“بَهَروا عيونَ الناظرين”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى
مَن ذا الذي وهبَ السَّدادَ لفتيةٍ
إلا الذي رفعَ السماءَ فأبهرا ؟!
ومَن الذي جَعَلَ الأماجدَ ثُلَّةً
كتبوا مِن التاريخِ سِفْرًا مُزهِرا ؟!
كانوا الأقلَّ مِن العِدا بسلاحهمْ
لكنْ بعونِ اللهِ كانوا الأكثرا
بَهَروا عيونَ الناظرينَ فأبصروا
فيهم يقينًا بالفداءِ مُعطَّرا
يا تِلكمُ الدُّنيا التي مِن نورِهِمْ
لمْ تقتبسْ منهمْ شُعاعًا نيِّرا
يا مَن وقفتمْ راغبينَ هزيمةً
للصامدينَ .. تسخطًا وتَذَمُّرا
أخزاكمُ اللهُ الذي أخزى العِدا
صِرتُمْ أذلَّ مِن العدوِّ وأحقرا
تبًّا لكم ..عِفتمْ معانقةَ العُلا
وأبيتمُ صَعَدًا إلى أعلى الذُّرا
ما كان ربُّ الكون يخذلُ جُندَهُ
وهو الأعزُّ .. بما أرادَ وقَدَّرا
واللهُ رَبِّي خلفَ كلِّ مشيئةٍ
سبحانَ مَن حَكَمَ القضاءَ وقرَّرا
سبحانهُ لمَّا رأى كيدَ العِدا
ذاقوا بكيدِهمُ العذابَ مُسعَّرا
وأبى لغزةَ أن تَضِلَّ طريقَها
للمجدِ إذ وهبَ الجزاءَ الأوفرا
ونساءُ غزةَ كالرجالِ عقيدةً
وبحلقهنَّ .. المُرُّ .. أصبحَ سُكَّرا
كم في البطونِ أجنةٌ محمولةٌ
والموتُ قد سَبَقَ الحياةَ وكشَّرا
لم يرحمِ الطفلَ الذي يُرجَى له
عُمْرٌ ، ومَن بلغ المشيبَ وَعَمَّرا
نفحَتْ جثامينُ الرجالِ عبيرَها
مِسْكًا تفيضُ على الوجود وَعنبَرا
ما أروعَ البيعَ الذي مِن صِدقِهِ
قَبِلَ المَلِيكُ البيعَ منهمْ فاشتَرَى
ما ظنُّهُمْ باللهِ إلا نُصرةً
هِيَ في هجيرِ الدهرِ سَالتْ كوثرا ؟!