مقالات

عبد المنعم إسماعيل كتب: الدعوة في زمن الرويبضة

قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا}. سورة طه

مما تعاني منه الأمة الآن تمدد ظاهرة جهالة وجاهلية الرويبضة الذي تصدر المشهد نتيجة غربة الحق وتمدد مخطط التدليس حتى ساد الجاهل وتم تغريب الدعاة والعلماء لشبهة التشدد أو انحراف بوصلة الوسطية حتى ظن الدهماء أن الجهالة حكمة والانتكاسة وسطية وهجر الصالحين المصلحين حكمة وسوء الادب مع الدعاة الربانيين فتوة ورجولة وما هي إلا سفاهة وردة أخلاقية.

أن يصبح المنبر وسيلة لصدارة من يكذبون على الله ورسوله فثم كارثة أصابت الجميع.

أن تصبح الشهادات والمناصب الدنيوية والعلمية حصرية لمن يملكون المال أو السلطة أو طاولة التطبيل حتى تمددت ظاهرة توالي الكوارث الاجتماعية والاقتصادية نتيجة لدمية الألقاب المحدثة وانعدمت الشفافية وظن الأحمق أنه بإمكانه سرقة المجد لمجرد رصيد الفساد الذي ورثه نتيجة غربة شريعة الحق والصدق والعدل التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن كارثة الصعود في المجتمعات لمجرد الواسطة أو المحسوبية أو الأموال أو الأقدمية هي بمثابة انتحار للعقول وتدمير للأجيال بعيدا عن المعايير العلمية الحاكمة والضابطة لدرجة النمو المهاري لقيادة فريق العمل المراد تحقيق شفافية الصلاح والإصلاح.

إن من توابع الإعراض عن ذكر الله تعالى السقوط في كارثة الإعراض عن الإنصاف والعدل بتولية أهل الفساد العقلي والأخلاقي والفكري والثقافي صدارة المشهد في كافة نواحي الواقع ومن ثم تبحث الأمة عن موسى الذي يسعى جاهدا للقيام بمهمته في ظل صدارة سدنة جهالة وجاهلية الجهل المتسلط فوق رقاب عباد الله الصالحين المصلحين لكونهم أهل عفة وأدب وصلاح في مواجهة المتربحين من سوء المشهد أو فساد المفسدين.

الداعية الرباني:

يواجه الدعاة المصلحون كل مظاهر الفساد والافساد من فاشية الفراغ و هوس التمدد الخميني والحوثي الباطني والقبوري والعلماني والصهيوني والطائفي الساعي لتدمير البنية التحتية للمجتمع الأخلاقي والفطري.

الداعية الرباني يسعى لإصلاح البناء العقلي والنفسي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لعموم البنية المجتمعية بتدرج يحقق الهدف فلا يتعجل النتيجة ولا يترك الاصلاح لوجود العوائق التي يستعين بالله على تخطيها.

الداعية الرباني

يسعى لتربية الأمة العربية والإسلامية على إدراك الخطر الصهيوني في فلسطين والايراني الخميني في العراق والشام ولبنان واليمن والطائفي في ليبيا والسودان والتغريبي في عموم بلاد الخليج العربي الساعي نحو مسخ الشخصية العربية وجعله مجرد ذئب يلهث خلف شهوة عاجلة تدمر البنية الأخلاقية للفرد والأسرة والمجتمع.

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى