الأحد أكتوبر 6, 2024
مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (8)

مشاركة:

﴿وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾

الكهف 28

– أول ما تبادر لذهني عندما أوقفَتني على أعتابها تلك الآية الكريمة، كلمة: (فُرُطا)، فتخيّلتُ مسبحتي يوم انقطع خيطها، وتفرَّقَت حبّاتها على الطريق.

– وعبثًا حاولتُ جمعها؛ ففقدتُ الكثير منها تحت أرجل المارين، وفلتَ بعضها من يدي بعد أن التقطته.

– تخيّلتُ الأمر، ودمعَت عيني، وقلتُ لنفسي: هذه نتيجة من اتَّبعَ هواه، ولم يتّبع منهج نبيّه (صلى الله عليه وسلم).

– فما دام ليس له خيط يربطه بدينه، وبالصالحين من أتباعه؛ سيكون أمره كحبّات المسبحة التي انفرطت على الطريق، لا يمكن جمعه، فقد تفرّقت أفعاله، واختلفت.. فمرة لهؤلاء، ومرة لهؤلاء..

فما كان لله دامَ واتَّصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

– ثم بحثتُ عن هذا الخيط المتين الذي يحفظه، فوجدته (ذكر الله)، وتذكّرتُ يوم كتب “جمال أسعد عبد الملاك” في مقاله بأخبار اليوم منذ حوالي 20 عاما، ويزيد: أن (صراع الحضارات أكذوبة، لأن الدين الوحيد الذي له حضارة؛ هو الدين الإسلامي:

دين دنيا وآخرة..

دين حياه وممات وبعث..

فلا يتحرك المسلم إلا بالذكر والدعاء.. النزول.. العودة.. الركوب.. الترحال.. المرض.. الشفاء.. الموت.. الدفن. الطعام.. الشراب.. وهكذا حتى دخول الحمام).

– هنا ربط “جمال أسعد” بنظام حياة المسلم ومدى تمسّكه بهذا الخيط الذي ذُكر في الآية الكريمة..

– لذا.. إذا أغلق اللهُ قلبك عن ذِكره؛ فقد طردكَ من رحمته، ليصبح أمرك فُرُطا.

وهؤلاء كان النهي عن اتّباعهم، حتى لا نتَّبِع أهواءهم، فنضلّ بضلالهم.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *