فهناك أدلة قوية على قيام قوات الاحتلال خلال عملية طوفان الأقصى بقصف أهداف ومواطنين صهاينة بما في ذلك معبر إيرز كيبوتس بئيري، ومهرجان نوفا للموسيقى الإلكترونية.
غير إن شهادات الناجين من طوفان الأقصى، بالإضافة إلى الإجراءات الموثقة السابقة للقوات المسلحة الصهيونية ضد الجنود والمدنيين الأسرى، تثير تساؤلات حول السبب الحقيقي وراء ارتفاع عدد القتلى في عملية طوفان الأقصى، خاصة أن حماس كانت تستهدف بالأساس الحصول على أسرى صهاينة لمبادلتهم بالمعتقلين في سجون الكيان، بحسب شبكة الأخبار الحقيقية (تي آر إن إن) هي منظمة إخبارية أمريكية معنية بالصحافة الاستقصائية.
صحيفتين تًكذب الكيان
وكشف تقريران لأكبر صحيفتين في الكيان أن مروحيات عسكرية صهيونية فتحت النار على مسلحين فلسطينيين ولكنها أصابت مواطنيها الذين كانوا يشاركون في مهرجان خلال هجوم شنته حماس ضد الكيان في 7 أكتوبر.
وقالت صحيفة هآرتس الصهيونية إن هذا ظهر من تقييم أمني استند إلى تحقيق أجرته الشرطة مع مقاتلي حماس الذين اعتقلوا في 7 أكتوبر وذكرت صحيفة هآرتس أن مروحية عسكرية وصلت إلى موقع المهرجان وفتحت النار على المسلحين، لكنها أصابت أيضاً العديد من المشاركين في المهرجان.
وقالت، بحسب التقييم، إن مقاتلي حماس لم يكن لديهم معلومات مسبقة عن المهرجان الذي أقيم بالقرب من كيبوتس رعيم، بالقرب من الحدود مع غزة لأن الحفل تم تمديد موعده قبل الهجوم بفترة قليلة، ولذا تعتقد الشرطة الإسرائيلية بأن حماس لم تكن على علم بوجود المهرجان.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد تحدثت أيضاً عن هجوم مروحيات الجيش على الحفل وذكرت الصحيفة أن القوات “وجدت صعوبة في التعرف على مقاتلي حماس”، مضيفة أن طياري المروحيات “استخدموا المدفعية” ضد المدنيين في المهرجان.
ولكن اللافت في تقرير الصحيفة قولها أنه “بعد كشف الخدعة اضطرت مروحيات أباتشي إلى التحرر من كل القيود” يؤشر ذلك إلى احتمال أن القوات كانت تعلم بأن مقاتلي حماس اندسوا داخل الحشود الصهيونية وقصفت هذه الحشود عمداً بما فيها من صهاينة وفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إنه “عندما أدركوا ذلك، قرر بعضهم استخدام القذائف المدفعية ضد مقاتلي حماس بشكل مستقل، دون الحصول على إذن من رؤسائهم” وقدرت الشرطة عدد القتلى في المهرجان بـ364 شخصاً، لكنها لم تكشف عن هوياتهم، وليس هناك تقديرات إسرائيلية بشأن عدد من قتلهم الاحتلال من الصهاينة من هذا العدد، ولكن هناك مؤشرات على أن أغلبهم قتلوا على يد الجيش.
وتتعارض تفاصيل التحقيق مع الرواية الرسمية للكيان الهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الفلسطينية والذي زعم أن مسلحي حماس قاموا بذبح المحتفلين في المهرجان.
وقتلت قوات الكيان أكثر من 12300 فلسطيني في هجماتها الجوية والبرية على قطاع غزة منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس. وفي الوقت نفسه، تم تخفيض العدد الرسمي من القتلى الإسرائيليين نحو 1400 إلى حوالي 1200.
حُسن معاملة المقاومين
قالت ياسمين بورات (44 عاماً) التي قبض عليها من قبل مقاومي حماس لفترة خلال طوفان الأقصى قالت إن مدنيين صهاينة قُتلوا “بلا شك” على يد الجيش الصهيوني وشاهدت بورات شريكها، الذي قيد آسروها الفلسطينيون يديه، يتعرض لإطلاق النار من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية، ثم قاموا بإلقاء قذيفتي دبابة على المنزل الذي كانت فيه.
كانت بورات قد فرت قبل ذلك من مهرجان الموسيقى الإلكترونية الذي تعرض للهجوم، والذي أقيم بين كيبوتس بئيري وكيبوتس رحيم، والذي يضم أيضاً قواعد عسكرية مدمجة بداخلهما وتعرض هذان الكيبوتسين للهجوم. وتم أخذ العديد من الأسرى منهما.
ياسمين بورات، هربت إلى كيبوتس بئيري، ودخلت إلى منزل مع شريكها، وبعد ذلك تم أسرهما للحظات من قبل مسلحين.
وروت للإذاعة الوطنية الصهيونية أنه عندما وصلت القوات الخاصةط، بدأت بإطلاق النار على الجميع، وأن معظم الأسرى، إلى جانب مسلحي حماس، وقعوا في مرمى النيران، وأن الجميع قُتلوا باستثنائها وأسرتها، التي استخدمت من قبل مسلح كدرع بشرية لضمان سلامته قبل أن يستسلم.
معاملة إنسانية
وقالت إن المقاتلين الفلسطينيين عاملوهم والآخرين “بإنسانية”، بعد أن فرت من مهرجان نوفا للموسيقى وبعد أن نجحوا في إخراجهم من المنزل واحتجزوها مع أسرى إضافيين وقالت: “بعد ساعة نجح المسلحون في فتح باب الملجأ وأخرجونا نحن الأربعة، اقتادونا إلى منزل كان فيه 8 رهائن إضافيين.. فأصبحنا 12 رهينة مع 40 مسلحاً كانوا يحرسوننا”.
تكذيب رواية الكيان
وأضافت: “لقد قضى الجيش الإسرائيلي على الجميع، بمن في ذلك الرهائن”، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي. “كان هناك تبادل لإطلاق النار كثيف للغاية” وحتى قصف بالدبابات وكذبت المواطنة الصهيونية رواية الاحتلال حول تعذيب كتائب القسام للرهائن في مستوطنات غلاف غزة أثناء عملية “طوفان الأقصى”.
وقالت إن الرهائن كانوا في مرمى النار المتبادلة بين القوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، أجابت رداً على سؤال عمّا إذا كانت تعتقد أن قوات الاحتلال هي من أطلقت النار عليهم بأن ذلك “أحد الاحتمالات المهمة” وغالباً كانوا يحاولون قتل مقاومي حماس، هم (القوات الإسرائيلية) ولكنهم قتلوا الجميع”.
الأخطر أن بورات كشفت أيضاً عن تفاصيل أخرى تتعلق بالحادثة، مشيرة إلى إطلاق قذائف من دبابة نحو بيت صغير، مشيرة إلى أن كل من كان في البيت قد قتل ما عدا فتاة اسمها هداس داغان نجت وحول من كان يتحمل مسؤولية مقتل الرهائن، أجابت ياسمين بطريقة تشير إلى أن قوات الاحتلال ربما تكون وراء تلك الأحداث.
قدمون للرهائن الماء
وأكدت ياسمين أن عناصر حماس كانوا يقدمون الماء للرهائن ويحاولون تهدئتهم عندما شعروا بالتوتر، مشيرة إلى أن الشعور كان مخيفاً، لكن لم تتعرض لأي أذى بالرغم من الظروف الصعبة.
وبالتالي تُحطم شهادة ياسمين بورات في رواية الاحتلال الكاذبة عن عناصر حماس، وهذه ليست الحادثة الوحيدة التي تكشف فيها شهادات مستوطنين عن تفاصيل مختلفة عن الرواية الرسمية. وكانت مستوطنة قد تحدثت عن أن عناصر حماس رفضوا إيذاءها وطفليها، حيث لفتت إلى أن أحد المقاومين قال لها بالإنجليزية: “لا تقلقي نحن مسلمون، لن نؤذيكم”.
تعمد قتل مواطنيه
هناك أدلة متزايدة على أنه في القتال الفوضوي الذي حدث بمجرد دخول مقاتلي حماس إلى الكيان في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قرر الجيش استهداف ليس فقط مقاتلي حماس، بل أيضاً الأسرى الإسرائيليين معهم، وأن الأمر لم يتم بالخطأ، حسبما ورد في تقرير لشبكة الأخبار الحقيقية (TRNN) .
وقال توفال إسكابا، عضو الفريق الأمني لكيبوتس بئيري، للصحافة الصهيونية، إنه أنشأ خطاً ساخناً للتنسيق بين سكان الكيبوتس والجيش وقال لصحيفة هآرتس إن يأسه بدأ يتسلل إلى داخله. واتخذ القادة الميدانيون قرارات صعبة، بما في ذلك قصف المنازل على ساكنيها من أجل القضاء على من وصفهم بـ”الإرهابيين والرهائن” وذكرت الصحيفة أن القادة الإسرائيليين “اضطروا إلى طلب غارة جوية ضد منشآتهم داخل معبر إيريز (منطقة عسكرية) إلى غزة من أجل ضرب المقاومين الذين سيطروا على المنطقة”.
ولفت التقرير إلى تخفيض الكيان عدد قتلاها من نحو 1400 إلى 1200 ومن بين هذا الرقم عدة مئات من المدنيين، الذين تقول دولة الإحتلال إنهم قتلوا على يد نشطاء حماس. وتشير شهادات أخرى من الناجين من حادثة 7 أكتوبر إلى تفسير بديل، وهو أن القادة الإسرائيليين، أثناء هوسهم بهزيمة حماس، ربما استهدفوا الجنود والمدنيين الإسرائيليين وضحوا عن طيب خاطر بهم في تبادل إطلاق النار، حسبما ورد في التقرير الذي أعده كريس هيدجز الصحفي الحائز جائزة بوليتزر رئيس مكتب الشرق الأوسط ورئيس مكتب البلقان السابق لصحيفة نيويورك تايمزو من خلال حوار مع الصحفي والمدون الأمريكي ماكس بلومنثال محرر موقع The Grayzone.
نتنياهو ترك الصهاينة اليساريينيقول ماكس بلومنثال: إن هناك أسيرة كانت في يد حماس لفترة يبدو أنها من أحد الكيبوتسات التي تم أسر أكبر عدد من الأسرى فيها، والتي تقع بالقرب من نير عوز.
إنه كيبوتس يضم الكثير من الأشخاص، أكثرهم من يسار الطيف السياسي الصهيوني، الذين قد ينتقدون نتنياهو. لذا فقد لا يكون نتنياهو وحكومته على استعداد للتعامل معهم بشكل إيجابي لكن إحدى هؤلاء الرهائن، وهي امرأة مسنة، ظهرت أمام الكاميرا من المكان الذي كانت محتجزة فيه داخل غزة ووجهت انتقادات شديدة لنتنياهو، وقالت: ليس لديك أي رغبة في الوصول إلينا. ماذا تفعل؟ توصلوا إلى وقف لإطلاق النار، وتفاوضوا من أجل إطلاق سراحنا، وأخرجونا من هنا. لقد قتلت بالفعل 50 منا.
قاعدة هانيبال
ويرى التقرير أن عملية قتل المواطنين الإسرائيليين من قبل الاحتلال خلال عملية طوفان الأقصى لم تتم بالخطأ بل نتيجة قاعدة أو توجيه بات الجيش يتبعه اسمه توجيه هانيبال، وسُميت على اسم الجنرال القرطاجي الذي سمم نفسه بدلاً من أن يتم القبض عليه من قبل الرومان.
وضعت هذه القاعدة في عام 1986 بعد أسر جنود صهاينة، ويهدف هذا التوجيه إلى منع وقوع القوات الصهيونية في أيدي العدو من خلال الاستخدام الأقصى للقوة، حتى على لو أدى ذلك إلى قتل الجنود والمدنيين الأسرى.
تم تنفيذ التوجيه خلال الهجوم الصهيوني على غزة عام 2014، المعروف باسم عملية الجرف الصامد. حيث أسر مقاتلو حماس في 1 أغسطس 2014 جندياً إسرائيلياً هو الملازم هدار جولدن. ورداً على ذلك، أسقطت إسرائيل أكثر من 2000 قنبلة وصاروخ وقذيفة على المنطقة التي كان محتجزاً فيها. قُتل جولدن مع أكثر من 100 مدني فلسطيني. وكان من المفترض أن يتم إلغاء التوجيه في عام 2016.
غارات غير مسبوقة
يقول ماكس بلومنثال: “تروج إسرائيل الآن قصصاً جديدة عن أطفال خبزتهم حماس في الأفران، وسمعنا من قبل قصصاً عن أطفال مقطوعين من أرحام أمهاتهم على يد ما يسمى بإرهابيي حماس، وعن الاغتصاب للنساء بعد أخذهن، والاغتصاب الجماعي في شوارع مدينة غزة”.
واعترف البيت الأبيض بكذب رواية قطع الرؤوس بعدما رددها بايدن كل هذه الأكاذيب تم تكرارها وطرحها من أجل إعطاء الكيان الحرية لتنفيذ هجوم الإبادة الجماعية الذي نشهده الآن في غزة.
الحصول على الأسرى
يضيف ماكس بلومنثال “ما زلت أحاول فك غموض هذه الأكاذيب وبدأت تحقيقي عندما بدأت الشهادات تتسرب إلى وسائل الإعلام الصهيوني والتي تناقض القصة الرسمية للكيان بشأن يوم 7 أكتوبر”.
فالرواية الرسمية، التي قيلت للأمريكيين والصهاينة، هي أن “إرهابيي” حماس اقتحموا جنوب البلاد وبدأوا في إطلاق النار وقتل الناس بشكل عشوائي. ثم أحرقوهم أحياء، وقيدوا عائلات بأكملها في منازلهم، ثم أحرقوهم جميعاً، بطريقة ما، وأحرقوا السيارات وأحرقوا الناس في سياراتهم أثناء محاولتهم الفرار، ونفذوا عملية إطلاق النار الجماعية الضخمة هذه. يبدو من الواضح أن العديد من الصهاينة غير المقاتلين قتلوا برصاص مسلحي حماس، لكن هذا هو المكان الذي تنتهي فيه القصة الرسمية.
وأضاف “ما تمكنت من تحديده من خلال هذه الشهادات، بالإضافة إلى التحليل الأساسي والمرئي للصور التي طرحها وزير الخارجية الصهيوني ووزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء، هو أن الكيان استخدم القوة غير المتناسبة مع مواطنيها من أجل القضاء على حماس”.
دوافع سياسية
يعد طوفان الأقصى هو هجوم عسكري ذو دوافع سياسية من قبل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وكان يهدف إلى انتزاع تنازلات سياسية من دولة إسرائيل، التي تحاصر قطاع غزة منذ 15 عاماً”، حسب تعبيره ويقول ماكس بلومنثال: “من المهم أن نفهم أن الهدف الرئيسي من الهجوم العسكري الذي شنته حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني كان جمع أكبر عدد ممكن من الأسرى، وخاصة الجنود الإسرائيليين، من أجل إطلاق عملية تبادل الأسرى التي شهدناها عندما تم إطلاق سراح جلعاد شاليط في عام 2011” فالجندي الصهيوني الذي تم أسره عام 2006، مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً، بمن فيهم قائد حماس غزة الحالي، يحيى السنوار. لذا فإن عملية طوفان الأقصى هذه برمتها تُفهم على خلفية تبادل الأسرى.
لذلك تم إرسال المسلحين بخرائط تفصيلية إلى المراكز السكانية والقواعد العسكرية. ومن الواضح أنهم تلقوا تعليمات في القواعد العسكرية بمهاجمة وقتل الجنود الذين كانوا يفرضون الحصار على غزة، وقاموا بالمذابح التي وقعت في القطاع خلال السنوات الماضية.
لكن عندما انطلقت مروحيات أباتشي في الصباح. بدأ الهجوم حوالي الساعة 6:00 صباحاً عند الفجر، وبحلول الساعة 10:30 صباحاً، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الصهيوني، كانت جميع فرق الكوماندوز التابعة للقوات الخاصة وفرق حماس المدربة جيداً قد غادرت بالفعل.
بحلول تلك اللحظة، كان هناك سربان من طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي قد تم إرسالهما، ولم يكونا حتى بكامل قوتهم حتى الساعة 12:00 ظهراً.
قامت هذه الطائرات بقصف عدة مواقع كانت حماس قد سيطرت عليها منها معبر إيريز، وكيبوتس بئيري، وهو الموقع الذي سجل أكبر عدد من الضحايا من غير المقاتلين. لقد أحصيت ما يقرب من 150 من بين عدد القتلى المؤكد الذي نشرته صحيفة هآرتس ومعظمهم لم يكونوا جنوداً. هؤلاء هم الأشخاص الذين وقعوا في مرمى النيران، وحاول مسلحو حماس أسرهم، وكانت هناك مواجهات في منازلهم. وبحلول الوقت الذي وصلت فيه القوات الخاصة الصهيونية، كانت العديد من تلك المواجهات قد انتهت أو تم إنهاؤها ببساطة عن طريق قصف منازل الناس بالدبابات.
كيبوتس بئيري
يقول بلومنثال: “إذا نظرت إلى صور كيبوتس بئيري إنها تشبه المنازل التي قصفت في غزة، لأنها يبدو أنها تعرضت لقصف الدبابات والمدفعية الإسرائيلية. لأنه من غير الممكن أن يكون بمقدور مسلحي حماس أن يلحقوا هذا القدر من الضرر الهيكلي بهذا الكيبوتس بأكمله باستخدام الأسلحة الصغيرة التي كانوا مجهزين بها؛ مثل أسلحة الكلاشينكوف وبعض الآر بي جي”.
ذهبت موقع I24، هو شبكة دعائية ترعاها وزارة الخارجية الصهيونية، بالفعل إلى هذا الكيبوتس في جولة إرشادية وقالت إنها شاهدت آثار الدبابات في كل مكان. ما حدث هناك واضح وقد صرح به بوضوح المنسق الأمني لكيبوتس بئيري، الذي كشف أنه كان على الخط الساخن مع القيادة العسكرية الإسرائيلية وقرروا قصف المنازل فوق ساكنيها، بما في ذلك المدنيون الصهاينة.
ويقول تقرير تقرير شبكة الأخبار الحقيقية (TRNN) الأمريكية إنه بناء على حجم الدمار في 7 أكتوبر “علينا أن نتساءل عما إذا كان توجيه هانيبال قد تم تفعيله في ذلك اليوم”.
الاحتلال قصف معبر إيريز
ولم يقتصر الأمر على قصف المدنيين الإسرائيليين بل شمل الجنود، حيث قصف الاحتلال معبر إيريز بعد سيطرة حماس عليه؛ مما أدى إلى قُتل العديد من الجنود فهناك أضرار هيكلية جسيمة لحقت بسقف معبر إيريز، وهو أمر يؤشر لتعرضه لقصف جوي أو مدفعي.
وفي كيبوتس بئيري حيث كان هناك قصف بالدبابات، ثم لدينا طيارو مروحيات أباتشي في الهواء الذين ذكروا في شهاداتهم باللغة العبرية لوسائل الإعلام الإسرائيلية أنه ليس لديهم معلومات استخباراتية ولا توجد طريقة للتمييز بين المدني والمقاتل على الأرض ومع ذلك، طُلب منهم تفريغ ذخيرتهم بالكامل، ثم العودة إلى القاعدة، وتعبئة خزاناتهم مرة أخرى، وإعادة تحميلها، ثم إطلاق النار على أكبر عدد ممكن من السيارات والأشخاص على الأرض حيث تم تجاهل هذه الشهادات تماماً من قبل وسائل الإعلام الغربية.
ويتساءل التقرير: “هل تم تشجيعهم على قتل الأسرى أو إطلاق النار على السيارات التي اعتقدوا أنها تحتوي على أسرى؟” يعلق التقرير: “نحن لا نعرف. ولكن ما حدث يبدو أنه يشبه نفس العقيدة العسكرية المستخدمة في غزة: أي مدني يكون هدفاً عسكرياً إذا كان (جاراً للمقاومة)” والكيان يسميها في الواقع “سياسة الجوار”. ولا يعرفون أي عقيدة أخرى و ليس لديهم أي وسيلة أخرى للاستهداف، ومن الواضح أنهم لم يكونوا مستعدين لهذا الهجوم العسكري. لذلك ذهبوا إلى عقيدتهم الأساسية المتمثلة في قصف كل شيء أمامهم.
