لا يمكن تجاوز الملف الفلسطيني أو إغلاقه.
ناقشت الجلسة الأولى من حلقة النقاش تطورات معركة طوفان الأقصى والعدوان على غزة ودلالاتها، وتناول المشاركون المناخ السياسي الذي كان سائداً في المنطقة والعالم قبل العملية، والذي كان من أهم ملامحه تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وسقوط مسار التسوية، وإنهاء حل الدولتين، وتصاعد برامج تهويد القدس والمسجد الأقصى.
حيث جاءت المعركة لتحدث هزة إستراتيجية كبيرة كان لها ارتدادات واسعة على الكيان الصهيوني، ومفهوم الأمن لديه، وضربت ثقة المجتمع الإسرائيلي بالجيش، وبالمقابل رفعت ثقة المجتمع الفلسطيني بالمقاومة، وأعادت تجديد القضية الفلسطينية على مستوى العالم، وجدّدت الثقة بموضوع التحرير والعودة.
وأكّد المشاركون على أن اختيار وقت العملية كان مهماً جداً وكان أثره تاريخياً، وأنّ الكيان الإسرائيلي لم يحقق أي «إنجاز» في الميدان باستثناء قتل المدنيين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنّ جميع ما يتم تداوله دولياً من أفكار لما بعد المعركة حول إنهاء سيطرة حماس على القطاع، وإيجاد بدائل لحكم غزة، وفكرة تهجير الفلسطينيين، جميعها أفكار غير واقعية، والميدان هو من سيحدد مستقبل قطاع غزة.
وناقشت الجلسة الثانية انعكاسات طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة على البيئة الفلسطينية واللبنانية، ودور الأكاديميين ومراكز الدراسات في خدمة القضية الفلسطينية. وناقش المشاركون تنزيل فكرة وحدة الساحات والجبهات على الأرض، وأنه لا بدّ من رؤية واضحة وبرنامج عملي فعَّال للتمكّن من تنفيذها.