الأمة : أقام قسم المرأة في هيئة “علماء فلسطين” (تجمع للعلماء مقره تركيا)، ، ملتقى “طوفان العالمات” عبر منصة “زوم” بمشاركة عدد من الفاعلات بالتخصصات الشرعية والثقافية والإعلامية في عدد من الدول العربية والإسلامية، ضمن “أسبوع القدس العالمي” الرابع دعماً لغزة ولقضية فلسطين.
وقالت رئيسة قسم المرأة في هيئة “علماء فلسطين” فاطمة عزام، إن “صلاح الدين الأيوبي استند في صناعة النصر إلى ركنين أساسيين هما؛ الإخلاص في الإرادة، ومواجهة الفكر بالفكر والتربية بالتربية قبل أن ينطلق إلى تحرير بيت المقدس“.
وأضافت بأن “صلاح الدين الأيوبي اعتمد في إستراتيجية التحرير على بناء المدارس النظامية التي كان لها دور في التغيير وتخريج جيل من القادة والعلماء كمدرسة الإمام الغزالي والجيلاني، وإعداد المرأة وتربيتها باعتبار دورها أساسي في صناعة جيل التحرير فهي حاضنة للأجيال ومنشئة للأبطال وعنوان صلاح المجتمعات“.
وقالت عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رولا محسن، إن “الأمة الإسلامية تعيش بعد (طوفان الأقصى) تحولاً عميقاً في مسار النصر والتمكين”.
مؤكدة أن “ما حققته هذه المعركة من نصر إستراتيجي على العدو يستدعي أثماناً غالية من التضحيات وتقديم الأرواح فداء للمقدسات“.
وذكرت أن “من أبرز بشائر النصر، حجم الخسائر في صفوف العدو، وصبر أهل غزة وثقتهم بالله، واجتماع الأمة على مشروع المقاومة، وإحياء القضية الفلسطينية في الوعي الجمعي للأمة، والاستعداد النفسي للجيل على مواجهة أعداء الأمة”.
وأشارت إلى أن “أبرز ما حققته المعركة هو أن غزة أصبحت اليوم بوابة جديدة للدعوة إلى الإسلام”، مشيرة إلى “دخول 300 شخص يومياً الإسلام في أوروبا منذ 7 أكتوبر، وفقاً لما تنشره المنظمات والمراكز الإسلامية في أمريكا ودول أوروبا.”
وقالت المستشارة الإعلامية والتربوية منال العواودة، إن “أبرز معايير النصر الربانية، الإعداد”، مضيفة بأن “الإعداد فن من الفنون التي تحتاج صدق الغاية، وسلامة السريرة، وقوة الإيمان والإخلاص، والعمل على بصيرة وفهم، مضيفة أنه سر العمل للتميز والإرتقاء بالأداء”.
ولفتت إلى أن “إعداد كتائب (القسام) مثال على التميز والجودة التي فاقت الخيال وفاقت التصور”، مشيرة إلى أن “من كان يريد أن يقيم أداءه عليه أن ينظر إلى النماذج المتميزة“.
وبينت العواودة أن “العلماء هم ربان عملية التغيير ونهضة الأمة”، مشيرة إلى “نماذج من العلماء في التاريخ قادوا حروبا وحرروا بلادهم، كابن الخشاب عالم فقيه أعدّ لإنتصارات صلاح الدين الأيوبي”.
وأكدت مسؤولة اللجنة الإعلامية في قسم المرأة بهيئة “علماء فلسطين” رانية نصر، أن “المعركة الإعلامية أشد خطراً من غيرها من المعارك لما للإعلام من أهمية بالغة في التحكم في العقول والسيطرة على التوجهات والممارسات.”
وذكرت أن “أهمية الاعلام تزداد بزيادة الدور الذي يؤديه خاصة في زمن الحروب، إذ أن الحروب الميدانية عادة ما يسبقها حروب إعلامية هدفها إيقاع الهزيمة النفسية في وجدان الناس تمهيداً للهزيمة العسكرية؛ وبالتالي تأتي عملية النصر الميداني مكملة لما حققه الانتصار الإعلامي”.
وأوضحت أنه “في الوقت الذي يقوم العدو الصهيوني بتقييد الرواية الفلسطينية وحظرها مقابل تكريس الرواية الصهيونية عبر الإعلام وأدواته يقوم كذلك بجهود حثيثة بتحسين صورته أمام المجتمع الدولي لتخفيف حدة الرأي العام تجاه ما يمارسه من جرائم حرب وإبادة”.
وأشارت إلى أن “(القسام) أبدعت في الجانب الإعلامي من خلال توثيق العمليات النوعية وكشف كذب ادعاءات العدو وخداعه بالرغم من الإمكانات والقدرات المحدودة للكتائب”.
وأضافت بأنه “بالرغم من أن هذه التوثيقات لا تمثل سوى 20 % مما يحدث من إنجازات أسطورية من صمود وإثخان في العدو، إلا أنها استطاعت التأثير إيجابيا في جماهير الأمة مما حقق النصر النفسي، مما يعد وقوداً في المضي قدماً في الدعم والإسناد”.
وأكدت أن “الإعلام من أهم الثغور وأحد أبرز مفاتيح النصر، فلا بد من الاهتمام بالإعلام وامتلاك أدواته والتمكن من فهم لغته لتوظيفه لصالح القضايا العادلة وعلى رأسها الدفاع عن المقدسات الإسلامية”.
ودعت نصر إلى “فهم أدوات هذا الفن بلغة العصر تكريساً للرواية الفلسطينية”، مشيرة إلى أنه “نوع من أنواع الجهاد الرقمي من خلال سرد ونشر الحقائق وتعرية العدو وممارساته البشعة”.
وكانت مؤسسات علمائية ومجتمع مدني أعلنت الخميس الماضي، في مؤتمر صحفي، من عدة دول، عن إطلاق “أسبوع القدس العالمي 4″، تحت شعار “الأقصى.. طوفان الأمة“.
ويعد “أسبوع القدس العالمي” مبادرة عالمية من عدة هيئات واتحادات علمائية ومؤسسات مجتمع مدني، يقام في آخر أسبوع في شهر رجب من كل عام، مع ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدّين الأيوبيّ.