د. محمد وفيق زين العابدين يكتب: القوة هي كل شيء
لا أحب مبدأ خالف تُعرف، ولا أُريد أن أصدمكم.. لكن أي كلام عن محاكم دولية وقانون دولي؛ عبث!
استهلاك طاقة الغضب والألم والمشاعر النبيلة في جدالات رخيصة، وتبييض ساحة الحكومات وأصحاب القرار فيها، وتملّص من مسئولية الدماء والدمار، وإخضاع قضية شريفة لأدوات قذرة..
حقوق الإنسان؛ وهم.. نظام صنعه الغرب ليستعلي به على باقي البشر ويتحكم فيهم.. حين يأتي الوقت المطلوب منهم احترام هذه الحقوق سيوجدون كل المبررات لإهدار هذه الحقوق وإسقاطها.. وبالقانون الذي هم صانعوه أصلًا.
أي دعم غير شعبي (رسمي وحكومي) لا يعتمد على مواجهة الغاصب بالقوة أو تقوية مقاومته؛ تهرب من مسئولية الدماء ونوع من الخذلان، والخذلان قُعُور ودركات!
وسيلة أخرى ومَكر مختلف لإخضاع المقاومة وفَرَمها وتقليم مخالبها!
وهل استرد السود في جنوب إفريقيا حقوقهم بالقانون الدولي والمحاكم الدولية؟!
حقوق الإنسان في عالم السفلة؛ معياره السيد الغربي.. كما يُحدِّد ما هي هذه الحقوق؛ يُحدِّد من يستحقها وجزاء المخالفة وطريقة تنفيذه ومتى!
«امتيازات» يمنحها السيد الغربي للآخرين وقتما شاء وكيفما شاء.. فهو القاضي المُنصِف ونحن المتهم المُذنب، وهو المُعلِّم المُربِّي ونحن التلميذ المُشغّب!
نحن الإنسان الذي لم تكتمل إنسانيته، في سوريا والإيجور والعراق وأفغانستان والبوسنة…
وفي كل مرة نكتوي بنار إجرامهم ويُضرمون النار في حقوق الإنسان التي صاغوها؛ سيُقسمون أنهم يفعلون ذلك لإعادة بناء دولتنا وتخليص مجتمعنا من الشر؛ فعلها بوش وبلير في العراق وعلى دربهما يسيرون في عْرْ٥!
المصائب نفسها تتكرر بحذافيرها دون أي استيعاب للدرس!
فهذا النظام -نظام حقوق الإنسان- صُمم خصيصًا لإعادة هيكلة الناس وفق خوارزمية السيد الغربي لا ضدها، فهو «كتالوج» تبريري ليس أكثر، وكما هو تبريري لحماية مصالح الغرب وأيديولوجيته؛ تبريري لقمع كل ما هو ضد ذلك!
أي إصلاح لدرس حقوق الإنسان لا يستبطن تفكيك معابدها وتدنيسها بدلًا من تقديسها؛ محكومٌ عليه بالفشل، وسيَجُر أي قضية تُناقش باسمها وفي ضوئه لإرادة السيد الغربي وما انفرد بصياغة قواعده ومرتكزاته وقوانينه..
في حين أن تدنيس هذه المعابد لا يعني سوى مقاومة هذه الإرادة وإخضاعها والعودة بها لجوهر الصراع الأساسي بين الحق والباطل، ووجود قوة عُليا فوقية تُسيطر على البشر وتحكم مساراتهم وتحدد المعايير والشروط من خلال الوحي!
يقول السنهوري: «أُفكر في القوة وتأثيرها في هذا العالم الذي لا يفوز فيه إلا القوي، القوة هي كل شيء، عبثًا نقول: قوة القانون، احترام العهود، ارتباط الأمم.. هذه أسماء ابتدعها أقوياء العقول والأجسام ليسخروا بها من الضعفاء والمظلومين.. ليس للضعيف إلا دواء واحد وهو أن يتقوى»!