فوضوية المشهد
يقول تقرير الشبكة الأمريكية: “هذا يقود إلى السيناريو الثالث. يبدو واضحاً أنه بعد مغادرة الكثير من فرق النخبة التابعة لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، بدأ العديد من الأشخاص من غزة بالتدفق، بما في ذلك شخصيات ذات مستوى أدنى من الفصائل المسلحة التي ربما كانت تمتلك أسلحة ولكنها لم تكن جزءاً من العملية أو لم يتم تدريبها.
وهذا عنصر تم تجاهله في الكثير من وسائل الإعلام الغربية فهناك المتفرجون، والأشخاص الذين أرادوا رؤية كيف تبدو إسرائيل، لرؤية الأرض التي طردت عائلاتهم منها، يزعم التقرير أنه كانت هناك بعض عمليات القتل الشنيعة، وكان بإمكانك رؤية أسرى حقيقيين يتم أخذهم من قبل رجال على دراجات نارية لم يكن معهم حتى أسلحة” لقد كانت عملية عفوية من شعب مقموع ضد من قمعهم لسبعة عقود.
حدث الكثير من هذا خلال مهرجان نوفا للموسيقى. كان هناك الكثير من إطلاق النار بين حراس أمن المهرجان ومسلحين مختلفين، وقُتل الكثير من الأشخاص، لكن الكثير من الناس كانوا يفرون من المهرجان بالسيارات.
ويوجد مقطع فيديو لبعض مسلحي حماس وهم يوقفون السيارات ويطلقون النار على الناس ولكن يبدو أن أكبر الخسائر التي وقعت خلال المهرجان لم توقعها المقاومة الفلسطينية بل إسرائيل نفسها فالصور التي أخرجتها وزارة الخارجية الإسرائيلية تظهر سيارات منصهرة بالكامل، وجثثها متفحمة بداخلها، يقول ماكس بلومنثال: “تلك بالنسبة لي هي علامات منبهة لضربات صاروخية من طراز هيلفاير من مروحيات أباتشي وطواقم الأباتشي والأسراب، قام الإسرائيليون بعد ذلك بنشر مقطع فيديو لأنفسهم وهم يطلقون النار على السيارات، ويضربون السيارات بصواريخ هيلفاير، ويطلقون النار على الأشخاص الذين كانوا يسيرون على الأرض بنيران المدافع”.
يضيف بلومنثال: “لا نعرف من هم هؤلاء الأشخاص، ولكن إذا نظرت، ستجد أن الكثير من السيارات كانت متجهة عائدة إلى غزة. لذلك من المحتمل جداً أنها كانت سيارات لأشخاص من غزة ربما كانوا يأخذون أسرى، وقد قُتل الكثير من الأسرى أو الأسرى المحتملين ومن بين هؤلاء امرأة مشهورة تدعى شاوني لوك.
هذه المرأة التي أثارت وزارة الخارجية الإسرائيلية اهتماماً كبيراً بها، كانت من رواد المهرجانات، وكانت جذابة، وهي مواطنة ألمانية وهناك بعض مقاطع الفيديو التي تم التقاطها لها ويقولون إنهم عثروا على جزء من جمجمتها.
الأمر غير واضح
يتساءل التقرير هل كانت في سيارة أصيبت بصاروخ هيلفاير أطلق من طائرة إسرائيلية؟ الأمر غير واضح لكن من الواضح جداً أن العديد من هذه السيارات أصيبت بصواريخ مروحيات أباتشي، وقال طيارو المروحيات إنهم ليس لديهم أي فكرة عمن كان بداخلها. كانوا يطلقون النار على الناس على الجانب الآخر من غزة بعد دخولهم، بحلول بعد ظهر يوم 7 أكتوبر ومن الواضح جداً أن العديد من الصهاينة قتلوا على يد القوات الصهيونية، إلى جانب العديد من الجنود الذين كانوا في الخدمة.
