أقلام حرة

محمد شعبان أيوب يكتب: العقل الغربي الاستراتيجي؟!

ما الشيء الذي يجعل العقل الغربي الإستراتيجي منذ 400 سنة على الأقل يفكر في مصالحه ويسعى بكل قوة لتنفيذها وينجح في ذلك، بينما العقل العربي والمسلم -إلا من رحم ربي وهم قليل القليل- بمثابة ردة الفعل لهذا العقل الغربي وفعله الناجح على الأرض؟!

على سبيل المثال أنشأوا حقلا معرفيًا واسعًا ممتدًا منذ عصر الحروب الصليبية قبل ثمانية قرون وحتى يومنا هذا أسموه «الاستشراق» ثم «دراسات الشرق الأوسط»، بينما عجز العقل المسلم عن مجاراة هذا الحقل لإنشاء علوم «الاستغراب»، اللهم إلا بعض كُتب ودراسات خجولة لا تقارن بالإنتاج الغربي في ميدان «الاستشراق».

في المقابل عرفوا تاريخنا وثقافتنا وأنثروبولوجيتنا وجماعاتنا الوظيفية وطعامنا وشرامنا وملابسنا وتوقعوا طرائق تفكيرنا، ورسموا خرائط الملل والطوائف في منطقتنا، وسعوا لعقد تحالفات مع كل جماعة/مجموعة/أفراد وظيفية تخدم مصالحهم، وامتلكوا أرشيفًا ضخمًا من كل هذا ليختاروا من يتولي المهام الكبرى التي تخدمهم، بينما وقفنا نحن عاجزين عن فعل الأمر نفسه معرفيا وعمليا!

ما جرأهم على هذا إلا هزيمتنا العسكرية أولا وفقدان سيطرتنا “المطلقة” على أوطاننا منذ القرن الـ19 وحتى يومنا هذا، كم دولة عربية أو مسلمة تملك حاملة طائرات؟ كم دولة عربية أو مسلمة تملك تقدما علميا مثلهم؟ كم دولة عربية أو مسلمة تملك مراكز صنع القرار؟ كم دولة عربية أو مسلمة تنطلق من محددات ومقاصد الإسلام لبناء فكرها الإستراتيجي كما يفعل البروتستانت والإنجيليون في الغرب؟!

محمد شعبان أيوب

باحث في التاريخ والتراث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى