خلافات حادة داخل حركة «فتح»، منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى»
الأمة: أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن خلافات حادة تعيشها حركة «فتح»، منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» وبدء العدوان الإجرامي الإسرائيلي على قطاع غزة.
حيث حاولت قيادات وازنة خلق تيار داعم للمقاومة الفلسطينية داخل الحركة، مطالبين باستغلال الفرصة لإنهاء الإنقسام الداخلي بصفته المطلب الأول للشارع الفلسطيني.
إلا أنهم اصطدموا برفض كبير من التيار المسيطر على الحركة برئاسة عضو مركزيتها حسين الشيخ ومعه آخرون يسيرون في ركبه.
وأوضحت المصادر لـ”وكالة قدس برس” أن الشيخ يملك صلاحيات واسعة جدا داخل مراكز صنع القرار في فتح ومنظمة التحرير بصفته أمين سر اللجنة التنفيذية فيها.
وأحد خمسة أشخاص فقط يُسمح لهم بدخول مقر المقاطعة والإلتقاء متى شاءوا برئيس السلطة محمود عباس، في حين أن قيادات تاريخية في فتح جرى ابعادها وتتعرض لمضايقات حال ارادت الحديث مع عباس.
ولفتت إلى أن التيار المقابل يضم شخصيات تاريخية في فتح أمثال عباس زكي ومحمود العالول، وانضم إليهم جبريل الرجوب، الذي خرج بعدد من التصريحات والمواقف السياسية المتوازنة.
في حين تم التبرؤ من التصريحات التي خرج بها عباس زكي في بداية العدوان وأشاد بها بكتائب “القسام” (الجناح العسكري لحركة حماس) و”سرايا القدس” (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) .
في حين اقتصرت مواقف العالول وهو نائب رئيس الحركة على تصريحات مكتوبة تخرج من الدائرة الاعلامية لمكتبه.
وكان عباس قد رفض مرارا تلبية الدعوة التي وصلته لعقد اجتماع لمركزية فتح، أو حتى المجلس الثوري، لمحاولة مواكبة تحركات الشارع الفلسطيني الداعمة بصورة شبه مطلقة للمقاومة، وفي ظل انخفاض كبير جدا في شعبية “فتح” مقابل تعاظم شعبية حركة “حماس”.
كما أن عباس أعطى تعليمات للمسؤولين بالصف الأول من الحكومة ووزير الخارجية واللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بأن لا يقوموا بالتصريح حول الأحداث في قطاع غزة أمام وسائل الإعلام، وبعدم الدعوة لمسيرات شعبية لنصرة أهل غزة، وعدم المشاركة فيها.
وعلى صعيد أخر، أشارت المصادر إلى أن هناك تغيرا ملحوظا في توجهات القاعدة الفتحاوية التي تجاوبت بادئ الأمر مع الأحداث، وشاركت قيادات محلية في مسيرات نصرة غزة.
لكن سرعان ما تم التواصل مع هؤلاء ومنعهم من تنظيم أو المشاركة بأي فعالية جماهيرية، كما جرى إرسال تعليمات للأجهزة الأمنية بتشديد قضبتها ومراقبة الشارع ومتابعة الناشطين.
ويقول أحد الناشطين الفاعلين في مدينة رام الله إنه “تلقى اتصالات من بعض أقاربه ومعارفه الذين يعملون في الأجهزة الأمنية تنصحه بتخفيف ظهوره الميداني ومشاركاته في الفعاليات الرافضة للعدوان الإسرائيلي.
وكان هذا بعد أيام فقط من اتصال ضابط إسرائيلي هددني بالإعتقال حال مضيت في نشاطاتي المناصرة للمقاومة “.
وتخشى السلطة من انفلات الأمور في الضفة الغربية، لذا فقد جرى إلغاء كافة الإجازات لعناصر الأجهزة الأمنية، والطلب منهم العمل على مدار الساعة، في حين تولت حركة فتح إفشال الكثير من الفعاليات بعد الضغط على منظميها لإلغائها.
ورغم وحشية العدوان على غزة، إلا أن الأجهزة الأمنية الفتحاوية واصلت الاعتقال السياسي في الضفة الغربية، حيث يقبع اليوم ما لا يقل عن 50 شخصا في سجونها، اعتقلوا جميعا بعد السابع من أكتوبر.
في حين اعتدت عناصرها على كوادر وأفراد من حركة “حماس” شاركوا بمسيرات داعمة لغزة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأبرزها اطلاق ضباط من جهاز الأمن الوقائي الرصاص على القيادي في الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح عمير شلهوب، خلال ملاحقته في محاولة لاعتقاله عقب مسيرة نظمتها “حماس” الجمعة الماضية في ذكرى انطلاقتها في مدينة نابلس.