فمشهد السيارات يذكر بمجزرة الدبابات التي نفذتها الأباتشي الأمريكية في الدبابات العراقية يقول كريس هيدجز: “لقد ذهبت إلى الكويت بعد حرب الخليج الأولى وقدت على طريق الموت السريع، الذي كان عبارة عن أميال وأميال من المركبات العسكرية العراقية، والتي تعرضت جميعها لقصف مروحيات أباتشي. وعندما رأيت إحدى الصور الواردة من الكيان، شعرت أنها تشبه تماماً ما رأيته في الكويت ولقد تمت إزالة بعض هذه الصور بعد أن كان قد نشرها الجيش الإسرائيلي”.
وزارة الخارجية الإسرائيلية لديها موقع على شبكة الإنترنت يسمى hamas-massacre.com. (مذبحة حماس) وسفيرها لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أعلن أن هذه الصور سوف تكون متاحة وتتضمن صوراً للسيارات المتفحمة، والجثث المنصهرة، وجميع أنواع الفظائع الأخرى التي ارتكبتها حماس. لكن كل الصور اختفت في النهاية، وقال جلعاد إردان إن هناك خطأ فنياً حال دون نشر الصور ويضيف كريس هديجيز “قراءتي الأولية كانت أنهم خلصوا إلى أن الكثير من هذه الصور كانت إما مزيفة، أو ربما كانت تظهر تعرض مقاتلي حماس لقصف صواريخ هيلفاير”.
آخر الأكاذيب
مؤخراً في حفل لجمع التبرعات لصالح الائتلاف اليهودي الجمهوري، قال إيلي بير وهو يهودي متدين قومي من نيويورك، يعيش في الكيان، على خشبة المسرح إن طفلاً إسرائيلياً قد احترق في فرن، وتم خبزه على يد “إرهابيي” حماس، حسب تعبيره وفي الواقع لم تتم رؤية أي طفل في الفرن ولكن أصل هذه الأكذوبة يعود لشخص يُدعى إيلي موسكوفيتش، وهو من فريق المستجيبين الصهاينة الأوائل لعملية طوفان الأقصى.
ولم يرَ إيلي موسكوفيتش أي طفل مخبوز في الفرن. ولكنه قال إنه عثر على حقيبة صغيرة تحتوي على أجزاء من جسم تم ضغطها على ما يبدو من قبل عنصر تسخين.
وقد عرض نتنياهو هذه الأجزاء من الجسم بعد أن شعر نتنياهو بالحرج من التراجع عن قصة 40 طفلاً مقطوع الرأس، وأرسلت صورها إلى أصحاب النفوذ من قبل وزارة الخارجية.
ويتساءل تقرير الموقع الأمريكي: “ما هو عنصر التسخين الذي يمكن أن يولد كل هذه الحرارة لحرق جزء من الجسم، الذي لم يكن حتى طفلاً كما تقول إسرائيل”، من المحتمل أن يكون صاروخ هيلفاير الأمريكي الصنع الذي تستخدمه الاحتلال وأجزاء من الجسم التي تم تفجيرها بواسطة صاروخ هيلفاير، من المحتمل أن تكون مواطناً إسرائيلياً، ولكن من الممكن أن تكون شخصاً من غزة.
ولكن القصة طرحت أنها بقايا طفل إسرائيلي. ولكن إذا نظرت إلى عدد القتلى المؤكد، فسنجد أن طفلاً إسرائيلياً واحداً فقط قد قُتل. إنه أمر فظيع ومأساوي. لقد كانت طفلة تبلغ من العمر 10 أشهر تدعى ميلي كوهين، ولقد أصيبت برصاص مسلحين من حماس عن طريق الخطأ أثناء تبادل إطلاق النار.
شيطنة حماس
وتظهر تقارير صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول القتلى أنه لا يوجد طفل آخر. ولا يوجد طفل محترق في الفرن، ولم تقتل حماس أطفالاً، ولكن الربط بين طفل وفرن أمر يهدف فقط إلى شيطنة حماس عبر استرجاع ذكرى أفران المحرقة.
يعلق الموقع الأمريكي قائلاً: “ما ننظر إليه هو دعاية كاذبة وفظيعة يتم نسجها من أجل تبرير قطع رؤوس الأطفال الفعليين بالصواريخ في قطاع غزة والإبادة المنهجية لمجموعة من الأطفال والمجتمع بأكمله”