«جحر الدّيك».. هي قرية بدوية صغيرة تقع في وادي غزة تلاصق الجدار الحدودي للخط الأخضر وهي في المساحة بين مدينة غزة والمعسكرات الوسطى.
تجد فيها مساحات طبيعية لم يلتهمها العمران سهولها ذات الرمال الذهبية الناعمة التي تتخللها حقول خضراء ما تزال تغشى حواشيها قطعان الأغنام التي تغدو من حظائرها وتروح إليها.
كان ثمة سوق شعبي يعقد فيها مرة في الأسبوع يأتي إليه الناس فيقايضون ويبتاعون ويصرّفون منتجاتهم المحلية، وجاء أحدُهم مرّةً بِديكٍ مغرور يريد بيعه، ففرّ منه، ودخل في جحر واسع لثعلب أو ابن آوى كان في تلّة أم عزيز القريبة، وحين تعقبوه فتحوا الجحر كله من أجله لكنه اختفى في خبايا الجحر أو جوف صاحبه الساكنِ فيه، وصار هذا الرجل الذي ادُّعِي عليه بأنه تاجرٌ يبحث عن ديكه في هذا الجحر كلما أتى إلى السوق كل أسبوع، وصار يأتي معه آخرون يبحثون حتى صارت حكايته قصّة شعبيّة سائرة، وتعلّق اسم المكان بذاكرة حكاية الديك والجحر الذي اختفى فيه.
هذا الجحر الجائع ما زال فخّاً مفتوحاً لكل من يظنّ نفسه ديكاً من سكان الطرف الآخر وراء الجدار، وكلما ظنّوا أن جرافاتهم ستقلب الأرض لتكشف عن الديك الجديد الذي فقدوه فإنّ ديكاً آخر يختفي فيه، وتعود جرافاتهم باكية نادِبةً.
